الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تراجع السياحة يقطع أرزاق شركات «البالون» فى الأقصر

تراجع السياحة يقطع أرزاق شركات «البالون» فى الأقصر
تراجع السياحة يقطع أرزاق شركات «البالون» فى الأقصر




الأقصر- سارة الهوارى
فى الساعة الخامسة والنصف صباحا، قبل شروق الشمس، تبدأ رحلات البالون، التى اكتسبت بها مدينة الأقصر شهرة عالمية، وتعتبر من أكثر الرحلات استمتاعا، فرؤية الشمس أثناء شروقها فى مدينة الفراعنة، رحلة تجعلك طائرا بلا أجنحة، لكن تراجع نسبة إشغالها هدد بقطع أرزاق العاملين فيها وغلق الشركات فى المحافظة.
تبدأ أولى خطوات الإقلاع باختبار بالون صغير فى البداية لمعرفة اتجاه الرياح، والتحكم فى الارتفاع والهبوط، ويشترط فى الهبوط أن يكون على أرض بور، وليست أرضا زراعية، وكذلك بعيدا عن الكهرباء والمنازل، لأن إغلاق البالون يتطلب مساحة كبيرة، كما يبتعد التحليق عن النيل والكهرباء، ويشترط الحصول على الموافقة من سلطات الطيران المدنى قبل الإقلاع، لذلك يكون هناك إرشادات للإقلاع لتجنب الأخطاء والحفاظ على سلامة الركاب.
ويبدأ الجميع بفرد البالون على الأرض وتركيب الحبال بـ«الباسكيت» أو جسم البالون، الذى يحمل بداخله الركاب، من خلال نفخه عن طريق مراوح تم توصيلها بموتور هواء قوى يعمل، فى مدة تتراوح بين 10 أو 20 دقيقة، وأثناء هذه المدة يتم تركيب اسطوانات غاز الهيليوم، التى تساعد على طيران البالون.
بعد ذلك يتم إجراء كشف ما قبل الإقلاع؛ حتى يتم التأكد من سلامة التركيبات والتوصيلات والأوزان داخل البالون، وتستغرق الرحلة نحو 45 دقيقة، وهى آمنة تماما، حيث يوجد سيارات «إسعاف ـ إطفاء ـ شرطة» تحسباً لأى طوارئ، إلى جانب طاقم «الكرو» من 7 إلى 10 أشخاص يتولى عملية إنزال البالون وإحكام السيطرة عليه أثناء الهبوط.
يعتمد البالون فى تحليقه على كثافة الهواء، لذا تبدأ الرحلات فى الصباح الباكر قبل سخونة الجو، فالهواء هو المحرك الرئيسى للبالون وتحدد الرياح اتجاهه، ويتحكم الطيار فقط فى ارتفاع وانخفاض البالون، حيث تبدأ الرحلة باستقلال السياح وأصحاب الشركات المعديات النيلية، من البر الشرقى إلى البر الغربى، ومنها إلى مطار البالون، بالقرب من معبد حتشبسوت، لتحلق فوق معبدى «الكرنك ـ وادى الملوك».
ويختلف عدد الركاب من بالون لآخر وفق مساحة البالون فهناك بالون يحمل 6 أشخاص، وآخر يحمل 12 شخصا، وهناك بالونات تحمل 20 و24 شخصا، ويزن البالون الواحد حوالى طن، ويحتاج من العاملين ضعف سعته الركابية، فالبالون الذى يتسع لـ6 أفراد، يحتاج 12 عاملا لإطلاقه.
ويقول عدد من العاملين فى إحدى شركات البالون، إن عمل رحلات البالون توقف لمدة شهرين ثم عاد مرة أخرى للتحليق فى سماء الأقصر، أما الآن وبعد تراجع نسبة الإشغال السياحى بصورة كبيرة، فقد أثر ذلك على أشغال البالون، حيث كانت الشركة تنظم من رحلتين إلى 4 رحلات على الأقل فى اليوم، والآن تراجعت إلى رحلة واحدة تقلع كل عدة أيام.
ويوضح العامل أن زبائن البالون من المصريين والأجانب، إلا أن الأجانب يختلفون عن المصريين، حيث تغلب عليهم روح المغامرة والاستمتاع، بعكس المصريين الذين يخافون فى البداية، ولا يكررون التجربة، منوها إلى أن تذكرة الطيران للفرد الواحد تصل لـ250 جنيها، أما للأجانب فمن 100 إلى 150 دولارًا، فى حال الحجز المباشر من الشركة، أما إذا حجزت له شركات السياحة فيكون سعر التذكرة 300 جنيه، مؤكدا أن هناك لجانًا رقابية تشرف على البالون قبل إقلاعه، كما أن اسم الشركة يكون واضحا أثناء تحليق البالون، حتى يتسنى للأتوبيسات، معرفة مكان الهبوط.
ويلفت إلى أن حادث سقوط البالون، الذى وقع أواخر العام الماضى، لم يؤثر بشكل قوي، حيث زاد دور الرقابة على البالونات قبل إقلاعها، أما الآن وبعد تراجع السياحة بصورة كبيرة، فتراجع نشاط البالون، فبدلا من إقلاع 24 رحلة يومية، وصلت إلى رحلة أو اثنتين، وتوقفت الرحلات تمامًا عقب حادث تحطم بالون بالأقصر أودى بحياة 19 سائحا من آسيا وأوروبا أواخر فبراير الماضى.
وأثرت ثورة يناير على السياحة فى الأقصر والمزارات والمعابد والمتاحف والبازارات وأيضا إشغالات البالون التى قد تكون انعدمت أخيرا، وكانت تعمل على اشغال عدد ليس بقليل من شباب المحافظة وتدر دخلًا لا بأس به يوميا.
ويشير هانى السيد، صاحب شركة بالون، إلى أنه من الأفضل والمهم إقامة ندوة ثقافية لكيفية التعامل مع السائحين لزيادة نسبة السياحة التى تدر دخلا عاليا على الدولة والأفراد العاملين فى القطاع السياحى، منوها إلى أن نسبة الإشغال بسياحة البالون انخفضت خلال الفترة التى شهدت الهجوم الإرهابى على معبد الكرنك، فضلًا عن ارتفاع درجات الحرارة، ناهيك أن كساد القطاع السياحى بالمحافظة بشكل عام، تسبب فى تراجع الإقبال على سياحة البالون، نظرا لانخفاض أعداد السائحين بالأقصر، ما ترتب عليه توقف عدد من شركات البالون عن العمل، وذلك ما تسبب فى تسريح العشرات من العاملين.
ويوضح السيد أن سياحة البالون بالمحافظة تمكنت من تخطى حادث انفجار البالون، وذلك عن طريق الاستعانة بأحدث معدات طيران البالون المستخدمة حول العالم، فضلًا عن الاستعانة بأمهر الطيارين، ووجود تنسيق مستمر مع إدارة مطار البالون لمتابعة حالة الطقس التى تسمح بالإقلاع.