الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فاروق فلوكس: لم أندم على «الشاذ» وابنى أفضل واحد فى جيله

فاروق فلوكس:  لم أندم على «الشاذ» وابنى أفضل واحد فى جيله
فاروق فلوكس: لم أندم على «الشاذ» وابنى أفضل واحد فى جيله




تعددت أدواره وتلونت ملامحه من خلال أعماله فى السينما والمسرح والتليفزيون وقدم العديد من الادوار الكوميدية التى انتزع من خلالها ضحكات الجمهور فعاصر الفنان فاروق فلوكس أجيالا فنية كثيرة وخلال حواره معنا يكشف سر غيابه عن الفن وسبب صداقته بفؤاد المهندس وعلاقته بثلاثى أضواء المسرح ولماذا قدم دور الشاذ فى أكثر من عمل سينمائى ويتحدث عن كواليس أحدث أعماله الفنية مع ابنه الفنان أحمد فلوكس.

■ ما سر غيابك طوال الفترة الماضية؟
- منذ قيام ثورة 25 يناير وحال الفن فى مصر تغير بشكل كبير بخلاف ان وقت الثورة لم يكن البلد آمنا فكان من الصعب ان اشارك فى أعمال فنية فى ذلك الوقت وكما ان أغلبية الأعمال السينمائية وقت الثورة كانت تنتمى لأفلام المقاولات وأنا لا اقدم هذه الأعمال لأن تاريخى لا يسمح لى بذلك ولعدم تماشيه مع شخصيتى كفنان وبعد الثورة وصل الإخوان للحكم وبدأوا يتدخلون فى الفن يحللون ويحرمون على مزاجهم وهذا الامر كنت مستاء منه جدا لذا فضلت الابتعاد لحين عودة كل شىء لطبيعته.
■ كيف كانت بدايتك على خشبة المسرح مع الفنان فؤاد المهندس؟
- بدايتى الحقيقية كانت منذ دخولى كلية الهندسة جامعة القاهرة فعلى مدار عشر سنوات دراسة بالجامعة قدمت ما يقرب من 23 مسرحية وحققت من خلالها شهرة كبيرة على مستوى الجامعات المصرية الى ان سمعت عن مجموعة من الشباب التى تذهب لتجلس مع الفنان فؤاد المهندس فى مكتبه وذهبت معهم عدة مرات الى ان حدثنى وسألنى عن صمتى الدائم فى كل مرة وكانت اجابتى لكى اتعلم فأعجب بى جدا ومن ثم كانت بداية تعاونى معه فى اكثر من عمل سينمائى ومسرحى والحقيقة انه كان فنانا رائعا ومتميزا على المستوى الفنى والانسانى بكل ما تحمله الكلمة من معان.
■ عاصرت نجوما كثيرين من أجيال مختلفة فما ذكرياتك معهم؟
- منذ فترة الستينيات وأنا اقدم أعمالاً سينمائية ودرامية ومسرحية وهذا جعلنى احتك بنجوم كثيرين بداية من فؤاد المهندس وشويكار وثلاثى اضواء المسرح ومحمد عوض وسيد زيان ورشدى أباظة واحمد زكى ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز والحقيقة ان جميعهم كانوا يتميزون بحسن اخلاقهم وعشقهم للفن فكان فؤاد المهندس تربطنى به علاقة صداقة قوية فعندما مرض فى أواخر ايامه غضب لعدم زيارتى له والحقيقة اننى كنت اقيم شعائر الحج فى ذلك وقدمت له عملا مسرحيا من تأليفى يحمل اسم «عيد ميلاد فؤاد المهندس» لكنه توفى قبل ان يقدمه اما عن ثلاثى اضواء المسرح فكان لى دور كبير فى معرفتهم ببعض حيث كانت تجمعنى صداقة بسمير غانم وجورج سيدهم وأتيا ليعرضا علي الانضمام معهم فى فرقة واحدة لكنى رفضت خوفا من رسوبى فى الجامعة وعرضت عليهما الضيف احمد الذى كانت تجمعنى به ايضا صداقة قوية وكان تخرج فى كلية الآداب قسم اجتماع وبالفعل بدأ الثلاثى فى الانطلاق من اعياد الميلاد والافراح والحفلات الى الاسكتشات والأعمال المسرحية وصولا الى الأعمال السينمائية والنجاح والشهرة الكبيرة التى حققوها، ومن خلال عملى ايضا مع الفنان رشدى أباظة حيث إننى قدمت معه ما يقرب من سبعة افلام لم اشاهده فى إحدى المرات يعامل اى شخص فى اللوكيشن بشكل غير لائق وكنا نطلق عليه رشدى باشا أباظة وهذا لحسن اخلاقه.
■ ما رأيك فى الجيل الحالى من نجوم الوسط الفنى فى مصر؟
- بصراحة اشعر باختلاف كبير بين الجيل الحالى وجيل زمن الفن الجميل حيث إن الفنانين فى الوقت الحالى وبالرغم من التطور التكنولوجى الذى اثر على الفن فإن جيل زمان كان يتميز عنهم بالبساطة وحسن الأخلاق والمعاملة فلم ارى فنانا يتعالى او يعامل الناس بشكل غير لائق لكن الوقت والزمن اختلف لكنى ارى منهم فنانين كثيرين موهوبين مثل الفنان احمد حلمى واحمد السقا ومحمد هنيدى وغادة عادل.
■ ما أكثر الفنانين الذين حزنت على فراقهم ومن الذين تستمر علاقتك به حتى الآن؟
- رحل عدد كبير من الفنانين الذين كانت تجمعنى بهم صداقة كبيرة وحزنت بشدة على فراقهم مثل الفنان فؤاد المهندس والضيف احمد وعبدالمنعم مدبولى وتجمعنى صداقة قوية بالفنان جورج سيدهم وسيد زيان ولكن منذ مرضهما ولم ازر اى منهما لأننى لا أستطيع رؤيتهم وهم فى ذلك المنظر واتمنى لهم الشفاء.
■ لماذا إبتعدت عن المسرح؟
- أنا لست بعيدا عن المسرح لكن عمرى الآن 78 سنة فوقوفى على خشبة المسرح من جديد أصبح أمرا صعبا للغاية لكنى خلال السنوات الاخيرة قدمت ما يقرب من 10 أعمال مسرحية من تأليفى وترجمت ما يقرب من 3 روايات ومصرت اكثر من عمل مسرحى ايضا وشاركت فى أعمال مسرحية لكن ليس بدور كبير او بطل رئيسى.
■ ما رأيك فى حال المسرح الآن فى مصر؟
- المسرح المصرى تأثر بشكل كبير بأحداث الثورتين الاخيرتين فبالرغم من وجود أعمال متميزة فإنه كان من الصعب وصول الجمهور الى المسارح لسوء الحالة الامنية فى البلاد وتوقف القطاع الخاص اثر ايضا بشكل كبير جدا فأين هو الآن لكنى اتصور عودة الجمهور مرة اخرى للمسرح خلال الفترات المقبلة وذلك نظرا لعودة نجوم كبار للمسرح مثل يحيى الفخرانى.
■ ما رأيك فى التجارب المسرحية الجديدة مثل «مسرح مصر» للفنان أشرف عبدالباقى؟
- هى فكرة متميزة ورائعة قدمت مواهب شابة جديدة وتستحق التحية منا لأشرف عبدالباقى لانه استطاع ان يعيد الجمهور مرة اخرى للمسرح ويرسم الضحكة على وجوههم ولكن انا لا أعترف بها كمسرح فكنا نقدم هذه النوعية قديما بشكل اسكتشات وليس مسرحا وارى ان خالد جلال متميز فى تقديم أعمال مسرحية وتخرج اجيال جديدة من الفنانين الموهوبين فى المسرح.
■ لم تتردد عند تقديم دور «ترتر» فى فيلم «الراقصة والسياسي»؟
- عندما حدثنى وحيد حامد عن ذلك العمل وارسل إلى الدور كى أطلع عليه وافقت ولم اتردد للحظة وذلك لأننى كنت اتحدى نفسى به وبالرغم من ان ترتر ينتمى للمثليين الا ان الشخصية كانت محورية ومؤثرة جدا فى أحداث الفيلم وما أخذته من أجر عن هذا الفيلم لم يأت ربع ثمن الملابس التى اشتريتها للشخصية.
■ ماذا عن ردود الأفعال بعد عرض الفيلم وتأثيره عليك وعلى أسرتك؟
- تعرضت لمضايقات كثيرة لكننى كنت مثقفا وقوى الشخصية فكنت ادافع عن فنى ونفسى جيدا اما ابنائى فى المدرسة فتعرضوا لمضايقات كثيرة حتى اننى قررت الذهاب الى المدرسة وطلبت من الناظر ان ادخل الفصل الذى يتواجد فيه احمد ابنى لأفهم الاطفال الصغار ان ما قدمته ليس عيبا ولا حراما وقلت لهم ان الفنان الذى يظهر بدور ضابط ليس ضابط والدكتور ليس دكتورا والحرامى ليس حراميا وبالفعل تفهموا الموقف جيدا ولكن كان لهذا الدور اثر كبير على مشوارى الفنى فكنت اتلقى اشادات كثيرة من اصدقائى على اجادتى للدور والشخصية جيدا وبسبب نجاحه قدمت شخصيات كثيرة مثله فى أعمال اخرى كانت ذات هدف ومضمون وحققت من خلاله نجاحات عديدة.
■ بعد 55 سنة من العمل الفنى ما الأعمال التى تعتز بها والأعمال التى تندم عليه؟
- جميع الأعمال التى ظهرت فيه اعتز بها واعشقها ولم اقدم عملا واحدا وانا غير راض ولكن هناك بعض الأدوار فى عدة أعمال قدمتها لظروف مادية فمثلا دور الدلال فى فيلم «وكالة البلح» رغم ان الدور ليس على مستوى عال فإن مرض والدى وحاجتى للمال كان احد اسباب موافقتى عليه.
■ ألم تشعر بالندم لعدم تحقيقك نجومية كبيرة مثل أبناء جيلك من الفنانين؟
- لم اشعر بالندم ولو للحظة واحدة لأنى مقتنع تماما بأن «القناعة كنز لا يفني» ولأنى سعيد بما قدمته ووصلت اليه وبخلاف ذلك فتربيتى واخلاقى لا تسمح لى بأن انظر الى احد واحقد عليه فكل ما نحن فيه رزق من الله وانا اجتهدت وقدمت اكثر ما فى وسعى.
■ ما حجم الصعوبات التى واجهتها فى بداية عملك بالفن؟
- بسبب مشاركتى الدائمة فى مسرح الجامعة تخرجت فى كلية الهندسة بعد عشر سنوات من الدراسة وعندما تخرجت كان العمل فى مجال الهندسة اجباريا وليس اختياريا ومن يرفض يتعرض للمحاكمة فكنت اواصل عملى فى احد المصانع الحربية بعين حلوان فى نفس وقت عملى كفنان حتى اننى كنت اقدم احد الأعمال المسرحية بمحافظة الاسكندرية كل يوم فكنت أسافر يوميا من القاهرة للإسكندرية وظل هذا الأمر لفترة طويلة ولكن كنت احب عملى الهندسى مثل الفن تماما فكنت ارى ان الاثنين فنون.
■ هل تغضب عندما تعلم ان نجومية احمد فلوكس طغت على نجوميتك؟
- هذا امر غير صحيح بالمرة فبالعكس هذا شىء يسعدنى على المستوى الشخصى لانه فى النهايه ابنى ولأننى ارى انه موهوب ومتميز عن كل شباب جيله بل اشعر انه افضل فنان فى جيله ودائما ما يجتهد ويبذل أقصى جهده فى سبيل فنه ولكن الوقت والزمن مختلف فحجم الصعوبات التى واجهته اكبر بكثير من صعوباته بالرغم من اننى لم اساعده ليعمل بالمجال الفنى.
■ هل تساعده فى اختياراته لأعماله الفنية؟
- احمد فنان متميز ويعرف جيدا قيمة الدور الذى يقدمه وذلك بعد دراسة كبيرة للشخصية التى تعرض عليه ولكن اتدخل اذا طلب ذلك فقط.
■ هل شاركت معه فى أعمال فنية من قبل؟
- قدمت معه من قبل مشهدا واحدا فقط فى مسلسل «باب الخلق» بطولة الفنان محمود عبدالعزيز واشارك معها فى مسلسل من بطولته وهو «الدخول فى الممنوع» وتجمعنى به مشاهد عديدة والحقيقة اننا اثناء التصوير لا نضع فى اعتبارنا ابناً واباً لنركز فى الشخصية التى نقدمها كى تخرج بشكل متميز يلقى اعجاب المشاهدين.
■ ما الأعمال التى تستعد لها فى الفترة المقبلة؟
- انتهيت من تصوير احداث دورى فى مسلسل «مملكة يوسف المغربي» مع الفنان مصطفى فهمى واقدم خلال هذا العمل دور رجل من حارة شعبية يعتز بيوسف المغربى ويحبه، واشارك ايضا فى فيلم «المشخصاتي» الجزء الثانى مع الفنان تامرعبدالمنعم وسنبدأ التصوير بعد العيد، بالإضافة الى مسلسل «الدخول فى الممنوع» بطولة أحمد فلوكس والذى ارى انه عمل جيد ومتميز وسيحقق نجاحا كبيرا عند عرضه واقدم خلاله دور احد الرجال الفاسدين من خلال ادارة احد الجمعيات الأهلية التى تنصب على الناس وانتهينا من تصوير ما يقرب من 11 ساعة وسنستكمل بعد العيد.
■ لماذا لا تعترف بجامعة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»؟
- فى احد العروض المسرحية سافرنا للعرض بالمملكة العربية السعودية وكل يوم كنت اذهب فيه للعرض هناك يستسمحنى المخرج بعدم العرض اليوم الى ان سألته ما المشكله فقال لى ان جماعة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر هى التى منعتنا من العرض فطلبت منه ان اقابل شخصا مسئولا منهم وعندما قابلته سألته لماذا تمنعنا من العرض فرد علىّ قائلا انهم يمنعون وجود أى عروض مسرحية فى السعودية لعدم تواجد الحريم والرجال فى مكان واحد فاستغربت من كلامه لاننا قد فصلنا الاثنين عن بعض وتفاجأت به يحدثنى عن فندق شهرزاد وعن مجيئه كثيرا لمصر وهو ما يدل على انه يفعل فى مصر ما ينهى عنه فى السعودية لذلك عرفت انهم جماعه فاسدة وكاذبون ويأمرون وينهون الناس بأشياء هما يفعلون عكسها.
■ لماذا اعتذر لك احمد قذاف الدم اثناء حضوره احد عروضك؟
- فى احد العروض المسرحية التى كنت اقدمها من على احد المسارح فى القاهرة ومع اول نظرة للجمهور بعد فتح الستارة تفاجأت بأحمد قذاف الدم متواجدا ليشاهد العرض وحاجز اول صفين من الكراسى فى الصالة وجالس رافعاً قدميه فى وجه خشبة المسرح فطلبت من المخرج ان يغلق الستارة مرة اخرى ورفضت مواصلة العرض قبل جلوسه باحترامه وتقديمه اعتذارا عما بدر منه وبالفعل هذا ما حدث جاء الى عندى واعتذر واستكملت بعدها العرض مرة اخرى.
■ ما رأيك بحال السينما؟
- حال السينما الآن بالنسبة للإيرادات فهو متميز ولكن السبب فى ذلك يرجع الى ان معظم الاعمال التى تعرض به رقص وغناء هزيل وهو ما يجذب نوعية معينة من الجمهور الذى يذهب ويختار احد الحفلات ويحجز فى آخر صف ومعها احدى البنات ويتحرشون ببعض وهذا عكس الماضى تماما وايضا يرجع الى نجاح افلام المقاولات وتحقيقه ايرادات مرتفعة لانها تجذب الجمهور الذى لا يوجد لديه وعى كاف بالسينما ففى احدى المرات ذهبت الى السينما لأشاهد فيلم «المصير» للمخرج يوسف شاهين وكان ذلك وقت عرض فيلم «اسماعيلية رايح جاي» للفنان محمد هنيدى ومحمد فؤاد وكانت صالة فيلم المصير خاوية تماما اما فيلم «اسماعيلية رايح جاي» فامتلأت الصالة على اخرها وتبقى بعض الجمهور الذى رفض دخول فيلم آخر وانتظر الحفلة المقبلة  وهو للأسف امر غاية فى الصعوبة ان يوجد فيلم بحجم المصير تكون صالة عرضه غير مكتملة النصف.