الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لبنى ونس: تغيبت عن الوسط 15 عاما و أبدأ من الصفر

لبنى ونس: تغيبت عن الوسط 15 عاما و أبدأ من الصفر
لبنى ونس: تغيبت عن الوسط 15 عاما و أبدأ من الصفر




قد تساهم العروض المسرحية المتميزة، فى إلقاء الضوء على أشخاص، لم نكن نعرف عنهم الكثير، وهذا ما حدث مع الفنانة لبنى ونس، بطلة عرض «روح»، والتى نالت عنه جائزة أفضل ممثلة دور ثاني، ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان القومى للمسرح، فعندما تشاهدها، تجد نفسك أمام ممثلة قديرة، تمتلك من الموهبة والحرفة الفنية، ما كان يؤهلها لتحقيق النجومية منذ وقت طويل، لكن لم يحالفها الحظ، طوال السنوات الماضية، وفى لقاء خاص معها بمسرح الطليعة، حكت لبنى ذكريتها، مع الفن، وعن أسباب غيابها لفترة طويلة، وقالت فى هذا الحوار: كنت فى المنزل مع أبنائي، وكان من الصعب وقتها نزولى للعمل، فلدى ثلاثة أبناء فى أعمار متقاربة، لذلك جلست فى المنزل منذ خمسة عشر عاما، واتخذت هذا القرار بمحض إرادتي، وتناسيت أننى ممثلة.

 

■ هل شعرت بالندم على هذا القرار؟
ــ وقتها لم أكن أشعر بأى ندم، لكن شعرت بحزن شديد، عندما قررت العودة، فاكتشفت أننى أبدأ من الصفر، لأننى تغيبت سنوات طويلة، واليوم أبلغ من العمر 54 عاما، لذلك وجدت نفسى أدخل مكاتب الكاستينج، وكأننى لازلت طالبة حديثة التخرج، وبالطبع قابلت كثيرين أحبطونى فى البداية و«كسروا نفسي»، لكن فى هذه اللحظات، كنت ألجأ إلى الله وحده، والحمد لله ربنا نصفني، ففى رأيى النجومية ليست فى الشهرة وحدها، لكنها فى الأساس سلوك، سواء فيما يتعلق باحترامى لنفسى أو الناس أو العمل، ومنذ أن قررت العودة، لم يهمنى البدء من الصفر، حتى وصل بى الأمر لدخول مكاتب الكومبارسات، ولا أقلل من شأن أحد، لكننى وصلت إلى درجة، أننى طلبت العمل بأجر يومي، وبالفعل شاركت فى مسلسل «الصياد»، وبعد أن انتهيت من تصوير المشهد، اعتذر لى المخرج، وقال أنه لم يكن يتخيل، أننى ممثلة بهذا القدر، واعتذر لأنه لم يكن يعرفنى من قبل.
■ كيف كانت بداية لبنى ونس؟
ــ بدايتى كانت فى الجامعة، من كلية فنون جميلة، وكنت طوال سنوات دراستى الخمس، أحصل على جائزة ممثلة أولى تمثيل، على مستوى جامعات مصر كلها، وفى عام 1980 أخذت جائزة أحسن ممثلة من عبلة كامل، والتى كانت تحصل عليها أربع سنوات متواصلة، وكانت وقتها لها قدرها كممثلة كبيرة، بعد ذلك عملت فى الخدمة العامة بمسرح السامر، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وقدمت عرض «المشخصاتية» إخراج سلامة حسن تأليف عبد الله الطوخي، وهذا العمل حقق نجاحا كبيرا، وكانت قصته تدور حول امرأة وخمسة رجال، ثم شاركت فيما بعد فى عرض «منين أجيب ناس» للمخرج مراد منير، بعدها رشحت لبطولة فيلم «زمن حاتم زهران»، لكن زوجى فى هذه الفترة، كان مريضا وبالتالى اعتذرت للفنان نور الشريف، ورشحت وفاء الحكيم للشخصية بدلاً مني، ثم رشحتنى بعدها المخرجة أسماء البكرى لدور «شحاذون ونبلاء»، بطولة صلاح السعدنى وعبد العزيز مخيون، ولعبت شخصية أرنبة، وحقق الفيلم رواجا كبيرا، فى السينما وقتها، ثم كلمنى محمد خان، كى أشارك ليلى علوى فى فيلم «نسمة فى مهب الريح»، لكن لم يحالفنى الحظ، وبعد هذه الفترة، سافرت البحرين، وأسست فرقة غناء، لمدة 5 سنوات، والحقيقة كسبت منها ماديا كثيرا، لذلك تجاهلت التمثيل لفترة طويلة، ثم عدت فى «إشارة مرور» مع خيرى بشارة، و«ضحك ولعب وجد وحب»، لعبت شخصية نوسة صديقة يسرا، ثم قدمت أكثر من عمل تليفزيوني، مثل «خالتى صفية والدير»، «قهوة المواردي»، «ورد الجنانين»، وغيرها من الأعمال التيلفزيونية المهمة.
■ كيف قضيت فترة غيابك عن الفن؟
ـــ انقطعت تماما، حتى وصلت لمرحلة، أننى قررت الامتناع عن متابعة التليفزيون، كى لا أشعر بالألم، تجاه الشىء الذى أحبه وتركته، وكنت أدارى مظهرى بملابس غريبة، حتى لا يعرفنى أحد، فلبست طرحا وعباءات، واختفيت عن عيون أصدقائي، ولأننى كنت لا أستطيع الحياة بلا عمل، قررت فتح «اتيليه» صغير فى منزلى طوال الـ15 سنة، واشتهرت بين زملائى وجيرانى أننى ماهرة فى عمل الملابس، ومعظم ملابسى تفصيلي، و«فتحت بيتى منها».
■ هل كان لزوجك دخل فى تركك للفن؟
ــ إطلاقا على العكس فوجىء وقتها بقراري، وحاول أن يراجعنى عنه، لكننى أصرت على موقفى بسبب أبنائي، لأنهم كانوا بالنسبة لى أهم من أى شىء، لكنه حاول منعي، عندما قررت العودة للمرة الثانية، وعندما عدت من جديد، اتصلت بمحمد خان، ورشحنى للدور الذى لعبته سلوى خطاب، فى «فتاة المصنع»، لكننى اختلفت معه، فى رؤيته للشخصية، فهناك مشاهد لا أستطيع القيام بها، لكنه رفض، والحقيقة أن تركيبة الشخصية كانت مغرية للغاية، لأنها امرأة فى عمرى متزوجة، من شاب يبلغ من العمر 25 عاما، وتحاول المبالغة، فى إغرائه حتى تحتفظ به، أردت التخلى عن بعض المشاهد لأنى لدى ثلاثة أبناء شباب، ولا أستطيع القيام بهذه النوعية من الأعمال فى وجودهم، لكننى شاركت مؤخرا فى حلقتين، من مسلسل «استيفا»، مع شريف البنداري، وهذا المسلسل اعتبره بدايتى الحقيقية وأسعدني، فى هذا العمل على وجه التحديد، فرحة المخرج بي، فبعد أن انتهيت من مشاهدى معه، كان يصفق لي، وقال أنت ممثلة عظيمة وجبارة وطلب منى دعوته لحضور عرض «روح».
■ كيف جاء اختيارك للمشاركة فى بطولة «روح»؟
ــ فاطمة محمد على هى من رشحتنى للدور، وهى أختى الصغيرة وإيمانها وحبها لي، سبب تشجيعى للنزول والعودة، من جديد، لأننى كنت رافضة النزول للمسرح على وجه التحديد، لأنه متعب ويحتاج إلى طاقة، كما أن حالتى النفسية وقتها، كانت صفرا، لكننى أتيت وحضرت البروفة الأولى، وكانت أول مرة ألتقى بالمخرج باسم قناوي، اخدنا الدور وبدأنا العمل، وفى البداية فكرت فى الاعتذار، لأننى كنت فاقدة الإحساس بنفسى كممثلة، لكن الحقيقة فاطمة وقفت معي، وحاولت دفعى للإمام، حتى لا استسلم لإحساسي، وحتى يوم الافتتاح، كنت غير واثقة من أدائي، على الإطلاق، لكننى بكيت كثيرا، بعد شعورى بإستقبال الناس لي، واحتفائهم بي، وكنت غير مصدقة لما حدث يومها والحمد لله.
■ هل توقعت الفوز بالجائزة؟
ــــ بصراحة كنت منتظرة هذه الجائزة من اجل التقدير المادي، لأننى الحمد لله سبق وحصلت على التقدير المعنوي، منذ عملى فى البدايات، وشبعت من التكريم «فكان نفسى اتكرم ماديا بقى».
■ هل لديك عروض جديدة الفترة المقبلة؟
ـــ رشحت لبطولة عرض «قواعد العشق الأربعون» للمخرج عادل حسان فى دور العاهرة، وهو دور غريب على وعلى شخصيتى، رفضته فى البداية، لكننى فكرت فى محاولة الخروج من عباءة الأدوار، التى اعتدت تقديمها، حتى أننى كنت مترددة، فى تقديم «مابك» فى «روح»، لكن وجدت فيها الشراسة، بسبب معاملة البشر لها، وهو ما واجهته فى عملي، لذلك كنت أقدم الشخصية وفى ذهنى جملة، «ج.ب.برستلي» المؤلف، «تدخل مابك فى ثياب رثة  ويبدو على وجهها ملامح الشراسة والمرارة»، من هذه الجملة، نسجت دورى فى العرض، ولدى أيضا أعمال جديدة مثل «كبريت أحمر»، «قصمتى ونصيبك» إخراج على إدريس، كما أننى أعشق المشاركة، فى عروض التخرج فى الماجستير، لطلبة المعهد، لأنهم عادة ما يعملون بصدق شديد، وسيشاهدنى قطاع كبير من الشباب.