الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المشايخ يريدونه «حمار»!

المشايخ يريدونه «حمار»!
المشايخ يريدونه «حمار»!




كتب: وليد طوغان

كل الأبحاث فى علم الأجناس، خلال العشر سنوات الاخيرة، تؤكد ما قاله شارلز داروين. إن طفرة حدثت، فحولت المخلوقات من «بشر» لا يفكرون ولا يتكلمون إلى «إنسان» يعى ويفكر، ويتكلم، ويدفن الميتين من بنى جنسه فى التراب.
كلما تأتى سيرة داروين، يتشنج المشايخ، فيقومون ويقعدون، كأنهم يتقلبون على جمر أو يتمرمغون فى لهب بيقولك نظرية داروين حرام، لأنه قال إن الإنسان أصله قرد.
يرفض المشايخ هذا الكلام، لانهم يفضلونه «حمار».
الحمار هو الذى يرفض السلام، يتكلم فى الحرام والحلال عمّال على بطّال، فلا يفكر، ولا يتدبر، ولا يناقش كلام قد يكون صحيحا، وربما يكشف أسرارا تعذب البشرية حتى الآن: كيف خُلق الانسان؟ وكم عمره على الأرض؟ وما المراحل التى مر بها حتى أصبح على تلك الصورة؟
قبل أيام اكتشفت بعثة علمية فى جنوب أفريقيا بقايا عظام كائن وسط، بين الانسان، وبين الفصيلة القردية. قالت جريدة النيويوركر إن العاملين فى البعثة، أطلقوا على النوع البشرى المكتشف اسم «هومو ناليدى».
عاش «الهومو ناليدى» على الارض قبل ما يزيد على المليون عام وكان وسط.. لا هو إنسان، ولا هو فرد. لم يكن «الهوموناليدى» يفكر بدقة، ربما كان تفكيره «مشوشا».. لكنه الأكيد أنه كان أذكى، مقارنة بمخلوقات تشبهه عاشت قبله، بملايين السنين فكانت أشبه بالقرود، لكن لا كانت تفكر، ولا كانت منتصبة القامة.
علماء «الأجناس» قالوا إن «الهوموناليدى»، مرحلة ما من مراحل تطور الإنسان، حتى وصل إلى صورته الحالية. فقد دفن «الهوموناليدى» الموتى من أقرانه فى التراب، بينما كانت المخلوقات الشبيهة التى عاشت قبله تترك موتاها للصقور.. أو الحيوانات المفترسة.
كل الاكتشافات الجديدة فى علوم الأجناس، تصب فى مصلحة نظرية داروين. بالمناسبة، لم يقل داروين ان الإنسان أصله قرد، كل ما قاله إنه فى بداية الحياة على الأرض، ظهر كائن يشبه الإنسان، لكنه لا كان يتكلم، ولا كان يفكر.
بعد ما يزيد على مليون سنة، ولسبب ما لا يعرفه داروين، بدأ هذا الكائن فى التفكير، قبل أن تنتصب قامته، ثم يستطيع أن يسير على قدميه دون أن يمد يده إلى الأرض ليساعد رجليه.
لا يعلم أحد، لماذا تحفز تلك النظرية هياج أعصاب المشايخ، مع أن كل الاكتشافات الجديدة فى صفها؟ القرآن نفسه قال: «هو الذى خلقك، فسواك، فعدلك». ممكن تفسير ذلك على أنه أول خلق الإنسان، كان غير مستوى الجسم، ولا منتصب القامة.. وبعد فترة، انتصبت قامته، وبدأ فى التفكير المجرد.. ثم بدأ فى الكلام.
علماء اللغة قالوا: إن حرف الفاء فى الآية الكريمة، يفيد الزمن الطويل بين مرحلة وأخرى يعنى فترة زمنية بين «خلقك»  ثم «سواك»، ثم فترة أخرى حتى «عدلك»، فجعل قامة الإنسان  منتصبة كما نحن الآن.
المشايخ يقولون إن الكتب السماوية تقول إن الله خلق الكون فى ستة أيام، ثم خلق الإنسان فى ساعات. لكن أغلب الحقائق العلمية تحمل «أيام الخلق الستة» على المجاز.. لا الحقيقة.
ما قاله داروين هو الأقرب للواقع. الواقع لن يتغير، إنما الذى يجب ان يتغير هو تأويلنا لآيات الكتب المقدسة، وآراء المشايخ.