الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

12 ألف بئيس فى «الزنيقة» بالأقصر

12 ألف بئيس فى «الزنيقة» بالأقصر
12 ألف بئيس فى «الزنيقة» بالأقصر




الأقصر ـ أسماء مرعى


«خدمات معدومة.. وحدة صحية محدودة.. طرق غير ممهدة.. قمامة منتشرة.. أعمدة دون إنارة  تلك المصطلحات باتت عنوانا لـ«الزنيقة» التى تبعد عن مركز إسنا بالأقصر نحو 8 كيلو مترات، حيث يعيش بها نحو 12 ألف نسمة معاناة مأساوية يوميًا بسبب نقص الخدمات الصحية والتعليمية، ناهيك عن تهالك منظومة الشرب والصرف الصحى.
«روزاليوسف» تجولت فى شوارع القرية والتقت أهلها لرصد معاناتهم والحياة فى ظل انعدام الخدمات..
يقول عبدالكريم عبدالستار، أحد الأهالى: إننا محرومون من أبسط الاحتياجات الضرورية وأقل الحقوق الآدمية فلا يوجد مياه شرب ولا صرف صحى ولامدارس ولا أى مشاريع تنموية من الجهات الحكومية أو غير الحكومية، فالأهالى يعيشون حياة بدائية، حيث يعتمدون على الآبار الارتوازية فى عملية الشرب.
ويتابع: الآبار الارتوازية تتغير مياهها مع مرور الزمن وتصبح غير صالحة وتصيب الأهالى بأمراض الكلى بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، فضلا عن عدم وجود صرف صحى بالقرية واعتمادهم على الترنشات «البيارات» التى تهدد منازلهم بالانهيار، إلى جانب إصابتهم بالأمراض والأوبئة التى تعرض حياتهم للخطر، وإغلاق الوحدة الصحية بالساعات لعدم وجود طبيب دائم بها فى الوقت الذى لا توجد بها أدوية أو خدمات علاجية.
ويضيف: إن القرية لا يوجد بها سوى مدرسة ابتدائية وحيدة مؤجرة من أحد الأهالى وحالتها متهالكة مكونة من طابق واحد آيل للسقوط  بين لحظة وأخرى ولا تلبى احتياجات التلاميذ، حيث إنها تضم 500 طالب من أبناء القرية يتكدسون فى 9 فصول يستوعب الفصل الواحد أكثر من 50 تلميذًا ولا تتجاوز مساحته 40 مترا.
ويشير عبدالكريم إلى أنه لا يوجد أماكن مخصصة لممارسة أنشطة الحاسب الآلى والمكتبة، منوها إلى أن الطلاب الذى  ينتهون من المرحلة الابتدائية يضطرون للسير مسافة  تتجاوز الـ4 كيلو مترات  للالتحاق بالمدارس الإعدادية فى القرى المجاورة لهم، مستنكرا تقاعس المسئولين عن إنشاء مدرسة أخرى للتعليم للأساسى تضم المرحلتين الابتدائية والإعدادية على قطعة أرض خصصها الأهالى تتجاوز 1200 متر، لترحم أطفالهم من «مرمطة» الطريق.
وعن  القطاع الصحى بالقرية يوضح ياسر الغول، أحد الأهالى، أن تدهور الطرق بها لا يسعف المرضى، مؤكدًا أن حالها «لا يسر عدوًا ولا حبيبًا»، حيث تخلو الوحدة الصحية من توافر الخدمات العلاجية، فضلا عن إغلاقها أكثر من افتتاحها وانتظار الطبيب بالساعات، لافتا إلى أن وجود أقرب مستشفى على بعد 8 كيلو مترات يشكل خطورة على حياة المرضى، مطالبا بضرورة فتح الوحدة الصحية على مدار الـ24 ساعة وتوفير الأطباء والعلاج بها.
وتقول أم محمد، من سكان قرية الزنيقة، إن ابنتها أصيبت بنزلة معوية وارتفاع فى درجة الحرارة، وعندما ذهبت إلى الوحدة الصحية لم تجد بها أطباء ولا ممرضين، فاضطرت للكشف على نجلتها فى عيادة خاصة، مشيرة إلى أنه لابد من توفير الأطباء  وإمداد الوحدة الصحية بالأجهزة الطبية الحديثة بما يليق وخدمة الأهالى والتشديد وفرض الرقابة والمتابعة اليومية على موظفى الوحدة الصحية.
أثناء تجول «روزاليوسف» فى الزنيقة رصد انتشار القمامة التى قالت بخصوصها أم محمد حسن: «إننا نعانى أشد المعاناة من الروائح الكريهة وانتشار القمامة فى الشوارع حيث لا يوجد صناديق أو سيارات مخصصة لجمعها ونقلها إلى مكان آخر بعيدا عن المكتظ بالسكان، ما يؤدى إلى تراكمها فوق بعضها الذى يتسبب فى انتشار الباعوض والحشرات والفيروسات التى تهدد حياتنا بالأمراض كالتهاب الكبدى الوبائى فيروس «سي».
يستنكر حسن التركى أحد المتضررين، عدم وجود وسيلة مواصلات سوى «الكابود» عبارة عن سيارة نقل متهالكة تم تغليفها بالصفيح، ومزودة بمقعدين متقابلين من ألواح خشبية، يتكدس داخلها الأفراد نظرًا لعدم استيعابها حمولة أكثر من 10 أفراد، وذلك لربط القرية بالمدينة، حيث إنها تفتقر شروط السلامة العامة، فضلا عن تلوث البيئة من الانبعاثات الناتجة عنها، مشيرًا إلى أن تلك السيارات معظمها غير مرخص فى الوقت الذى يقود تلك السيارات صغارًا لم يتجاوز سنهم الـ17 سنة، مطالبا الجهات المختصة بالرقابة على السائقين وتوفير سيارات ميكروباص آدمية لأهالى القرية الفقراء.
وينتقد حسن السيد، أحد القاطنين بالقرية، عدم وجود آلة لصرف العملة وطابعة وخدمات إنترنت بمكتب بريد الزنيقة، ما يجعل وجوده مثل عدمه، حيث يضطرون للذهاب إلى القرى المجاورة عند احتياجهم له، فضلاً عن خلو القرية من مستودع للأنابيب ما يجبرهم على التوجه إلى «أصفون» التى تبعد عن قريتهم حوالى 4 كيلو مترات للحصول على أنبوبة بوتاجاز الأمر الذى يؤدى إلى استغلال أصحاب المستودعات الوضع ورفع سعر الأنبوبة لـ 50 جنيها.
ويلفت عادل عبدالحميد إلى أن طرق القرية متهالكة وغير مرصوفة، فضلا عن عدم وجود كشافات بأعمدة الإنارة، مطالبا بضرروة إنشاء نقطة أو كمين شرطى بالقرية.