الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أكتوبر الجديد وعودة النخب التقليدية

أكتوبر الجديد  وعودة النخب التقليدية
أكتوبر الجديد وعودة النخب التقليدية




د.حسام عطا يكتب:

عن أكتوبر وعلاقته بالفن والثقافة أود أن نتجاوز هذا العام ملاحظات متكررة عن غياب عمل فنى كبير يليق بالانتصار العظيم ليحل محنة الانفصال بين المثقفين والفنانين المصريين الوطنيين وبين النصر العبقرى والتعبير عنه والتى يعود جوهرها لاتجاه ما بعد النصر نحو الانفتاح الاقتصادى وما صاحبه من بدايات واضحة للفنون والثقافة الاستهلاكية، وهو الأمر الذى يجدد فى ذهنى العلاقة التاريخية المرتبكة بين النخب التقليدية المصرية وفى قلبها أهل الفن والثقافة بالدولة، وهى العلاقة التى جاء أوان وضعها فى اتجاهها الصحيح فمعظم من بقى خارج حدود مؤسسات الدولة من الكفاءات الوطنية هم الآن نخبة عائدة تدعم الدولة الوطنية الجديدة التى تحقق الآن استحقاقها الثالث فى خارطة الطريق عبر الانتخابات البرلمانية.
إن نهضة اليابان على سبيل المثال وهى ديمقراطية شرقية فى مجتمع تراتبى له بناء شرقى يشبهنا للغاية تمت عبر إتاحة جميع الفرحة لتمكين النخب التقليدية من العمل الجاد فى جميع المجالات وعلى رأسها التعليم والثقافة والفنون، والنخب فى مصر خاصة الثقافية تتوق الآن للعودة لدولتها الوطنية، وبادرت بدعمها فهل تمهد الدولة حقا لعلاقة جديدة، تكون مثمرة فى مجالات الثقافة والفنون على سبيل المثال بأعمال مبتكرة تؤسس لمعنى الانتصار لأطفالنا وشبابنا فى أكتوبر القادم بأفكار جديدة مبتكرة.
تضع فى تصورها أن دور الثقافة والفنون ربما يمكن أن يكون بعيدا عن السياسات العامة للدولة قليلا فى الشأن الآنى الوقتى بل وربما يتناقص معها قليلا من أجل إحداث التكامل والتناغم فى الأثر العام خاصة فى المستقبل القريب، ولذلك فقد أحسن وزير الثقافة الجديد حلمى النمنم عندما أخذ الهجوم السلفى من حزب النور عليه فى الاتجاه المعاكس معلناً تقديره للأزهر الشريف واستعداده للحوار مع من يترك الإرهاب من تيارات الإسلام السياسي، لأن دوائر الفن والثقافة هى دوائر المشتركات بين جميع فصائل الأمة وهى القادرة على استعادة انسجام كافة أفراد النسيج الوطنى المصري، وحسناً أدرك أن العمل الثقافى الجاد الحقيقى هو النور الذى يبدد ظلام الإرهاب بعيدا عن الحكى المباشر عنه، ذلك أن اللغم المتفجر فى وزارات ما بعد 30 يونيو الثقافية كان هو تجديد الخطاب الديني، وهو بحق جزء من تجديد الخطاب الثقافى العام فى مصر، ولهذا نتصور ونتمنى أن تعمل مؤسساتها الثقافية نحو استعادة كافة نخبها التقليدية المعزولة فى انتظار علاقة جديدة مع الدولة والمجتمع، فعندها سنجد فنونا جديدة للنصر وللتسامح.