الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الزحف العمرانى «يخنق» أموات زاوية سلطان بـ«المنيا»

الزحف العمرانى «يخنق» أموات زاوية سلطان بـ«المنيا»
الزحف العمرانى «يخنق» أموات زاوية سلطان بـ«المنيا»




 المنيا - علا الحينى


زاوية سلطان «زاوية الأموات» إحدى قرى مركز المنيا والتى تبعد عن المدينة 10 كيلو مترات ناحية الجنوب، تقع منازلها وأراضيها الخصبة على الضفة الشرقية للنيل وتتجاوز منازلها مع منطقة المقابر.
تعد الزاويه إحدى أقدم المقابر فى المحافظة وتضم أكثر من 4 آلاف حوش، والتى أصبحت اليوم تصرخ وتستغيث ولا تجد من ينقذها بعد الزحف العمرانى عليها، والتوسع فى بناء المنازل للأحياء ليس ذلك فحسب بل وصل الأمر إلى أن من يعجز عن توفير سكن يقوم بالتعدى والبناء فى تلك المنطقة، التى يذهب إليها المنياوية للاستجمام والاستمتاع بالوقت، حيث يحزمون متاعهم من طعام وشراب ويستقلون سياراتهم متوجهين يوم الجمعة إلى المقابر لـ»زيارة الموتى».
يعانى الأهالى يوميا من البلطجية وانتشار المخدرات وانتهاك حرمة الموتى، الأمر الذى دفع السكان إلى المطالبة المتكررة بتطوير المنطقة وتوفير حياة كريمة لهم من خلال دعمهم بالخدمات وإصلاح البنية التحتية بالمشروعات الخدمية ومحطات المياه والصرف الصحى والمخابز ووسائل المواصلات الآدمية والنقط الشرطية.
الغريب أن فى الزاوية ترى الكثير من المتناقضات التى اختلط بعضها البعض فهناك من يبكى وغيره من يغنى وآخرون ليس لهم مكان إلا مزاحمة الأموات والعيش بجانبهم.
يقول صابر على، 55 سنة، من أهالى القرية: «أعيش منذ سنوات بين الأموات حتى انهم أصبحوا أهلى وناسى ليس لى أحد يسأل على وقد عجزت عن الحصول على شقة من مساكن المحافظة فلم أجد مأوى لى إلا هنا فأعمل فى المحاجر صباحا وأعود لأنام ليلا»، مطالبا بحقه فى الحصول على مسكن يأوية من البرد القارص ومزاحمة الأموات.
ويوضح طاهر أمين، موظف، أن القرية تعانى ضعف التيار الكهربائى الأمر الذى يجعلهم لا يستطيعون تشغيل الأجهزة الكهربائية لعدم زيادة قدرة المحولات بالقرية، إضافة إلى عدم وجود مواصلات آدمية بالقرية بل عدم وجود موقف لهم بمدينة المنيا.
وطالب طاهر بضرورة زيادة التيار الكهربائى ودعمه، وتخصيص موقف لأهالى القرية، مشيرا إلى أن الأهالى قاموا بقطع الطريق المؤدى إلى المنطقة الصناعية المار من أمام القرية بعد أن فاض الكيل بهم، بسبب تجاهل مطالبهم وعدم اهتمام المسئولين، الأمر الذى أضر باقتصاد عشرات المصانع.
ويؤكد محمد عيد، أحد المضارين، أن أسعار المقابر بالقرية أغلى من المنازل لأن أصحاب المقابر يريدون توسعة مقابرهم ما يجعل البعض يتاجر فى أسعار تلك المقابر بمبالغ طائلة وأصبحت بمثابة تجارة وسمسرة.
أما إبراهيم عبدالرحمن من المترددين على المنطقة لزيارة الأولياء والأضرحة يقول: إن زاوية سلطان بها ما يقرب من 23 مقاما لأولياء الله الصالحين ما يجعل هذا المكان عامرا ونحن نأتى كثيرًا وقد يكون أسبوعيا إلى هنا لزيارتهم والتبرك بهم.
ويوضح عبدالرحمن أن المقابر اليوم تحدث بها انتهاكات كثيرة فأصبح الناس لا يحترمون الأموات ولا يوقرون حرمتهم فتجد البلطجة والمخدرات، بالإضافة إلى التزاحم الشديد بين الأموات والأحياء، فقد أصبح الجميع يبحث عن مكان له، موضحا أن حرمة المقابر لم تعد كما كانت فى الماضى، مشيرا إلى أن الأفراح تقام والموتى يدخلون إلى مثواهم الأخير، حيث تضم الزاوية ما يقرب من 4 آلاف مقبرة حوش، على الرغم من أنه توجد عدة خطوات قانونية لبنائها إلا أن العديد منها تم بناؤه فى السر.
ويقول الحاج صابر توفيق، أحد سكان القبور بزاوية سلطان: «أعيش هنا منذ عشرات السنين حيث يعد الحوش إحدى الجبانات القديمة هو مسكنى ومقر عملى الوحيد أنا وأبنائى وزوجتى، فقد عرفتنى العديد من الأسر من خلال ذلك الحوش القديم لأننى أقوم بخدمة الزوار عند كل زيارة له إلى المقابر الخاصة بهم وتوفير احتياجاتهم من المياه وتنظيف الحوش وهو ده أكل عيشى، ومهنتى أنا وأولادى منذ عشرات السنوات، وننتظر فى نهاية كل أسبوع الزوار».