الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مليونا من ذوى الاحتياجات الخاصة تتجاهلهم وسائل الإعلام

مليونا من ذوى الاحتياجات الخاصة  تتجاهلهم وسائل الإعلام
مليونا من ذوى الاحتياجات الخاصة تتجاهلهم وسائل الإعلام




تحقيق- محمد خضير
أكد خبراء إعلام أن الإعلام يهتم بتناول قضايا المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة ويعمل على تقديم خدمات إعلامية لهم فى بعض البرامج التليفزيونية، ولكن ليس بالقدر الكافى الذى يضمن وصول التواصل الإعلامى والمعرفى لهم خاصة مع التطورات الإعلامية والتكنولوحية الحديثة، والتى تضمن وصول خدمات إعلامية جيدة ومهمة لديهم.
وشددوا على ضرورة انشاء قناة تليفزيونية متخصصة تعمل على تقديم وعرض قضاياهم بمختلف الطرق والسبل التى تضمن وصول رسالتها الإعلامية لجميع المعاقين، والعمل على تقديم خطة برامجية متكاملة تكفل لهم تقديم برامج توعية وبرامج فنية وثقافية ورياضية تستضيف أصحاب القدرات والمواهب المتعددة فى شتى المجالات.
فى البداية أكد  حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين: أن الواقع فى العالم المتحضر كله يولى اهتماما كبيرا جدا بالمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة بكل الوسائل، وفى المقدمة منها الإعلام ونحن بالتأكيد ندرك ذلك ولكن التنفيذ عادة لا يتحرك بسرعة التفكير، فمازلنا نتحدث عن وجود مترجم لغة إشارة للأخبار على شاشات التليفزيون دون أن يتم تنفيذ ذلك إلا فى الأقل القليل.
وأضاف الكنيسى: أنه لا توجد برامج تليفزيونية أو إذاعية للمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة تتبنى مشكلاتهم وتكتشف مواهبهم خاصة أن منهم موهوبين فى مختلف المجالات، وبالتالى فذلك يزيد الحاجز بينهم وبين أى إحساس بالعجز عن تنفيذ ما يريدون.
وأشار الكنيسى إلى أنه كان هناك اتجاه بإنشاء قناة فضائية خاصة بهم، مشيرا الى اننى قد علمت بها شخصيا وشجعت صاحب الفكرة، ولكن التمويل كان عائقا فى سبيل التنفيذ بالرغم من أنه لو وضعت لمثل هذه القناة خطة برامجية جيدة فسوف تستطيع أن تحقيق ارادات تغطى مصروفاتها بل وتحقق أرباح، وتكفى أن تضمن أنها سوف تصل إلى 12 مليون متابع أو مشاهد، وبالتالى تضمن اهتمام وكالات الإعلان المنتجة للخدمات والسلع التى يحتاجونها، وأتمنى أن يعاد طرح مثل هذه الفكرة مرة أخرى وأن تلقى تشجيعا وتمويل من أحد رجال الأعمال لتلك الفكرة.
وقالت الدكتورة ماجى الحلوانى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والعميد الحالى للمعهد الكندى العالى للإعلام: أن هناك اهتماما إعلاميا بالمعاقين ولكن ليس بالقدر الكافى، وبانشطتهم واحتياجاتهم، والتى تتطلب تضافر الجهود واهتماما أكبر من وزارة التضامن الاجتماعى وكذلك وزارة الشباب والرياضة والإعلام والعمل على مراعاتهم والاهتمام التعليمى بهم ودمجهم وسط المجتمع، واتاحة فرص لهم فى الجامعات بشكل أكبر وتقديم برامج مخصصة لهم بطرق علمية حديثة لمساعدتهم، ويكون لهم اماكن مخصصة لهم بالملاعب والمسارح والقاعات.
وشددت الدكتورة الحلوانى على أنه يجب أن يزيد الاهتمام بتقديم خدمات لذوى الاعاقة وتوفير سبل وطرق تعمل على راحتهم فى الطرق والمواصلات العامة والاهتمام بالنواحى الصحية والتعليمة، وعمل برامج تليفزيونية عنهم ولو برنامج فى كل قناة تليفزيونية، وتوجيه الأسر وتوعيتهم بكيفية تعاملهم مع الطفل المعاق واكشاف مواهبة ومحاولة ادماجهم مع المجتمع بشكل أفضل.
وأشارت الدكتورة ماجى إلى أن وسائل الإعلام بجميع أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة يجب أن تطرح قضاياهم وتقديم نماذج من ذوى الاحتياجات الخاصة فى عرض برامج تليفزيونية لعرض احتياجاتهم باعتبارهم ضمن المجتمع وإحداث تكامل مجتمعى معهم.
وأكد الدكتور إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الاسبق أن هناك اهتماما من الدولة بالمعاقين ولكنه ليس كافيا، وعلى مستوى الإعلام فنجد أن هناك عرضا بلغة الاشارة فى بعض البرامج التليفزيونية والتى تعد ثقافة لذوى الاحتياجات الخاصة ولكن يجب أن تعمم فى كل وسائل الإعلام، خاصة أن التليفزيون المصرى وبالتحديد قطاع الأخبار كان سباقا فى هذا المجال من عرض النشرات الإخبارية بعض البرامج الصباحية تنقل بلغة الإشارة.
وأشار الصياد إلى أنه كان هناك سعى فى التليفزيون لجعلها وظيفة ضمن وظائف المذيعين ومقدمى البرامج فى التليفزيون المصرى، ولذلك يجب أن يتم توفير وسائل الاتصال الخاصة بالمعاق والعمل على تثقيفه وتوعيته والوصول إليه.
وشدد الصياد على ضرورة أن يهتم الإعلام أكثر بقضاياهم ،ليس فقط فى الاهتمام بالإنجاز الرياضى لهم من خلال الدورات الرياضية اوالاولويمبياد الخاص بهم، لأنه ليس هو المجال الوحيد لهم خاصة أن لديهم امكانيات ومهارات تجعلهم أكثر قدرة من الأسوياء، وهو ما يتطلب ان يكون هناك فقرات فى برامج التليفزيون المصرى والفضائيات مخصصة للمعاقين تقدم بلغة الاشارة ويمكن أن تترجم بالترجمة على الشاشة للأسوياء، ونتمنى ان يتم عمل قناة فضائية خاصة لذوى الاحتياجات تكون نافذة إعلامية لاستيعاب قضاياهم وافكارهم بشكل أكبر.
وأكدت الإعلامية رولا مصطفى خرسا ان اغفال قضايا المعاقين تدور فى اطار منظومة متكاملة تبدأ من الصحة ووجود اخطاء من قبل بعض الأطباء اوالاهمال فى المستشفيات، وهى نتيجة حالة عدم الاستقرار التى نعيش فيها والأزمات الاقتصادية، وهى ما تخلق نوعا من أنواع الاهمال العام تجاه صحة وقضايا المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة، نتيجة وجود اولويات لدى الدولة تجاه قضايا أخرى.
وأشارت خرسا إلى أن المعاقين غير معتبرين بأولوياتهم الصحية المهمة والتى لا تندرج نحو المشاركة فى الاولمبياد او لقائهم بمسئول ما وهذا ليس هو المطلوب فقط بل يجب أن يفكروا فى توفير فرص عمل لهم وتمهيد الطرق لهم وإبراز قضاياهم المهمة فى البرامج التليفزيونية المتخصصة لهم.
وقالت خرسا إن هذه الفجوة غير مقصودة بقدر ما هى نتيجة تراكمات خمس سنوات من المشاكل الكثيرة التى أدت إلى أن يتراجع الاهتمام أكثر وأكثر، ولكن لابد أن تعمل جميع الجهات الرسمية من صحة وإعلام ومجتمع مدنى على الاهتمام بقضايا المعاقين والعمل نحو ادماجهم فى الحياة العملية والمجتمعية بشكل أكبر