الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جـمال عبد الناصـر.. ملهــــــــم «الغلابة» وحبيب «الفلاحين»

جـمال عبد الناصـر.. ملهــــــــم  «الغلابة» وحبيب  «الفلاحين»
جـمال عبد الناصـر.. ملهــــــــم «الغلابة» وحبيب «الفلاحين»




كتب - السيد الشورى


فى حياة الشعوب اشخاص كتبوا تاريخ  اوطانهم من جديد ، وفتحوا ابواب الحرية لشعوبهم  ومن هؤلاء الرجال الزعيم جمال عبد الناصر، الذى نستذكره اليوم فى ذكرى وفاته الخامسة والأربعين بعد أن فاضت روحه فى هذا اليوم عام 1970.. هو القائد الحقيقى  لثورة يوليو عام 1952، ورائد حركات التحرير فى الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وهو ثانى رؤساء مصر بعد اللواء محمد نجيب، وُلد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، لأسرة تنتمى إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، وانتقل فى مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته فى مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية فى قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.
بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو فى التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فالتحق بكلية الحقوق جامعة فؤاد (القاهرة حالياً)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه، واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا، وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان فى يوليو 1938.
عمل جمال عبد الناصر فى منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقى إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل فى منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقى إلى رتبة يوزباشى (نقيب) فى سبتمبر1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك. وفى العام التالى انتدب للتدريس فى الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق بكلية أركان حرب وتخرج فيها فى 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.
شارك فى حرب 1948 خاصة فى أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952.
ولعب  عبد الناصر دورا كبيرا  فى تشكيل وقيادة حركة «الضباط الأحرار»، حيث اجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949وضم الاجتماع ضباطاً من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب فى عام 1950 رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيساً لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.
وفى يوم 25 يناير عام 1952 ، حدثت مواجهة بين القوات البريطانية والشرطة فى  الإسماعيلية أدت إلى مقتل أربعين من رجال الشرطة المصرية بالرصاص، ودارت أعمال شغب فى القاهرة فى اليوم التالى ما أسفر عن مقتل 76 شخصا. بعد ذلك، نشر ناصر برنامجا من ست نقاط لمصر فى «روز اليوسف» لتفكيك الإقطاع والقضاء على النفوذ البريطاني. فى مايو 1952.
وفى يوم 23 يوليو قام الضباط الاحرار بثورة ضد الملكية ونجحوا فى السيطرة على مقاليد الحكم فى البلاد ، كما تم عزل الملك فاروق  وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وفى يوم يوم 18 يونيو سنة 1953، تم إلغاء النظام الملكى وأعلن قيام الجمهورية فى مصر، وكان نجيب أول رئيس لمصر ،غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر و نجيب ما أدى فى النهاية إلى قيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح فى يونيو 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية فى استفتاء شعبى.
القومية العربية كانت الهاجس الكبير لدى الزعيم جمال عبد الناصر، وقد أصدر خلال حياته السياسية العديد من القرارات المهمة، إذ وافق على مطلب السوريين بالوحدة مع مصر، والتى لم تستمر أكثر من ثلاث سنين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961) وسط مؤامرات دولية وعربية لإجهاضها.
كما استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوى مع العراق وسوريا بعد تولى الرئيس العراقى المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 إبريل 1964.
وقام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالى على نهر النيل.
كما شارك فى تأسيس منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافى تيتو والإندونيسى سوكارنو والهندى نهرو، وعمل على تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة فى مصر.
 كما اصدر قوانين الإصلاح الزراعى وتحديد الملكية الزراعية والتى بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التى يعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتى فدان فقط.
وقام بإنشاء التليفزيون المصرى (1960) ، واصدر قوانين يوليو الاشتراكية (1961).
كما وقع  اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتى بموجبها تم جلاء آخر جندى بريطانى عن قناة السويس ومصر كلها فى الثامن عشر من يونيو ،1956 وبناء استاد القاهرة الرياضى بمدينة نصر(استاد ناصر سابقاً).
واعتبر الرئيس ناصر من أبرز الزعماء للحركات الثورية فى المنادين بالوحدة العربية، كما دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا فى حرب سنة 1948 وجرح فيها. وعند توليه الرئاسة اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياته لأسباب عديدة منها مبدئية ومنها استراتيجية تتعلق بكون قيام دولة معادية على حدود مصر سيسبب خرقا للأمن الوطنى المصري. كما أن قيام دولة إسرائيل فى موقعها فى فلسطين يسبب قطع خطوط الاتصال التجارى والجماهيرى مع المحيط العربى خصوصا الكتلتين المؤثرتين الشام والعراق لذلك كان يرى قيام وحدة إما مع العراق أو سوريا أو مع كليهما.
وكان لعبد الناصر دور بارز فى مساندة ثورة الجزائر وتبنى قضية تحرير الشعب الجزائرى فى المحافل الدولية.
كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية التى قام بها ثوار الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال فى اليمن بسنة 1962 ضد الحكم الإمامى الملكى حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندى مصرى إلى اليمن لمقاومة النظام. كما أيد حركة تموز 1958 الثورية فى العراق التى قادها الجيش العراقى بمؤازرة القوى السياسية فى جبهة الاتحاد الوطنى للاطاحة بالحكم الملكى فى 1958.
وبعد هزيمة 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالباً التنحى من منصبه، أعقب ذلك خروج مظاهرات فى العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحى عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدا لاستعادة الأراضى المصرية، ودخل فى حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968، وكان من أبرز أعماله فى تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوى.
توفى الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر1970، بعد مشاركته فى اجتماع مؤتمر القمة العربى بالقاهرة لوقف القتال الناشب بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، والذى عرف بأحداث أيلول الأسود بعد 18 عاماً قضاها فى السلطة.

 

«أيقونة الزعيم» تعبر عن طموحات المصريين

 

كتب - مصطفى أمين


«العظماء لا يموتون»   هكذا اعتبر الفنان الاسبانى سلفادور دالى  وفاة العظماء  لأن حياتهم القصيرة أسست لأعمال صنعت لهم مكانة أبقتهم خالدين فى ضمائر  شعوبهم  ومشاريعهم العملاقة وأفكارهم  الطموحة هى من خلقت  لهم هذه المساحة الشاسعة من التأثير فى  حياة شعوبهم  ولذلك فإن الأمم الوفية لقادتها وعظمائها  دائمًا ما تنعيهم فى ذكرى رحيلهم ليتذكروا المجد الذى صنعته طموحات هؤلاء القادة.
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو النموذج المصرى من هؤلاء القادة العظماء  وذلك  لما قدمه طوال سنوات حكمه من إنجازات  لمصر والأمة العربية  واليوم يمر 45 عامًا على رحيله فى 28سبتمبر عام  1970 م العديد من السياسيين الناصريين وغيرهم أكدوا على أن الرئيس جمال عبد الناصر كان  ولايزال من الزعماء الخالدين فى تاريخ الوطن العربى.
وأكد الدكتور محمد السيد أمين الشئون السياسية بالحزب  العربى الناصرى    على أن الرئيس جمال عبد الناصر كان أكثر من عبر عن طموحات وأحلام الشارع السياسى المصرى  والذى رأينا شعاراته وهتافات عصره فى ثورتى 25يناير و30يونيو.
 وأشار فى تصريحات خاصة لروزاليوسف إلى ان المصريين يسترجعون عصر الرئيس الراحل بعد شعورهم بتراجع المشروع الوطنى  المصرى وزعامته خلال الثلاثين عام الماضية فى عهد الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك ولذلك فهم يطمحون الى  استرجاع دور الزعيم الذى يرون ان غيابه هو غياب وتراجع لدور وزعامة  مصر.
وشدد على انه بمجرد أن شعر المواطنين  بأن  حديث  الرئيس عبد الفتاح السيسى متشبع  بروح عبد الناصر وزعامته التفوا حوله ووجد  الرئيس الدعم الشعبى  الكبير والضخم بروحه الناصرية الواضحة التى يتشوق المصريين اليها.
وانتقد ما آلت اليه أوضاع المصريين بعد وفاة عبد الناصر قائلًا «منذ السبعينيات وتولى الرئيس محمد أنور السادات وعقد معاهدة كامب ديفيد  وابرام معاهدة السلام  المزعومة وموجة الانفتاح الاقتصادى وأحوال المصريين فى تدهور مستمر وهو ما اثر على وضعهم الاقتصادى الذى جعل ما يقارب من  25% منهم  فى محيط  خط الفقر حاليًا.
وتابع ثم جاءت فترة الرئيس الاسبق  محمد حسنى مبارك الذى تراجع وتدهور فيه الدور المصرى بشكل مفزع  وكان من أحد الأسباب التى ادت الى قيادة ثورة 25 يناير هو افتقاد مصر دورها القيادى من عهد عبد الناصر ولذلك فقد رفع المصريين صوره خلال الثوره وردد  الشباب فى الميدان مقولاته.
 وأعتبر ان الزعيم جمال عبد الناصر هو حلم المصريين  حاليًا بما كان يملكه  من  مشروع وطنى  متمثل فى التحرر من الهيمنة الامريكية  وتحقيق  الحرية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والبطالة وسيطرة رأس المال على مقدرات المصريين .
وذكر العديد من المواقف التى كان يطبقها الرئيس عبد الناصر على نفسه من أن منزله وحتى سريره كان عهدة حكومية وانه رفض التوسط لإحدى بناته لدخول احدى الكليات الحكومية وانه استبدل معاشه ليزوج بناته مات فى شبابه بأمراض المصريين  ما يؤكد على انه كان يعانى من معاناتهم .
ان المصريين  تريد جمال عبد الناصر جديدًا لان أحلامهم كانت هى أحلامه وان حلمهم الكبير بالعدالة الاجتماعية  كان مشروعه الأكبر وبالتالى ان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو حلم يتوق  اليه كل المصريين وكل العرب بل وكل الأحرار فى العالم.
عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى والقيادى السابق بحزب التجمع نقل المجتمع من اقتصاد متخلف الى اقتصاد متطور من خلال  إصدر قانون الإصلاح الزراعى والذى حدد من خلاله الملكية الزراعية كما إنشاء الجمعيات الزراعية ونظام تخطيط شامل للزراعة.
وأشار فى تصريحات لروزاليوسف  إلى ان الرئيس جمال عبد الناصر اهتم  بالمجال الصناعى حيث  إنشاء المجلس الدائم لتنمية الإنتاج القومى  وإصدار خطة الاستثمارات العامة وبناء مشروعات الصناعات الثقيلة كالحديد والصلب، وشركة الأسمدة كيما، ومصانع إطارات السيارات الكاوتشوك، ومصانع عربات السكك الحديد سيماف، ومصانع الكابلات الكهربائية.
واعتبر أن مجموعة القرارات الاشتراكية التى قام بها كان يهدف منها بشكل أساسى الى  الاقتصاد المخطط تحت إشراف الدولة وبقيادة القطاع العام  واستطاعت مصر فى عهده أن تقوم بتنمية تماثل أربعة أضعاف ما استطاعت تحقيقه فى الأربعين سنة السابقة على عصر عبد الناصر.
 وشدد على ان الرئيس جمال عبد الناصر اهتم بالثقافة من خلال زيادة الإصدارات الثقافية التى أهتمت بتنمية عقل المواطن للوصول من خلالها الى التوعية الكاملة وهو بذلك استطاع التأسيس لمنظومة ثقافية متطورة لم تتوافر الا فى عصره.
 وأرجع أسباب نجاحه الى اهتمامه بالتعليم خاصة التعليم المجانى الذى اتاحه  للجميع  وكان يعد بذلك أول من نفذ مجانية التعليم فى مصر، على مراحل مختلفة انتهت بتعميمه على جميع المراحل  وهو الأمر الذى  أتاح تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب المصرى.
 وقال إن  ما نادى به الشعب المصرى  خلال ثورة 25 يناير بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وهى ما كان يحاول الرئيس عبد الناصر تطبيقه  لكننا لا يمكن استرجاع عصره  مرة أخرى  لان العالم يتغير  وأصبحت  الديمقراطية  هى من تأتى بالحرية والسيادة  ولكننا نتمنى ان ترى مصر ودورها كما كانت فى عهد الرئيس عبد الناصر.
ماجد البسيونى رئيس تحرير جريدة العربى الناطقة باسم الحزب العربى الناصرى شدد على ان جميع أطروحات الزعيم جمال عبد الناصر هى الحل لكل ازمات الوطن  المصرى والعربى حاليا وهى الطريق للتكامل بين الأشقاء.
وأشار فى تصريحات خاصة لروزاليوسف إلى ان الزعيم الراحل كان يدرك أهداف الولايات المتحدة الامريكية ورغبتها  فى تقسيم  الوطن العربى وهو ما واجهه بقوة والان الولايات المتحدة تريد تنفيذه من خلال الإرهاب وجماعاته التى تحميها وتمولها.
  وشدد على ان المشروع الناصرى كفيل بالقضاء على الارهاب والجماعات الارهابية المنتشرة حاليا فى جميع انحاء الوطن العربى والذى تشكل جماعة الإخوان الارهابية واجهته الرئيسية بالإضافة الى الجماعات الاخرى التابعة لها.
وتابع أن الرئيس جمال عبد الناصر لم يكون مجرد شخص بل كان مشروعًا وطنيًا عروبيًا  هدفه القضاء على الهيمنة الغربية على الدول العربية من خلال التنمية الشاملة والمستدامة التى تمنع من تحكم الدول الاستعمارية  واعتبر ان من أهم العناصر التى تمنع التدخل فى الشئون الداخلية للدول هو امتلاكها لمقدراتها وهو ما كان يسعى الى الرئيس الراحل من خلال  التنمية وتحقيق التقدم الاقتصادى لان ذلك سيمنع التدخل ويقضى على الارهاب.
وأكد ان الرئيس عبد الفتاح السياسى يقوم حاليا بما كان يقوم به الزعيم جمال عبد الناصر حيث انه ينوع  من مصادر التسليح والتعاون مع جميع الدولة حتى لا تكون مقدرات مصر حكرا على دولة معينة تتحكم فى قرارنا الوطنى.
واختتم حديثه بقوله «إن الرئيس السيسى يرفع نفس شعار الرئيس عبد الناصر فى انه  من حق الشعب ان يختار أسلوب حكمه من خلال امتلاكه مقدراته وانه لن يسمح للولايات المتحدة الامريكية او غيرها ان تفكك منظومتنا  الاقتصادية بهدف جلب تكنولوجيا تسيطر بها على قرارنا السياسى ولذلك  فهو يجلب ادوات التنمية من جميع انحاء العالم  دون ان يستأثر أحد بها ويفرض أرادته علينا.
وأكد حسين عبد الرازق  عضو الهيئة العليا لحزب التجمع الوحدوى على انه بدون شك ان فترة ما بعد ثورة يوليو عام 1952م  وحتى رحيل الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر  كانت من اهم الفترات فى تاريخ مصر وكان بها العديد من الإنجازات المهمة التى تحققت للشعب المصرى.
 وتابع فى تصريحات خاصة لروزاليوسف ان هذة الإنجازات أيضًا يقابلها العديد من السلبيات خاصة المتعلقة بغياب الحريات وحقوق الإنسان وغيرها ولذلك على الشباب ان يوازن بين الامر عند حكمه على فترة الرئيس جمال عبد الناصر.
وأشار إلى انه عقب قيام ما وصفها بالثورة المضادة  ضد مبادئ عبد الناصر بقيادة الرئيس  الراحل محمد أنور السادات  وفترة مبارك وعام حكم الاخوان وهى ما يمكن  ان نسميها « مرحلة اجهاض انجازات ثورة يوليو» هى ما خلقت هذا الحنين  لإيجابيات فترة الرئيس عبد الناصر.
وشدد على اننا خلال  فترة حكم  الرئيس السابق  محمد أنور السادات  وفترة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وعام حكم محمد مرسى والاخوان  عدنا الى وضع أسوأ الى مما كان قبل ثورة  يوليو 1952م وبالتالى اصبح هناك حنين لثورة يولية و عبد الناصر.
واختتم حديثه بقوله على الاجيال الحالية التى لم تعايش هذه الفترة ان تكون مدركة للسلبيات بقدر ادراكها للايجابيات  وتناضل  من أجل عمل إنجازات مماثلة  ولا يقتصر الأمر على الاحتفال فقط.

 

الرجل ذو الظل الأخضر

نَعيشُ معكْ
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت!
نحاول ألاّ نموت معك!
ولكن،
لماذا تموت بعيدا عن الماء
والنيل ملء يديكْ؟
لماذا تموت بعيدا عن البرق
والبرق فى شفتيك؟
وأنت وعدت القبائلْ
برحلة صيف من الجاهليهْ
وأنت وعدت السلاسل
بنار الزنود القويهْ
وأنت وعدت المقاتل
بمعركة.. ترجع القادسيهْ
نرى صوتك الآن ملء الحناجرْ
زوابع
تلو
زوابع...
نرى صدرك الآن متراس ثائر
ولافتة للشوارع
نراك
 نراك
 نراك...
طويلا
.. كسنبلةٍ فى الصعيد
جميلا
.. كمصنع صهر الحديد
وحرا
.. كنافذة فى قطار بعيد..
ولستَ نبيّا،
ولكن ظلّك أخضر
أتذكر؟
كيف جعلت ملامح وجهي
وكيف جعلت جبيني
وكيف جعلت اغترابى وموتيَ
أخضر
أخضر
أخضر...
أتذكر وجهى القديم؟
لقد كان وجهى يُحنَّط فى متحف إنجليزي
ويسقط فى الجامع الأمويّ
متى يا رفيقي؟
متى يا عزيزي؟
متى نشترى صيدليهْ
بجرح الحسين... ومجد أميّهْ
ونُبعث فى سدّ أسوان خبزا وماء
ومليون كيلواط من الكهرباء؟
أتذكر؟
كانت حضارتنا بدويا جميل
يحاول أن يدرس الكيمياء
ويحلم تحت ظلال النخيل
بطائرة.. وبعشر نساء
ولست نبيّا
ولكن ظلّك أخضر ..
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألاّ نموت معك
ففوق ضريحك ينبت قمحٌ جديد
وينزل ماء جديد
وأنت ترانا
نسير
نسير
نسير.


شعر- محمود درويش

 

ارجع بأه

وفك حبل المشنقة
وامسح همومنا باللقا
ياجدرنا تحت التراب
يا حلمنا فوق السحاب
يا عمرنا طال العذاب
فى الانتظار
رجعوا التتار
لكننا أشواك بتتحدى العطش
وجنود بتتحدى الفرار
نسقط ساعات
لكننا نفضل كبار
نفتح عيون للانبهار
متشوقة
فارجع بأه
وفك حبل المشنقة
وارفع راياتك يا أبى
قريش بتسأل عن نبى
يهديها من بعد العمى
خالد قتل مسيلمة
لكن جنوده الكدابين
عينهم فى طابا
يتحدوا فرسان الخطابة
ويلجموهم بالسكوت
فى عصر بيروت الحزين
خالد قتل مسيلمة
لكن جنوده الكدابين
بيفتتوا دلتاك بصبر
وبيحفرولى فى سينا قبر
وبيركبوا نيلى العنيد
وبيخنقونى فى الصعيد
بكلام نكت وبتريقة
فارجع بأه
دا الهزل زاد
والباشا إيده على الزناد
وصدقى بيصلى لفؤاد
وبيحلفوا نرجع عبيد
نتباع فى أسواق الكساد
الهزل زاد
والباشا إيده على الزناد
والسد جوة الفوهة
لو ينسفه تغرق بلادك كلها
وتعود سنين الأوبئة
تسكن ضلوعنا الضيقة
فارجع بأه
الشمس سكنت كل غرب
حلفت ما ترجع للشروق
من أى شرق
إن لم تكن فى الانتظار
إنت وسيفك- والتتار تحت القدم-
فاقضى بصوتك على العدم
اعدل موازين الزمان
رتب نجومنا فى الفضا
واكسى وجوهنا بالرضا
بعد الشقى
دى الأمة لسه محتاجاك
والأرض لسه مهيأة
فارجع بأه
شعر - جمال بخيت

 

الهرم الرابع

السيّدُ نامْ
السيّدُ نام
السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ
السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافى.. فى حُضنِ الغاباتْ
السيّدُ نامَ..
وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟
القائدُ لم يذهبْ أبداً
بل دخلَ الغرفةَ كى يرتاحْ
وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..
كما يصحو عطرُ التفاحْ..
الخبزُ سيأكلهُ معنا..
وسيشربُ قهوتهُ معنا..
ونقولُ لهُ..
ويقولُ لنا..
القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..
فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..
يا مَن تبكونَ على ناصرْ..
السيّدُ كانَ صديقَ الشمس..
فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..
السيّد ما زالَ هُنا..
يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ..
ويجلسُ فى ظلِّ النخلاتْ..
ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ..
ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ.
يسألُ عن مصرَ.. ومَن فى مصرَ..
ويسقى أزهارَ الشرفاتْ..
ويصلّى الجمعةَ والعيدينِ..
ويقضى للناسِ الحاجاتْ
ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..
فى طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ..
وفى أطواقِ الفلاحاتْ..
فى فرحِ الشعبِ..
وحزنِ الشعب..
وفى الأمثالِ وفى الكلماتْ
ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..
من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟
يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟
يا مَن يتساءلُ:
هلْ يأتى عبدُ الناصرْ..
السيّدُ موجودٌ فينا..
موجودٌ فى أرغفةِ الخُبزِ..
وفى أزهارِ أوانينا..
مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،
وفوقَ رمالِ شواطينا..
موجودٌ فى أوراقِ المصحفِ
فى صلواتِ مُصلّينا..
موجودٌ فى كلماتِ الحبِّ..
وفى أصواتِ مُغنّينا..
موجودٌ فى عرقِ العمّالِ..
وفى أسوانَ.. وفى سينا..
مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..
مكتوبٌ فوقَ تحدينا..
السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ
أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا..


شعر- نزار قبانى

 

زيارة إلى ضريح عبد الناصر

السكة مفروشة تيجان الفل والنرجس
والقبه صهوه فرس عليها الخضر بيبرجس
و المشربية عرايس بتبكى والبكى مشروع
من ذا اللى نايم وساكت
و السكات مسموع
سيدنا الحسين؟
ولا صلاح الدين ولا النبي
ولا الإمام؟
دستور يا حراس المقام ولا الكلام بالشكل دا ممنوع؟
على العموم
انا مش ضليع فى علوم الانضباط
ابويا كان مسلم صحيح
وكان غبي
وكان يصلى ع النبي
عند الغضب والانبساط
ابويا كان فلاح تعيس
فى ليله ضلمة خلفوه
وف خرقة سودا لفلفوه
وف عيشة غبرا
طلعوه
وعشة مايلة سكنوه
ولصموه
وطلسموه
ودجنوه
وجهزوه
وجوزوه على عماه
فكان محير فى هواه ما بين امى والجاموسة
وكان يخاف يقتل ناموسة
و كان خجول خجول
خجول
وكان دايما يقول استغفر الله العظيم من باب الاحتياط
ابويا طلعتوه حمار فكان طبيعى يجيبنى جحش
لا اعرف نبى من اجنبي
و لا مين ما جاش ولا مين ما رحش
موسى نبي
عيسى نبي
كمان محمد كان نبي
ويا قلبى صلى ع النبي
وكلنا نحب النبي
وكل وقت وله ادان
وكل عصر وله نبي
واحنا نبينا كده
من ضلعنا نابت
لا من سماهم وقع
ولا من مرا شابت
ولا انخسف له القمر
ولا النجوم غابت
ابوه صعيدى وفهم قام طلعه ظابط
ظبط على قدنا وع المزاج ظابط
فاجومى من جنسنا
ما لوش مرا عابت
فلاح قليل الحيا
اذا الكلاب سابت
ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت
عمل حاجات معجزه وحاجات كتير خابت
وعاش ومات وسطنا
على طبعنا ثابت
وان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا
مهما الأمور جابت

شعر - أحمد فؤاد نجم

 

قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ
قتلناكَ..
ليسَ جديداً علينا
اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ
فكم من رسولٍ قتلنا..
وكم من إمامٍ..
ذبحناهُ وهوَ يصلّى صلاةَ العشاءْ
فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ
وأيامُنا كلُّها كربلاءْ..
نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيدُ القراءةْ..
وسافرتَ فينا لأرضِ البراءةْ
ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا..
تركناكَ فى شمسِ سيناءَ وحدكْ..
تكلّمُ ربكَ فى الطورِ وحدكْ
وتعرى..
وتشقى..
وتعطشُ وحدكْ..
ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً
ونتركهم يعلكونَ الهواءْ
قتلناكَ..
يا جبلَ الكبرياءْ
وآخرَ قنديلِ زيتٍ..
يضيءُ لنا فى ليالى الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيةْ
قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا
وقُلنا المنيَّةْ
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟
فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..
سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..
رميناكَ فى نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..
لماذا ظهرتْ؟
فنحنُ شعوبٌ من الجاهليةْ
ونحنُ التقلّبُ..
نحنُ التذبذبُ..
والباطنيّةْ..
نُبايعُ أربابنا فى الصباح..
ونأكلُهم حينَ تأتى العشيّةْ..
قتلناكَ..
يا حُبّنا وهوانا
وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
وكنتَ أبانا..
وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا
بأنّا قتلنا مُنانا..
وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..
كانتْ دِمانا
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..
أعدتَ إلينا صِبانا
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا..
ولكننا
حينَ طالَ المسيرُ علينا
وطالتْ أظافرُنا ولحانا
قتلنا الحصانا..
فتبّتْ يدانا..
فتبّتْ يدانا..
أتينا إليكَ بعاهاتنا..
وأحقادِنا.. وانحرافاتنا..
إلى أن ذبحنكَ ذبحاً
بسيفِ أسانا
فليتكَ فى أرضِنا ما ظهرتَ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا…
أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ..
تقالُ.
فيخضرُّ منها المدادْ..
إلى أينَ؟
يا فارسَ الحُلمِ تمضي..
وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟
إلى أينَ؟
كلُّ الأساطيرِ ماتتْ..
بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ
وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ
فهذا هشامٌ..
وهذا زيادْ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
وهذا يجاهدُ فى نومهِ..
وفى الصحوِ..
يبكى عليهِ الجهادْ..
وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً..
وبعدكَ..
كلُّ الملوكِ رمادْ..
وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً
لتنظمَ فيكَ..
ملاحمَ عشقٍ..
فمن كفَّروكَ..
ومَنْ خوَّنوكَ..
ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ..
أُنادى عليكَ.. أبا خالدٍ
وأعرفُ أنّى أنادى بوادْ
وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد…

شعر نزار قباني

 

لا وقت للبكاء
فالعلم الذى تنكسينه.. على سرادق العزاء
منكس فى الشاطئ الآخر،
والأبناء..
يستشهدون كى يقيموه.. على «تبة»،
العلم المنسوج من حلاوة النصر ومن مرارة النكبة
خيطاً من الحب.. وخيطين من الدماء
العلم المنسوج من خيام اللاجئين للعراء
ومن مناديل وداع الأمهات للجنود:
فى الشاطئ الآخر..
ملقى فى الثرى
ينهش فيه الدود،
ينهش فيه الدود.. واليهود
فانخلعى من قلبك المفئود
فها على أبوابك السبعة، يا طيبة..
يا طيبة الأسماء:
يُقْعَى أبو الهول،
وتُقعى أمة الأعداء
مجنونة الأنياب والرغبة..
تشرب من دماء أبنائك قربة.. قربة
تفرش أطفالك فى الأرض بساطا..
للمدرعات والأحذية الصلبة
وأنت تبكين على الأبناء،
تبكين؟
يا ساقية دائرة ينكسر الحنين..
فى قلبها، ونيلك الجارى على خد النجوع
مجرى دموع
ضفافه: الأحزان والغربة،
تبكين؟ من تبكين؟
وأنت طول العمر تشقين، وتحصدين..
مرارة الخيبة
وأنت طول العمر تبقين، وتنجبين..
مقاتلين.. فمقاتلين.. فى الحلبة
الشمس (هذه التى تأتى من الشرق بلا استحياء)
كيف ترى تمر فوق الضفة الأخرى..
ولا تجىء مطفأةْ؟
والنسمة التى تمر فى هبوبها على مخيم الأعداء
كيف ترى نشمها.. فلا تسد الأنف؟
أو تحترق الرئة؟
وهذه الخرائط التى صارت بها سيناء
عبرية الأسماء
كيف نراها.. دون أن يصيبنا العمى؟
والعار.. من أمتنا المجزأة؟
.. والطفلة الصغيرة العذبة
تطلق فوق البيت «طيارتها» البيضاء
كيف ترى تكتب فى كراسة الإنشاء
عن بيتها المهدوم فوق الأب.. واللعبة ؟
وأمى التى تظل فى فناء البيت منكبة
مقروحة العينين، مسترسلة الرثاء
تنكث بالعود على التربة:
رأيتها: الخنساء
ترثى شبابها المستشهدين فى الصحراء
رأيتها: أسماء
تبكى ابنها المقتول فى الكعبة،
رأيتها: شجرة الدر..
ترد خلفها الباب على جثمان (نجم الدين)
تعلق صدرها على الطعنة والسكين
فالجند فى الدلتا
ليس لهم أن ينظروا إلى الوراء
أو يدفنوا الموتى
إلا صبيحة الغد المنتصر الميمون
رأيت فى صبيحة الأولى من تشرين
جندك يا حطين
يبكون
لا يدرون
أن كل واحد من الماشين
فيه صلاح الدين


شعر - أمل دنقل