الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزهريون للعائدين من الحج: احذروا فخ المعاصى للحفاظ على ثواب حجكم

أزهريون للعائدين من الحج: احذروا فخ المعاصى للحفاظ على ثواب حجكم
أزهريون للعائدين من الحج: احذروا فخ المعاصى للحفاظ على ثواب حجكم




كتب - عمر حسن

اكثر من خمسة ملايين حاج يتوجهون سنويا إلى حج بيت الله الحرام يصعدون على عرفات وتتنزل عليهم الرحمات ويعودون من الحج كيوم ولدتهم أمهاتهم بلا ذنب ولا معاص ، ولكن يبقى سؤال فى أذهان الكثيرين ماذا لو وقع الحاج فى المعصية؟ وهل ذلك ينتقص من ثواب حجه؟ وهل الوقوع فى المعاصى فى الحج دليل على عدم قبوله ؟ أسئلة كثيرة حاولنا الاجابة عنها من خلال علماء الأزهر الشريف.
ففى البداية يوضح الشيخ حسين خضر وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن الموضوع فى البداية يتعلق بنية الحاج أثناء أدائه للفريضة فهى التى ستحدد ما إذا كان سيعاود ارتكاب الذنب من عدمه، فالمؤشرات الطبيعية تقول إن من حج بنية صافية لوجه الله بعيداً عن التباهي، وبمال حلال ثبتت فيه سلامة القلب من أى شىء بغيض صعب أن يعود للذنب، خاصة بأن كان ذنبًا يستحق التوبة أو كبيرة من الكبائر قائلا: «فى بعض الناس بتروح للشهرة لكى يقال عليه حاج ويرجع يتكلم مع أهله واقاربه عن الخدمة هناك ومظاهر الترف.. ما شفت حد سافر الحج ورجع اتكلم عن صميم الروحانيات وجلس وسط عيلته يعطيهم عبرة ويكون لهم خير داعية لأداء الحج»، متابعا: «لو وصل الإنسان لهذه الحالة من النقاء مع نفسه أثناء أداء الفريضة ما اقترف ذنبا بعد ذلك».
وأكد خضر أن الإنسان لن يكون كاملاً بعد حجه، ولكن التوبة الخالصة لوجه الله تُنسى الحفظة ذنوبه وكذلك تنسيها لجوارحه من الأرض على أمل أن يلقى الله وليس عليه شائب، ولكن الله فتح باب الأمل حتى لو اقترف ذنب خطأ فالآية أعطت لمن هم أكثر منه ارتكابا للمعاصى أملاً فى قوله تعالى: «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم».
فيما  يوضح  الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق فضل أداء تلك الفريضة على صاحبها ليُظهر مدى فداحة الذنب بعد العودة من الحج، فالحج يمحو الذنوب والخطايا ويجعل صفحة المؤمن بيضاء، الأمر الذى يتحتم عليه الإمساك على نفسه من أى ذنب فى المستقبل، مستشهداً بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
ولفت عاشور إلى أن الحاج تسقط عنه جميع الذنوب المتعلقة بعلاقته مع ربه وليست الخطايا المتعلقة بحقوق العباد، فهذه الذنوب لا تسقط إلا بالإبراء وتظل معلقة فى رقبة صاحبها إلى أن يؤديها أو يعفو عنها صاحبها، داعياً جميع الحجاج فى السنوات القادمة إلى الانتباه لذلك الأمر، حيث يتحتم عليهم تصفية جميع مديونياتهم المادية والمعنوية من اختصام أو خلافه.
وشدّد عاشور على أن سلوك الحاج بعد عودته إلى أهله سيكون بمثابة قدوة لغيره من الناس ومحط أنظار المحيطين، فإن عاد إلى سابق عهده فهو بذلك يسىء للحج ويعكس صورة سيئة لن يربطها الناس بسلوكه الشخصي، أما اذا عكس صورة ايجابية فسيكون بذلك دافعا إلى غيره كى يؤدوا الفريضة إن استطاعوا إلى ذلك سبيل، لافتًا إلى أن الموت ربما يدق باب من عاد من الحج وصفحته ناصعة فيلقى ربه وهو فى أبهى صورة، أم إذا عاد لذنبه وجاءه الأجل فسوف يكون ذلك الخسران المبين، ثم قال : «اعتقد أن ذلك خير رادع لكل حاج تائب يوزه شيطانه».
بينما يذكر الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر سابقاً، أن العائد فى توبته كالمستهزئ بربه، فكيف لشخص نوى التوبة والندم والعزوف عن كل ذنب خاصة اذا كان قد حج ووقف على جبل عرفات، أن يعود لذنوبه الى تعهد أمام الله على أن يهجرها؟، مشيراً إلى قول أهل السنة بأن العودة إلى الذنب أقبح من فعل الذنب نفسه 70 مرة.
ويوضح الأطرش: «إذا نوى الحاج التوبة أثناء أدائه المناسك وكان فى نيته ألا يعود للذنب حقاُ ثم عاد بعدها فعليه أن يتوب مرة أخرى توبة نصوح ويقبلها الله منه بإذن الله، أما من تاب وفى نيته أن يعود مرة اخرى ولو بشكل باطن فهو كما قلت كالمستهزئ بربه وعذابه عند الله شديد».
ويختتم الأطرش مشدداً على جزئية متعلقة بتوفية النذور التى يتهاتف الناس على الوعد بإخرجها أثناء تضرعهم إلى الله ، فهى واجبة على كل من نذر بها ما دام فى استطاعته ذلك، أما إذا لم يكن فى استطاعته ذلك بعد أن لبى الله دعوته وحقق أمنيته فهنا عليه أن يخرج كفارة، وكما قال (ص): «من نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين ومن نذر نذرا أطاقه فليف به «،كذلك نذور الطاعة وعدم الرجوع للذنب، فكما قال الرسول (ص): «من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه، ومن نذر أن يعصى الله تعالى فلا يعصه».