الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الموبايل وراء الجمود الزوجى وحالات الطلاق

الموبايل وراء الجمود الزوجى وحالات الطلاق
الموبايل وراء الجمود الزوجى وحالات الطلاق




كتبت - علياء أبوشهبة
نمط الحياة المزدحم والسريع والسعى وراء لقمة العيش كلها أمور أصبحت تفرض نمطا مختلفا للعلاقات الإنسانية سواء الزوجية أو الأسرية، يرى البعض أنه أدخل الجمود لهذه العلاقة التى من المفترض أن تتسم بالتراحم والمحبة.
الموبايل بداية الجفاء
تحدثت فاطمة عبدالدايم، مدرسة، عن أن نمط علاقة الموبايل كان من الأسباب الرئيسية التى دفعتها بشدة لطلب الطلاق وقالت: لم أتزوج لكى أستخدم الموبايل طوال اليوم للتواصل مع زوجى مهما كانت انشغالاته، ويجب أن أكون أهم ما فى حياته وهو ما أفتقده، فوقت فراغه إن وجد كان ما بين أصدقائه ولعب البلاى استيشن لذلك لم أجد بديلا عن الانفصال.
بينما تفضل بيسان العليمي، ربة منزل، أن ترضى بالأمر الواقع، لأن ظروف عمل زوجها تتطلب التواجد خارج المنزل طوال اليوم ليعود قبل الفجر بساعة فى أفضل الأحوال، وبالتالى يصبح الموبايل هو البديل الوحيد، لتبقى على تواصل معه، وليشاركها فى تربية ابنيهما على أن يتم تعويض ذلك فى إجازة نهاية الأسبوع، وإن كانت تشعر بمشكلة كبيرة فى السيطرة على ابنها الأكبر الذى بدأ مرحلة المراهقة، وبدأت معه المتاعب، لأنها ترى أن دور الأب أهم فى هذه المرحلة.
ولم تستمع مرفت الطحان، ربة منزل، إلى نصيحة والدتها التى قالت أن «البعيد عن العين بعيد عن القلب» ووافقت على الزواج من عريس مناسب، لكنه يسافر طوال العام للعمل فى إحدى الدول العربية، وتظل اتصالات الموبايل هى الرابط الوحيد بينهما، وتقول مرفت : «أشعر بأنى متزوجة على الورق فقط، ولذلك وضعت زوجى أمام اختيارين إما أن يوفق أوضاعه لكى أتمكن من المعيشة معه أو الطلاق. فيما تلجأ نرمين علام، موظفة فى إحدى شركات البترول، إلى التغلب على غياب زوجها الدائم بتكوين عدة صداقات مع زملائها بالعمل وفى النادى كما تشارك بالعديد من الأنشطة الاجتماعية وترى أن ذلك أفضل الحلول حتى لا تصبح عبئا على زوجها بعد أن كادت الخلافات بينهما تصل إلى طريق مسدود.
خطورة غياب الزوج
ويعلق على الأمر د.على أبوليلة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قائلا: «أصبحت حياتنا مزدحمة بشدة فلم تعد الأسرة تجد مجالا للتلاقى والتواصل مثلما كانت من قبل، وقد أتاحت التكنولوجيا الحديثة الفرصة للتواصل، وهنا يحذر أبوليلة من زيادة الاعتماد على هذه الوسيلة فلابد من تعويض فترة الغياب فى نهاية الأسبوع حتى لا يحدث جفاء يؤدى إلى نهاية العلاقة.
ويحذر أبوليلة طرفى العلاقة من الاتجاه للاعتماد على بديل لتلبية رغباتهما الطبيعية البسيطة مثل الحكى والفضفضة فلا يمكن الاعتماد على صديق أو زميل فهذا هو بداية تدمير العلاقة، كما يحذر أيضا من المبالغة فى الطموحات والتطلعات المادية والتى تدفع بالزوج لقضاء وقت أطول خارج منزله لكى يتمكن من تلبية هذه الطموحات.
الإتيكيت هو كلمة السر وراء عودة الحياة الزوجية إلى المودة المفترضة، حيث يقول د. سيد حسن السيد، خبير الإتيكيت الدولى إنه إذا كانت كلمة صداقة فى المعاجم اللغوية تعنى المودة والمحبة فإن كل زوجين يجب أن تربطهما علاقة صداقة وهذا هو جوهر ما نادت به الأديان، وذلك حتى ينعم الزوجان بحياة مستقرة وسعيدة، إلا أن الصداقة لها قواعد وأصول يجب على كل زوجين اتباعها.
وحذر حسن من المتغيرات الحديثة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى والتى أصبحت جزءا أساسيا من اليوم يستهلك وقتا طويلا ما أدى إلى فقدان التواصل المباشر بين الأزواج وتبادل الآراء والبوح بالأسرار والفضفضة وأخذ المشورة والمشاركة والنصح والإرشاد.
يكمل قائلا: العلاقة الزوجية تقوم على الرحمة ولكن نتيجة ما يتعرض له الزوجان من متغيرات وضغوط الحياة اليومية وظروف مختلفة مثل المرض أو تقدم العمر، وهذه المتغيرات تسبب أحيانا التقصير فى أداء بعض الواجبات أو تحول دون الحصول على جميع الحقوق الزوجية، وهو الأمر الذى يتطلب الاجتهاد من الزوجين لتخطى هذه العقبات حتى لا تفسد الحياة الزوجية.
ويؤكد ضرورة التماس الأعذار وأن تكون الصداقة فى السراء والضراء ويجب التماس الأعذار وحفظ الأسرار وعدم البوح بها وقبول اعتذار الطرف الآخر.