الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

واحة الإبداع
واحة الإبداع




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى :   

اللوحات بريشة الفنان عبد العال حسن

 



فى عشق وطنى

بقلم - أحمد أبوعصره

مسكت قلمى وكتبت فى عشق وطنى
ورسمت رسمت صورة فى صفحة بألوان مليانة فرحة
تعبر عن نضاله كفاحه وانتصاره ألمه وإنكساره
إسمعوا أصل الحكاية دى صفحة بـ100 روايه
تاريخه من البداية عبر للنهاية
التاريخ من هنا يبدأ من عند بلدى مصر
إنسانها يبقى أول شاهد على العصر
مجنون بحبك أنا عاشق ترابك أنا
لو عدو عليكى جار هقلب عشته لنار
 إزاى يجور عليكى وإنتى تبقى شمس النهار
العالم نور بنورك بعينك حاميه حدودك
قسموا جرانك لكن إنتى واقفه وصلبه عودك
من كذا ألف سنة هكسوس
عليكى جم خليتى حالهم يغم
لاأرض قسموها ولا عرفوا يملكوها
 ويالا إسمعوا كمان  عن الفرس والرومان
 جولك طمعانين مارجعوا شبعانين
والغرب بعت ولاده حاربوكى بإسم المسيح
 ريحتى عيسى منهم  والكل يستريح
ولسه فاضل مكان سطر  للأمريكان
 والله خسارة فيهم أكتب أساميهم
النهارده جاينلك ع المؤامرة ناوينلك
علميهم علميهم على وشوشهم إصفعيهم
ألف صفعة وصفعة زودى تاريخك صفحة
صفحة كفاح ونضال تعلم الأجيال فى حبى
يولادى موتوا ع الصعاب يالا وفوتوا,
ترابى يالا إحموه وتاريخى كمان تصنوه
 لونوا فيه صفحة بألوان مليانه فرحه تعبر
مسكت  قلمى وكتبت فى عشق وطنى ورسمت

 



 

حارس ليل

كريم على - الإسكندرية

أنا والبرد اصبحنا دويتو صحاب
أنا اشكى وهو بدوره يبكى عليل
أنا اللى مصاحب الأحجار
كما المساطيل
أنا أحكيلهم الأوجاع
ولاقى فحضنهم أسرار
ما تتقلش لاعز خليل
ولما المطره تبقى عفية
وتتعارك مع الأرضية
مبدخلش وأنا مالى
حساب بينهم بيتصافوا
ما هما صحاب
أنا اللى القمره بتزورنى
تلات تيام
متستحملش
فتتغطى بسواد الليل
أنا بينى وبين النور
خصام على طول
أنا متربى ع الاتيكيت
وهو همجى وابن عشيم
بيجى يزيح سواد الستره
كانه الغاصب المحتل
يا ست الشمس
سيبيلى الليل بأحزانه
ده نورك كدبه ما بتدبلش
ولو هتخافى م الليل وأهواله
فحاوطى كل أسوارك
أنا سورى فى نوره مبين
فى ليلى
صاحبت حاجات يامه
ميتصحبوش
صاحبت الوحدة والأحزان
صاحبت القسوة من الأيام
فى ليلى بعيش
وكل الناس هنا بتموت
أعرفكم أنا بنفسى
أنا السلطان وأنا المسكين
أنا سرب الحمام طاير _كأنه
فرقة استطلاع _ على الميادين
أنا الكروان وصوته ادان
صلاة بتجمع العاشقين
أنا حارس مصاحب ليل

 

لو كنت مصرى عزها

شادية عبدالمقصود

عزها بجيشها وشعبها
لو كنت جميل
رد الجميل
عشانها هيا نفسها
واقف قصادى
لو كنت راضى
مفيش تراضى على ذلها
نسيها الويل
وابن الليل
يبعد بشره عنها
وصون نيلها
واحصد خيرها
وتحسى بيك وتحسها
لو كنت مصرى عزها

 



 

قصة قصيرة           كان حلماً من خيال فهوى

كتبها : حسين عبد العزيز

بحث الدكتور «محمد سعيد» عن رقم صديقه الدكتور «سعد مبروك» فى هاتفه، ولما وجد الاسم والرقم ضغط على زر الطلب وهو سعيد للغاية بهذه المحاولة.. لحظات قليلة مرت قبل أن يمد الدكتور «سعد مبروك» يده ليخرج هاتفه من جيب الجاكت البنى الغامق الذى يدثر به ونظر فى شاشته.. رأى المُتصل فوجده صديقه القديم الدكتور «محمد سعيد». اندهش قليلا؛ لأنه لم يسمع صوته منذ زمن بعيد لكنه شعر بسعادة وهو يضغط على زر الإجابة.
السلام عليكم.. دكتورنا الكبير.. محمد سعيد.
السلام عليكم يا عمنا.. معقول يا دكتور لم نَرَ بعضنا كل تلك المدة.
المشكلة هى أن الأيام لم يعد فيها بركة وتمر بسرعة
على رأيك البَرَكة انتهت.
شوف يا دكتورنا سأدخل فى الموضوع.
خير يا دكتور.. اتفضل.
شوف يا دكتورنا.. أنا وبعض الزملاء هنا فى «بيلا» قررنا أن نقضى ليل ونهار 25 يناير فى التحرير. ما رأيك تشاركنا؟ نتحدث، ونحلل، ونستعيد الأحداث بما أنك كنت أهم من أعرف ممن شارك فى صناعة ثورة 25 يناير 2011م.
ياااااااه .. فكرة جميلة، وإن كانت ستعيد علينا أشياء تتعب القلب، وتجدد الغضب لكنها سوف تجعلنا نستعيد لحظات جميلة كانت أشبه بالحلم الذى طال عمره إلى 18 يوما.
اتفقنا؟
اتفقنا.
وقف الدكتور «سعد مبروك».. نظره مسلط على جهاز الهاتف الذى وضعه على المكتب.. عقد يديه خلف ظهره وهو يتحرك فى حجرة مكتبه.. يفكر فى صديقه «محمد سعيد»، ودعوته للذهاب للتحرير.. جلس على حرف كرسى موضوع بجوار الباب المفتوح.. لاحظ ابنته «نجلاء» الطالبة بكلية العلوم تعبث فى شعرها فطلب منها أن تصنع له كوبا من الشاي.
اتجهت إلى المطبخ بطريقة آلية لا تعجب الدكتور، وقد حذرها منها كثيرا، لكنها لم تعبأ قط بتلك التحذيرات.
لحظات قليلة مرت وهو مشغول الفكر والبال..
.. نجلاء فى تلك اللحظات قد أعدت كوبا وقالت لأمها أن تقدمه لأبيها الحزين حملت الزوجة كوبا وتقدمت من الدكتور لتقطع له تفكيره وحزنه الوضاح على وجهه..
الشاى
قبل أن يسمع: «الشاى يا دكتور .. ياللى متاخد عقلك فى السن ده».
رفع رأسه بصعوبة، ونظر إليها، وهمَّ أن يرد عليها لكنه وجد صعوبة؛ فصمت، وعاد ينظره إلى زوجته، وعاد بفكره إلى موضوعه الأول.. إلى أرضية الحجرة.
وضعت الدكتورة كوب الشاى أمام زوجها المهموم.. جلست أمامه على كرسى المكتب، وأخذت تنظر إليه.
فيه ايه يا دكتور واخد عقلك للحد ده.
25 يناير
ما الذى فكرك بها.
صديقى الدكتور محمد سعيد
وما الذى فكره بك فأنت لم تقابله منذ فترة طويلة.
منذ دقائق حدثنى عبر الهاتف. وطلب منى أن اشاركه هو وزملاؤه احتفالهم بذكرى 25 يناير فى ميدان التحرير.
هوه لسه فيه حده يحتفل باليوم ده..
يبدو ذلك!
ماذا قلت له؟
رحبت لكن منذ أن انتهت المكالمة وأنا استعيد كل أحداث الثورة التى قلبت عليَّ المواجع.. تذكرت الرجل الذى بصق على وجهى عندما قابلنى فى أول شاعر محمد محمود عندما كنت أهتف مع الشباب: «يسقط حكم العسكر». صمتُّ وأخذت أنظر إليه نظرات طويلة.. لم أقدر أن أفعل شيئا، أو حتى أن أمسح ما طالنى من بصقته، وحاولت أن أربط بينه وبين العسكر، وهو صاحب لحية وجلباب قصير.. تركت المظاهرة، واتجهت إلى مسجد عمر مكرم وما أن وصلت حتى جلست بجوار الشجرة القريبة من باب المسجد ورحت فى نوبه من البكاء.. مرت لحظات، حتى رحت فى حالة فقدان للوعى.. مال جسدى على الشجرة، ثم سقط مرة واحدة ع الأرض.
وقفت الدكتورة وأخذت كرسيها فى يدها، وجلست بجوار زوجها.. مسحت براحة يدها على شعر رأس زوجها وقالت له وهى تقدم له كوب الشاي.
شعر رأسك هذا شاهد على نبل أفعالك وأفعالهم يا ابن 25 يناير، ورغبتك الصادقة أنت شباب 25 يناير فى جعل مصر بلدى قوى بلد نعتز به.
وقفت نجلاء أمام أبيها وهو يحتسى الشاى وقالت.
- تعرف يا دكتور بنقول إيه عن 25 يناير بتاعتكم دى..
لم يرد عليها الدكتور.. رفع إليها بصره وهو يحتسى الشاي، ثم غض بصره فأكملت نجلاء:
إن ما حدث فى تلك الأيام يا دكتور نقول عنه فى الجامعة فى المناقشات التى تدور بيننا وبين الأساتذة أنها كانت حالة من الهبل العام الذى اكتسح مصر وأصبحت مصر تعيش مرحلة الهبل الكبرى.
بنت
نطقت بها الدكتورة فى حدة وغضب شديد للغاية وعينيها تذغر لـ«نجلاء» لكى تقلل من حدة كلامها. لكن نجلاء استمرت فى حديثها.
كان الدكتور محمد العباسى هو الذى لفت نظرنا إلى هذا الهبل الذى عم المجتمع فى بداية الثورة.. يعنى فى عامها الثانى على وجه التحديد.
وقد لفت الدكتور العباسى نظرنا .. إلى ان الدكتور يوسف زيدان فى حواره لأحد الجرائد المصرية فى وقتها كان أول من استخدام هذا المصطلح .. واصفا حال المجتمع المصرى حين ذاك.
نجلاء امشى من هنا بسرعة.. بابا عنده القلب والسكر؛ ولا يقدر على سماع تلك الأشياء.
فى أيه يا ماما دى حقائق حقيقية.. بل أن الدكتور زيدان هو الذى تنبأ بأن الأجيال القادمة سوف تسخر وتتندر مما حدث فى أيامه.. وكله مسجل فى حديثه يا ماما.
يا بنت أمشى من هنا بأه.
فيه ايه يا حاجة.
الدكتور مريض.. وأنت كلامك زى الرصاص.
دى حقائق يا حاجة.
طبعا يا دكتور أنت تعلم أننا فى بداية يناير سنة 2050.
أيه يا نصحه نحن نعلم ذلك.
فيه ايه يا ماما.
نجلاء
بابا هل تتذكر الدكتور أحمد أبوالمجد.
طبعا يا نجلاء اعرفه.
هذا الدكتور الذى تعرفه.. قال عن الثوار وعن الثورة فى حوار له بالمصرى اليوم .. العدد الصادر يوم 5/2/2013م.
هذا العدد لدى فى مكتبى.
يقول يا بابا لم أرى فى حياتى أهبل ولا أعبط من شعب مصر ويقول أيضا: لا يوجد فى العالم شرقه وغربه أعبط ولا أهبل ولا أجن من شعب مصر.
وقفت الدكتورة وبحسم صرخت فى وجه ابنتها نجلاء:
-  اتسدى حرام عليك أبوك هيروح مننا.
دعيها يا كتورة.. فهى تقول الحقيقة.
ويقول أيضا الغضب جمرة تحرق العقل فإن رأيت شابا غاضبا قل له اسكت يا ولد أنت اقفل فمك الحمار ده واجعل العقلاء هم من يتكلمون.
مدت الدكتورة يدها وسحبت «نجلاء» خارج حجرة المكتب واتجهت بها إلى حجرتها وهى تنظر إليها فى غضب، وتغلق عليها حجرتها وتعود مسرع إلى زوجها، ولما دخلت حجرة مكتبه صرخت بأعلى صوتها: الحقونااااااا...