الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خالد جلال: همى الأول استعادة هيبة الهناجر بعد أن تحول إلى دار مناسبات!

خالد جلال: همى الأول استعادة هيبة الهناجر بعد أن تحول إلى دار مناسبات!
خالد جلال: همى الأول استعادة هيبة الهناجر بعد أن تحول إلى دار مناسبات!




فى الوقت الذى حققت فيه عروض البيت الفنى للمسرح، حالة فنية مختلفة هذا العام، سواء على المستوى الفنى أو الإقبال الجماهيرى، خشى المسرحيون من أن يخفت، أو يأفل نجم هذا النجاح، ويبدو أن هذه المخاوف تسللت، إلى قلب وزير الثقافة وقتها عبد الواحد النبوى، فاتخذ القرار، وعين المخرج المسرحى خالد جلال رئيسا لقطاع الإنتاج الثقافى، حتى يضمن وجود يد أمينة قادرة، على وضع جذور راسخة للحركة المسرحية، ادخل هذا القرار البهجة، فى نفوس المسرحيين، وسيطرت على الجميع حالة من الارتياح والشعور بالأمان، مهنئين أنفسهم بوجود رجل مثله، فى هذا المنصب الهام والحساس، وعن منصبه الجديد، ومشاعره الممزوجة بالسعادة والخوف قال خالد جلال فى هذا الحوار:

سعدت كثيرا بسعادة زملائى الفنانين بقدومى، فى البيوت الفنية المختلفة، وشعرت أن هناك ثقة كبيرة، نشأت بينى وبينهم، حتى وأنا لا أعرف معظمهم جيدا، على المستوى الشخصى، لكننى سبق، وكنت فى وقت من الأوقات، مديرا لمسرح الشباب، لمدة عشر سنوات متواصلة، ثم بعدها توليت مسرح الغد، حوالى سبعة أشهر، ثم رئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية، لمدة عامين كاملين، وبالتالى تعاملت مع الكثيرين، وأسعدتنى عبارات وزير الثقافة السابق عبد الواحد النبوى، التى ذكر فيها، أن خالد جلال سيعيد ضخ دماء جديدة، فى الحركة المسرحية، وبقدر ما اسعدنى هذا الكلام، بقدر ما شعرت بمسئولية وعبء كبير، لأن المؤسسات التابعة لقطاع الإنتاج الثقافى كثيرة، فالقطاع يضم البيت الفنى للفنون الشعبية، والبيت الفنى للمسرح، ومركز الهناجر للفنون، ومكتبة القاهرة، والمركز القومى للمسرح، والمركز القومى للسينما، ومكتبة الحضارة، فهى فى النهاية أماكن متعددة، لو تم تفعيلها بشكل جيد، ستحدث نقلة ثقافية حقيقية.
■ كيف ستتمكن من تفعيل كل هذه الأماكن بشكل جيد؟
- كل مكان له طريقته، وتصورى فى البداية، أن هناك مكانين فى غاية الأهمية، الأول هو مركز الهناجر للفنون، لأنه من بعد الدكتورة هدى وصفى، فقد هذا المكان أهميته، ودوره فى احتضان الشباب والمستقلين والورش الأجنبية المهمة، وأذكر فى شبابي، أننى كنت اتمنى الوقوف على خشبته، فكان يأتى له من الخارج مخرجين فرنسيين وعرب مهمين، كما أخرج على خشبته كل من الراحل كرم مطاوع، والدكتور هناء عبد الفتاح، وكانوا حريصين على نقل خبراتهم للشباب، وحضرت فيه ورشة مسرحية للمخرج جواد الأسدى، كل ذلك أيام الدكتورة هدى وصفى، وللأسف هذه الحالة الفنية، أصبحت غير موجودة، وأصبح المكان أشبه بمسارح البيت الفنى المكدسة بالموظفين، لذلك كان مركز الهناجر أول أهدافى، وتشاورت مع وزير الثقافة حلمى النمنم، بضرورة الإستعانة بشخصية محترمة فنيا وإدرايا، وعندما اقترحت عليه اسم محمد دسوقى وافق بلا تردد، خاصة بعد حضوره لعرض «روح» بمسرح الطليعة، وافق على نقله من الطليعة، إلى مكان أكبر، لأننا نريد أن نعيد للهناجر هيبة أيام الدكتورة هدى وصفى، بعد ما تحول إلى دار مناسبات!
■  و.. ماذا عن خطتك لاستعادة هيبة الهناجر؟
 بعد موافقة الوزير على انتداب دسوقى، اجتمعت به وقلت له، يجب أن تعود لهذا المكان عالميته، وعربيته، وقوميته، ومصريته، بمعنى أننا نسعى لإعادة، كل ما كان موجودا فترة ازدهاره، وسيقدم على خشبة مسرحه كل ما هو منتقى، سواء فى اختيار الفرق التى ستقدم عليه أو المخرجين، ولن يكون مشاعا لأحد، كما أنه سيضم عروضا للهواة، والمحترفين، والمستقلين وكل الموهوبين، ولن يقتصر على فئة بعينها، إلى جانب أن المدير الحالى يدرس ملفاته جيدا، والعمل سيكون وفقا لخطته.
■ هل ستتوفر ميزاينات لإقامة ورش فنية واستضافة مخرجين من الخارج؟
- إذا كانوا من قبل لم يترددوا، فى إهدار مئات الآلاف فى إنتاج عروض لم يشاهدها أحد، أعتقد أنه من الأولى أن تصرف هذه الآلاف، لتعليم وتدريب الشباب الموهوب، وأن يأتى كبار النجوم العرب والدوليين والمصريين، لإقامة ورش تقنية للمسرحيين بشكل عام فى كل المجالات، كما أن المكان، يضم قاعة للفنون التشكيلية، وبكل أسف تحولت هذه القاعة لمكان يتم تأجيره، لأى شخص، لذلك سنعمل على إعادة التشكيلين الجادين بجانب المسرحيين.
■ كيف رأيت مستوى انتاج البيت الفنى للمسرح هذا العام؟
- المهرجان القومى للمسرح هذه الدورة، وما قبله، أظهر منتج هائل للبيت الفنى، لذلك عندما رأينا المنجز السنوى، بشكل عام، ثبت أنه كان هناك مجهود مبذول، عن طريق انتاج عروض كبيرة ومرتفعة التكلفة، مثل «ليلة من ألف ليلة « للنجم يحيى الفخرانى، و«غيبوبة» لأحمد بدير، و«أنا الرئيس» لسامح حسين، وعرض «رئيس جمهورية نفسه» لمحمد رمضان، و«باب الفتوح» لفهمى الخولى ويوسف شعبان، هذه العروض كان بها نجوم، وحققت إيرادات ضخمة، وبالتالى هذا الجانب، حقق الهدف منه، عن طريق تقديم عروض لنجوم كبار، ونصوص محترمة، مثل بيرم التونسى، وميخائيل رومان، ومحمود الطوخى، إلى جانب ذلك كانت هناك عروض أخرى صغيرة، وقليلة التكلفة، حققت أيضا نجاحا رائعا مثل «رجالة وستات» لإسلام إمام، و«هنا انتيجون» إخراج تامر كرم، و»روح» إخراج باسم قناوى، و«سيد الوقت» للمخرج ناصر عبد المنعم، هذه الأعمال حققت مستوى فنى راقى، وإقبال جماهيرى ملحوظ، رغم أن معظمها عروض قاعات، وليس مطلوب منها تحقيق إيرادات، فآليات الإنتاج أثبتت أنها تعمل بشكل جيد، لكن لدينا توجه، فى البحث عن الأفضل، بمعنى أنه لابد أن تكون هناك حالة انتقاء فنى الفترة المقبلة، لأن هناك عروض حققت إقبالا جماهيريا، ولم تكن على المستوى الفنى المطلوب، لكنها حققت نجاحا لوجود نجما بعينه.
■ هل الإيرادات الضخمة وحدها تعتبر نجاح؟
- هذه النقطة أثيرت مؤخرا، أكثر من مرة، ويجب الحديث عنها باستفاضة، فبالطبع الإيرادات الضخمة نجاح، لأن الجمهور لم يكن يذهب إلى مسرح الدولة مؤخرا، ولا يجب أن نفخر ونسعد بأن هناك عرضا جيدا ورائعا فنيا، لكن لم يحضره أحد، لأن هذا يعنى أن العرض به ثغرة، يجب علاجها، فأى عمل مهما بلغت درجة جودته، الركن الأهم فيه، هو مشاهدة الجمهور له، وبالتالى يجب تقديم عمل يقترب، من هموم الناس ومشاكلها، ففى النهاية أنت لا تقدم مسرحية لنفسك، وصلاح جاهين كان يقول دائما، «المسرح للمسرحيين زى الطبيخ للطباخيين»، فمن الممكن أن تقدم، طبخة رائعة وتأكلها فى النهاية بمفردك، وهذا يعنى أنك فشلت فى تحقيق ركن مهم من أركان النجاح، وأذكر أننا سبق وقدمنا عرض «الناس اللى فى التالت» للمخرج محمد عمر وتأليف أسامة أنور عكاشة، وكان وقتها عمل يحمل قيمة فنية عالية، وحقق نجاح جماهيرى ضخم.
■ هل ستتدخل الفترة المقبلة فى مستوى ونوعية الأعمال المقدمة؟
- سيتم عقد اجتماع أسبوعى، مع جميع رؤساء القطاعات، لطرح أى مشكلات ومشروعات جديدة، حتى نسرع عجلة العمل فنيا وإدرايا، ونحن نبحث عن الكيف عادة قبل الكم، وهذه هى القاعدة الأولى التى سنضعها، فى أول اجتماع لنا، فعلى الجميع اختيار منتج فنى يقترب من الناس، والشعب المصرى لأننا فى مرحلة حرجة، تتطلب منا تقديم فن كاشف وموجه، يوضح للناس نقاط اللبس، خاصة فى هذه المرحلة، فنحن لا نحتاج فن يتحدث من ابراج عاجية، ففى فترات الثوارت والأزمات، نحتاج إلى أعمال ممتعة، شارحة، وكاشفة للجمهور.
■ ذكرت أن مكتبة القاهرة سيكون لها دور فعال الفترة المقبلة ماذا عنها؟
- رئيس مجلس إدراة مكتبة القاهرة الكاتب الكبير خالد الخميسى، والمكتبة مكانها رائع على نهر النيل بحى الزمالك، وهى عبارة عن قصر جميل، من الممكن أن يكون مزارا، لكل الشباب الذى يطلب التعلم والتثقيف والقراءة، والمحب للمشاركة فى انشطة متنوعة ومختلفة، فالمكان للأسف لم يستغل جيدا، لفترات طويلة، ولم يأخذ حقه، وذهبت والتقيت بمديرها ووعدتهم، أنه سيتحول إلى شعلة نشاط، ومزار للشباب الفترة القادمة.
■ وماذا عن مسرح البالون والبيت الفنى للفنون الشعبية؟
- مسرح البالون يستعد لافتتاح واستلام المرحلة الأولى، من تطويره الشهر المقبل، وكلفت المخرج هشام عطوة مدير البيت الفنى للفنون الشعبية والإستعراضية، أن يعيد المسرح بعمل كبير، لمخرج كبير، وكاتب كبير، لأننى أذكر أن أخر عرض ضخم، قدم على خشبة هذا المسرح، كان عرض «الخديوى» للكاتب فاروق جويدة وإخراج جلال الشرقاوى وبطولة سيمحة ايوب واشرف عبد الغفور ومحمود ياسين، واستعراضات وليد عونى، ووقتها شهد هذا العرض إقبالا جماهيريا غير مسبوق، لذلك فى رأى أن مكان بحجم البالون، يجب أن تعود له هذه النوعية، من النصوص التى تحمل قيمة فكرية وفنية كبيرة مثل عرض «لولي» لمراد منير، خاصة أنه لا يزال لدينا كتاب كبار ومخرجين كبار أمثال هؤلاء، فما المانع من البحث عن أوبريت غنى، لإعادة هذا المكان إلى هيبته.
■ و... المركز القومى للمسرح؟
- منذ أيام قليلة عين وزير الثقافة حلمى النمنم الشاعر مصطفى سليم رئيسا للمركز القومى للمسرح، وتمت المناقشة معه حول هذا القرار، فهو كان مشجعا للغاية فكرة الاستعانة به، لأنه رجل قادر على التحرك بشكل كبير، وسيقوم بطرح أفكاره الجديدة، عن المركز القومى فى اجتماعتنا المقبلة.
■  بين كل هذه المسئوليات الضخمة كيف يواصل خالد جلال عمله فى ورشة مركز الإبداع الفنى؟
- مركز الإبداع هو الأهم فى النهاية، لأنه هو البيت، وال35 مترا، التى اخرجت أهم شباب يمثلون فى جمهورية مصر العربية اليوم، أهم من أى شيء، لذلك قلت أننى لن اترك المركز، بجانب عملى كرئيس قطاع، وكان شرطى الأول لقبول المنصب، ورحب الوزير السابق والحالى بضرورة وجودى فى المكانين، كما أن حلمى النمنم كان من متابعى المركز، وعاصر نجاحه، ويعلم أنه حلم كبير، والفرق الوحيد أننى اليوم أصبحت أعمل عدد ساعات أكبر من الفترة الماضية، وبشكل مكثف، لكن لو شعرت أن عملى بالمركز سيتأثر، سوف أترك كل شيء، من أجله لأنه هو الحلم الكبير.
■ هل هناك أنشطة جديدة للقطاع الفترة المقبلة؟
- ينظم قطاع الإنتاج احتفالية كبيرة يوم 15 أكتوبر الجارى يشارك فيها بكل فروعه، بجانب المركز القومى للسينما، ومن المقرر أن نكرم كبار النجوم، الذين شاركوا بأفلام فى حرب أكتوبر، والمخرجين والمنتجين والممثلين، وسنقدم فقرات غنائية، بعرض «غنا للوطن»، وفاطمة محمد على، ستقدم معنا فقرة غنائية أيضا، ولن يقتصر التكريم على النجوم المشاركين، فى هذه الأعمال، وبحثت مع الوزير أن يكون هذا التكريم بشكل سنوى وضرورة أن يضم مخرجين وكتابا هذه الأعمال الخالدة، وهو فى الحقيقية رجل متفهم، وسعيد بعملى معه، لأنه يفكر بنفس الموجة التى نفكر بها، وهو حازم وحاسم ومتواضع جدا، وهذه صفات من الصعب أن تجتمع فى شخص، ونحن فى النهاية نسير ونجرى، فى الطريق، وأحب دائما أن يجرى من يعمل معى بنفس السرعة، حتى يكتمل فريق العمل.