الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا وسطيون.. ولا يحزنون!

لا وسطيون.. ولا يحزنون!
لا وسطيون.. ولا يحزنون!




كتب - وليد طوغان

 

قطعت داعش رءوسا كثيرة. صورت بعضهم بكاميرات ديجيتال.. وبثت «الذبح» على يوتيوب. يقول ابو بكر البغدادى إنه جندى لله. تنفى دول إسلامية كلام البغدادى لتناقضه مع تعاليم الدين. تصف تلك الدول نفسها بالقابضة على مفاتيح الاسلام الوسطى. ينفون عن داعش الاسلام.. وعن جنود داعش العقيدة السليمة. المعضلة فى ان تلك الدول نفسها تقطع الرءوس ايضا باسم الاسلام والدين القيم والشريعة «السمحة»!
اعدمت دولة اسلامية كبرى 50 بنى ادم خلال العام الماضى بقطع الرأس. حفرت السلطات خنادق فى ميادين عامة.. ودعت العوام للفرجة. استغربت منظمة العفو الدولية، تحالف دول «وسطية» ضد داعش.. تنفذ بالقانون ما تنفذه داعش.. بغير إنسانية!
سألنى صحفى فرنسي.. عن معانى الإسلام الوسطى، اذا كان «الوسطيون» يفعلون ما يمارسه غير الوسطيين.
سؤاله فى محله.
سألنى أيضا عن شرعية «التعذيب فى العقوبات». استفهم عن طبيعة الدين السماوى الذى يتيح للسلطة التمثيل بالجانى فى العقوبة، فتشُهد عليه خلق الله.. امتثالا لدين الله؟
لم يقتنع باسلام وسط. قال إن عدم الوضوح فى طقوس العقائد.. ومبادئها الظاهرة.. يثير ريبة الآخرين فى العقائد!
فى الصومال، ومالى.. وبعض مدن باكستان.. وأفغانستان.. تسرى عقوبات الرجم وقطع اليد، وقطع الرأس والارجل.. باسم الوسطية، فى وحشية أسست لمليون سؤال عن الذى يقصد حقيقة بـ«الوسطية؟»
شجبت العفو الدولية حملة قطع الرءوس. تحججت السلطات فى الدولة الإسلامية الكبرى بجلب المقطوعين للمخدرات. تشنج المشايخ وقالوا: إعلاء للشريعة. لكن داعش ذبحت الصحفى الأمريكى والسائق الفرنسى.. ومدنيين فى لبنان.. فهل كان إعلاء للشريعة أيضا؟
لماذا داعش «متطرفة» بينما الآخرون وسطيون؟
لا يعرف فقه الاسلام عقوبة «قطع الرأس». قطع اليد فى السرقة تسرى وفق ضوابط شرعية فى تحرى ملابسات الجريمة، لو طبقت لما قطع أحد يد أحد. الرجم فى الزنا للمتزوج عقوبة غير إسلامية. فقد رجم النبى قبل نزول آية «الزانية والزانى فاجلدوا كل منهما مائة جلدة..».
كثير من أهل الفقه يقولون إن النبى رجم على شريعة اليهود حتى ورد النص بالجلد فى القرآن. تماما مثلما صلى المسلمون فى نعالهم كاليهود أيضا، حتى تغيرت القبلة فمسحوا على الخفوف.. ثم خلعوها اثناء الصلاة.. إلا فى الحرب.
فى الفقه «الحدود» غير «التعزير» . «الحدود» منصوص عليها فى كتاب الله. الحدود فى الجرائم التى أقر الله فيها عقوبات بعينها. كالزنا.. السرقة.. الحرابة. أما التعزيرات.. فمن اختصاص ولى الامر، ومن ابتكاره، زجرا للجانى، واخافة لآخرين.. منعا للفوضى.
قطع رءوس مهربى المخدرات «تعزير»، لأنه ليس فى القرآن حدا لجالب الكوكايين. لم يرد نصا لمهرب الماريجوانا. صحيح لولى الأمر تقدير العقوبة «تعزيرا» حسب الجرم وحجمه، لكن «تمادى ولى الامر فى وحشية العقوبة» لا يمكن ان يعلق على شماعة «الشريعة.. وصحيح الدين». لا يمكن التحجج باطلاق الاسلام الحرية لولى الأمر فى ابتكار ما يراه من عقوبات.
قطع رأس مهرب مخدرات فى ميدان عام.. ليس «تعزيرا شرعيا»، انما انتهاك للآدمية.. وقتل معالم ومشاعر البشر.
قطع رأس تاجر المخدرات ليست من شرعية الدين. أشهاد خلق الله على العملية فى الشارع.. ضد ابسط قواعد الانسانية.
لذلك لا يصدق العالم أننا وسطيون، لأننا لسنا كذلك. تطرفت داعش.. وتطرفت دول اسلامية اعلنت الحلف على داعش بحجة جرائمها ضد الإنسانية.
الوسطية لبانة.. نمضغها.. بينما كثير منا لا يعلمون ما هى!