السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مذاكرة الأبناء عبء جديد تحملته الزوجات ويهرب منه الأزواج

مذاكرة الأبناء عبء جديد تحملته الزوجات ويهرب منه الأزواج
مذاكرة الأبناء عبء جديد تحملته الزوجات ويهرب منه الأزواج




مذاكرة الأبناء صداع دائم فى عقول الآباء على وجه الخصوص خاصة بعد تزايد الاتهامات ضدهم من الأمهات بأنهم يلقون بهذه المسئولية تماما عليهن دون اشراف أو متابعة للابن أو البنت التى قد تلجأ فى بعض الأحيان للمذاكرة عند صديقتها وهى مشكلة أخرى فى ذات سياق مشاكل مذاكرة الأبناء.
تقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس د. منى الفرناوانى إنه إذا قصر الأبناء فى تحصيلهم الدراسى فإن الأب تقوم قيامته على الأم ويتهمها بالاهمال وعدم تحمل المسئولية بحجة ان من يتحمل مسئولية متابعة مذاكرة الأولاد والإشراف على تحصيلهم العلمى فى البيت هى الأم سواء كانت ربة بيت أو عاملة بحجة ان الأب مشغول ومتعب ومستنزف ولا وقت لديه لممارسة واجب تربوى وحيوى كهذا.
وتلفت الفرناوانى إلى أن الأمهات هن الأكثر صبرا وتحملا فى مراجعة الدروس مع الأبناء ولكن الظاهرة المتمثلة فى عزوف الآباء تماما عن مذاكرة الأبناء تعود للتصور الذى وضعه بعض الآباء لأنفسهم والمتمثل فى ان مسئوليتهم الرئيسية تتمثل فى عملهم خارج المنزل أما داخل البيت فالمسئولية الأسرية تقع على عاتق الأم حتى وان كانت امرأة عاملة، إضافة إلى ذلك فإن الزوج يعتقد ان عمل الزوجة خارج المنزل عمل استثنائى أما العمل الرئيسى فيكون داخل المنزل ومن ضمنه الجلوس مع الأولاد ومتابعة مذاكرتهم وهذا اعتقاد خاطئ على الزوجة أن تسعى لتغييره.
ومن جهته يقول أستاذ أصول التربية وعميد معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة د. سامى نصار ان كثيرا من الأبناء أنفسهم لا يحبون مراجعة دروسهم مع الآباء لأنهم يرهبونهم فى الغالب وقد يضربونهم وحينما يخاف الطفل لا يستوعب ولا يفهم المطلوب منه لذا تتولى الأم عادة هذه المسئولية لما يعرف عنها من الصبر وطول البال ويشير نصار إلى خطورة اعتماد مذاكرة الأبناء عند الأصدقاء كطريقة أساسية لمذاكرتهم لأن فى هذا الزمان الذى انتشر فيه المفسدون يجب أن نخاف على أبنائنا من أصدقاء أو صديقات السوء ويكونوا دائما تحت أنظارنا بحيث تكون المذاكرة مع الأصدقاء فى ظروف استثنائية مرة أو اثنتين على الاكثر ويضيف نصار: للأسرة دور كبير فى دعم ومساعدة الأبناء فى مذاكرتهم ولكن يمكن أن يكون هذا الدور عكسيا لذلك يجب توفير الجو المناسب للمذاكرة بعيدا عن الضوضاء والإزعاج والضجيج وتوفير جو أسرى خال من المشاحنات والشجار والانفعالات النفسيـة وتوفير الاحتياجات الماديـة للأبناء من غذاء جيد وأدوات وغيرها وعدم إعلان حالـة الطوارئ فى المنزل مع أيام الامتحانات كمنع الدخول والخروج من المنزل والتليفزيون والزيارات أو الأنشطـة الترويحيـة مما يزيد من قلق الامتحان لدى الأبناء وينصح نصار بمساعدة الأبناء على تقسيم الوقت بين المذاكرة والراحـة والأكل والنوم والعبادة لافتا إلى أن تواجد أحد الوالدين أو كليهما مع الأبناء أثناء فترة المذاكرة مهم جدا للدعم المعنوى والمشكلة هنا فى الاعتقاد الخاطئ الذى وضعه الأب لنفسه والقائم على أساس أن أبوته لها علاقة بخارج البيت من حيث العمل وتوفير حياة كريمة لأسرته أكثر منها فى داخل البيت من حيث تمضية أكبر وقت مع أفراد أسرته ومتابعة احتياجاتهم وشئونهم المختلفة لذا على الأب أن يؤمن بأن أهم اللحظات هى تلك التى يقضيها مع أبنائه فى تتبع أحوالهم والاطلاع على مشكلاتهم ومتابعة مذاكرتهم.
فيما تؤكد أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة د. ندى الخولى ان الطفل يشعر بالزهو عندما يرى والده يهتم بأدائه بالمدرسة ويتابع واجباته خصوصا إذا مارس معه سياسة الثواب والعقاب ولكن الطفل إذا لم يجد سوى أمه لهذه المهمة فإنه حتما سيستغل عواطفها ويتهرب من المذاكرة بحجج تنطلى على الأم وتشدد الخولى على ضرورة ان يكون الأب له دور فى هذا الجانب التربوى فالابن يحتاج إلى ان يشعر باهتمام والديه ومتابعته له والإشراف على تحصيله العلمى عن كثب وتنصح أستاذ علم النفس: على كل من الأب والأم ان يتعاونا فى هذه المسألة وفقا لخلفية كل واحد منهما العلمية فقد لا تكون الأم ملمة بكل شيء ومن الصعب ان نتخيل ان كل الأمهات متعلمات بالقدر الذى يمكنهن من متابعة المناهج الدراسية المختلفة لأبنائهن خاصة إذا كانوا فى مراحل مختلفة وهنا تبرز أهمية مشاركة الأب الذى يسد النقص أو يغطى الجوانب التى تعجز عن تغطيتها الأم.