الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزيرالإسكان يعلن الحرب على «مافيا»المبانى المخالفة








أعلنت وزارة الإسكان الحرب على «مافبا» المبانى المخالفة بمختلف انحاء الجمهورية.. أكد الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، أن ظاهرة مخالفات المبانى فى الإسكندرية تمثل مجموعة قنابل موقوتة، لا أحد يعلم متى ستنفجر أو أين، مشيرا إلى أن مواجهة هذه الظاهرة ليست مسئولية وزير أو حكومة، ولكنها مسئولية المجتمع كله، فنحن وصلنا إلى مرحلة من الانفلات وصل إلى حد الكارثة، وإما أن نكون دولة قانون، أو دولة فوضى.

 
جاء ذلك خلال افتتاح الوزير أمس، لورشة عمل «التصدى لظاهرة المبانى المخالفة وغير الآمنة بمحافظة الإسكندرية، والتى حضرها المستشار محمد عطا محافظ الإسكندرية، فى أول نشاط له بعد توليه المسئولية، والمهندس ماجد خلوصى نقيب مهندسى مصر، والدكتور محمد على بركات، نقيب المهندسين بالإسكندرية، وعدد كبير من المسئولين والخبراء.
وأشار وزير الإسكان إلى أن القضية ليست المبانى المخالفة فقط، فنحن فى مفترق طرق، ولحظة فاصلة، تتطلب منا جميعا التنبه الشديد واليقظة، إما أن تكون مصر دولة قانون وشرعية ولها هيبة، وتأخذ مكانتها، أو تتحول إلى دولة البلطجة والتسيب والانفلات.

 
وقال الوزير: لا يتخيل أحد حجم التعديات على الأراضى بالمدن الجديدة، مؤكدا أنه لا يمكن التخلى عن حق المجتمع، هو فالمسئول الآن أقسم اليمين، ولن نسمح بالتعدى على أراضى الدولة، أو ممتلكاتها، فهناك أيضا آلاف الوحدات السكنية التى تم الاعتداء عليها، واغتصابها دون وجه حق فى فترة الانفلات الأمنى عقب الثورة، وخرجت بعض المظاهرات للمطالبة بالحصول على هذه الوحدات، ولكن بعد البحث اتضح أن هناك عصابات منظمة استولت على هذه الوحدات، وتاجرت بها، ولن نسمح بذلك، فمن يغتصب شقة مواطن آخر، ويأتى اليوم ليقنن لها لن نسمح بذلك.

 
وأوضح الدكتور طارق وفيق أن مشاكل المبانى المخالفة متعددة، وشديدة التعقيد، وحلها سيستغرق سنوات، فعندما يكون هناك حى مثل مدينة نصر به حوالى 30 ألف مخالفة، فمن يتصور ذلك، ولكن لا يأس ولا استسلام ولا تقاعس، والمهم الآن أن ما يبنى اليوم أو غدا يجب أن يكون منضبطا، ومطابقا للقانون.

 
وأكد أن الانفلات تعاظم بعد الثورة، ولكنه قديم ومتأصل، فمثلا أيام الانتخابات البرلمانية كانت تشهد مخالفات متعددة، مشيرا إلى أننا نعيش الآن ثقافة التسيب والانفلات، ولن تستطيع الدولة وحدها المواجهة دون تغيير هذه الثقافة.

 
وأعلن الوزير أنه تم تشكيل لجنة بالوزارة لتصحيح مواد قانون البناء رقم 119، المتعلقة بإجراءات التراخيص والإشراف على البناء، لسد الثغرات التى تحدث من خلالها المخالفات.

 
وأشار الوزير إلى أن مشكلة الإسكان أحد أسباب مخالفات المبانى، ولذا فاللجنة المختصة بالإسكان الاجتماعى بالوزارة دورها هو تأصيل حق المواطن فى السكن، وسيكون هناك اعتماد على محورى القطاع التعاونى والقطاع الخاص.

 
وتعجب الوزير من أن يبلغ عدد الوحدات الخالية فى مصر حوالى 5,2 مليون وحدة سكنية، فى دولة تعانى من مشكلة الإسكان، ويقال إن لديها عجزاً كمياً، فجزء كبير من هذه الوحدات الخالية يتركز فى العقارات القديمة التى تخضع للعلاقة الإيجارية الأبدية، ولهذا أقول إن قانون الضريبة العقارية تم ظلمه، ونحن سنبدأ فى التعامل مع كل هذه الملفات.. وسننطلق من المجتمع المدنى، من هنا من مكتبة الإسكندرية، وبمشاركة نقابة المهندسين، ومن خصوصية حالة هى الإسكندرية، لما بها من مخالفات كبيرة، فالقضية أصبح بها خسائر بالأرواح، وهناك عمارات أخرى مهددة بالسقوط فى الإسكندرية.

 
وأكد الوزير أنه لا بد من الوصول اليوم إلى قرارات تفعل وليس توصيات، فمثلا نحن لدينا قانون لنزع الملكية للمنفعة العامة، وهل هناك منفعة عامة أهم من حماية الأرواح.. فإن لم تكن هناك وقفة حازمة فى هذه القضية، وتطير بعض الرءوس المجرمة فلن ننجح، وأنا متأكد أن نقابة المهندسين لو فصل من عضويتها 10 مهندسين مخالفين فسيتغير أداء المهندسين كله.

 
وأقسم وزير الإسكان فى نهاية كلمته أن مصر مواردها غير محدودة، ولكن يجب أن نعمل معا لبناء مصر المستقبل، وننسى خلافاتنا، فالطاقة التى تبذل الآن فى التناحر على خلافات بسيطة يجب أن توجه لبناء مصر.