السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تل اليهودية»..خرابة القناطر

«تل اليهودية»..خرابة القناطر
«تل اليهودية»..خرابة القناطر




القليوبية ـ حنان عليوة
تحولت منطقة أثار «تل اليهودية» بشبين القناطر فى محافظة القليوبية، إلى مأوى للبلطجة ومرعى للحيوانات بعد تعرض المنطقة بالكامل للإهمال بسبب تقاعس مسئولى وزارة الآثار عن الدفاع عنها، ووضعها على الخريطة السياحية، ما حول آثارها ومزاراتها إلى خرابات يحكمها فتوات الآثار والخارجون عن القانون والبلطجية، فى الوقت الذى فشلت فيه الجهات المسئولة فى تنفيذ خطتها والدراسات التى تم إعدادها لإنشاء متحف للآثار بالمحافظة.
وتحظى القليوبية بوجود عدد من المواقع الأثرية المهمة على رأسها منطقة «تل اليهودية» إلا أن تلك المناطق الأثرية لا تلقى أى اهتمام من مسئولى الآثار ما أزاح عنها الملامح التى تؤكد أنها منطقة أثرية ذات تاريخ عريق، ناهيك عن تحولها إلى خرابات هيئتها وجعلتها بيئة خصبة لتجارة المخدرات وإيواء للبلطجية والخارجين عن القانون.
تبلغ مساحة المنطقة نحو 90 فدانًا غنية بالآثار، وتقع بالجنوب الشرقى من مدينة شبين القناطر، وتعتبر أهم وأكبر موقع أثرى بمحافظة القليوبية، وتعود إلى عصور تاريخية، وتقلصت مساحتها إلى 60 فدانا بعد التنازل عن 30 فدانًا من إجمالى المساحة لإنشاء مشروعات قومية، إلا أنه رغم مرور سنوات على هذه المنطقة فلم يتم التنقيب بها لاكتشاف الآثار الموجودة بها ما جعلها مصدر خطر وتعرضت لبعض التعديات من قبل الأهالى.
«روزاليوسف» انتقلت إلى «تل اليهودية» بشبين القناطر لترصد الإهمال الذى آلت إليه جراء طناش مسئولى الآثار..
يقول أحمد عبدالله، موظف، إن هذه المنطقة تحتوى على أثار مهمة وكانت جزءا من مدينة مصرية قديمة لكن لم يشملها أى تطوير، بل وتحولت إيضا إلى مرتع للأغنام والحيوانات، حيث إنها منطقة تملؤها العشش التى بناها الأهالى بالمخالفة، إلى جانب استيلاء عدد ممن ينقبون عن الآثار على مساحات أخرى منها فى غفلة السادة المسئولين.
ويوضح سامح محمد، أحد الأهالي، أنها تحولت إلى مرعى للاغنام ومأوى للبلطجية وقطاع الطرق، منوها إلى أنهم فى السابق كان يطلقون عليها تل اليهودية بينما بعد انتشار البلطجة والسرقة وتحويلها إلى وكر لتجارة المخدرات وممارسة الأعمال المنافية للآداب والاعتداءات السافرة لم نجد اسما ملائما سوى «تل البلطجية».
ويقترح أحمد جلال، استغلال تلك المنطقة من قبل وزارة الآثار فى إنشاء منطقة سياحية لاستقبل الوفود الأجنبية والسائحين ما يدر دخلا لا بأس به على الدولة، إضافة إلى جانب المساهمة فى حل نسبة البطالة بالمحافظة لمشاركة المواطنين فى الأعمال «بمثابة باب رزق»، حيث لا توجد أى منشآت بمنطقة الآثار سوى مبنى بجوار تل اليهودية وتم بناؤه كى يصبح متحفا ورغم إنشائه منذ سنوات لم يدخل الخدمة وتحول المبنى إلى مقر إدارى، يعمل به عدد من الموظفين التابعين لهيئة الآثار.
ويلفت جمال عيسى، إلى أن المنطقة لم تعد لها فائدة بعد سيطرة هيئة الآثار عليها والمنازل القريبة منها، إلى جانب صعوبة عمليتى الهدم والبناء أو مجرد الحفر، حيث يتطلب ذلك موافقة وزارة الآثار، ومن هنا تحولت إلى أرض فضاء يسكنها الحيوانات الضالة والخارجون عن القانون للإختباء بها لقطع الطرق.
ويطالب السيد حسنى، أحد المتضررين، بضرورة تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى، لحماية أثار القليوبية من البلطجية والخارجين  عن القانون بعد إهمال المجلس الأعلى للآثار، مطالبا بتخصيص قاعة لإقامة معرض دائم للآثار لحين تخصيص أرض لإنشاء متحف للآثار التى يتم اكتشافها من عمليات التنقيب بتل اليهودية وتل أتريب ببنها وتجميع أثار المحافظة التى ستدر على مصر دخلا كبيرا.
ويطالب أهالى قرية الشوبك وكفر الشوبك وهما أقرب منطقتين سكنيتين لمنطقة الآثار، المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية، واللواء سعيد شلبى مدير الأمن، بإنشاء نقطة شرطة أو كمين ثابت أمام قرية تل اليهودية، وذلك للحفاظ على أرواح المواطنين، حيث إن بلطجية الطرق يتعرصون للمارة ويستولون على متعلقاتهم ليلا دون سائل أو مسئول.
ويكشف أحد الأهالى بشبين القناطر رفض ذكر اسمه خوفا من البلطجية عن وجود تشكيلات عصابية تقوم بالبحث عن الآثار بالمنازل فى قرى مركز شبين القناطر والخانكة، مؤكدا أنهم يقومون بالحفر ليلا لعدم ضبطهم ولم يتم الكشف عنهم إلا فى حالة بلاغات الجيران بسبب تصدع منازلهم إثر أعمال الحفر والتنقيب، لافتا إلى أنه لا أحد يجرؤ على إبلاغ أجهزة الأمن، حيث يقوم الباحثون عن الآثار بالاتفاق مع صاحب المنزل على مبلغ عالٍ نظير الحفر داخل منزله.
من جانبه قال مصدر مسئول بمحافظة القليوبية إنه تم مخاطبه وزارة الآثار خلال الفترة الماضية كى يقوموا بالتنقيب عن الآثار بالمحافظة خصوصا منطقة تل اليهودية التى بها مساحات كبيرة تحتاجها المحافظة لإقامة المشروعات القومية والخدمية ولم يحرك ذلك ساكنا، والأدهى والأمر أن الوزارة تقوم بعرقلة عملية التنمية السياحية التى حلم بها المواطن القليوبي.
جدير بالذكر أن أجهزة الأمن فى محافظة القليوبية ألقت القبض على عدد من الأهالى فى أكثر من واقعة لقيامهم بالتنقيب عن الآثار داخل منازلهم، حيث وردت بلاغات متعددة لأجهزة الأمن، من مركز شبين القناطر، والعقيد عبدالحفيظ الخولى رئيس فرع البحث الجنائى، تفيد بوجود مجموعة من الأشخاص بأحد المنازل تحت الإنشاء، ما يهدد بتصدع المنازل وانهيارها على قاطنيها.
وتوصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الحوادث 4 أشخاص كونوا فيما بينهم تشكيلًا عصابيًا تخصص فى التنقيب عن الآثار بالمنازل والمزارع القديمة بمختلف المناطق بقرى مركز شبين القناطر بعد إيهام أصحابها بوجود أثار فرعونية أسفل منازلهم مقابل الحصول على نسبة من حصيلة البيع.
تم رصد تحركات المتهمين، وأثناء قيامهم بالتنقيب عن الآثار فى أحد المزارع ألقى القبض عليهم، وتبين وجود أعمال حفر بعمق مترين وبمواجهة المتهمين المضبوطين اعترفوا بقيامهم بالحفر والتنقيب بحثا عن الآثار، تم إخطار هيئة الآثار بالقليوبية بالواقعة لاتخاذ اللازم.