الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جنون الأسعار يدهس «ساندويتش المدرسة».. ويضع « ست البيت» فى مأزق

جنون الأسعار يدهس «ساندويتش المدرسة».. ويضع « ست البيت» فى مأزق
جنون الأسعار يدهس «ساندويتش المدرسة».. ويضع « ست البيت» فى مأزق




تحول ساندويتش المدرسة إلى صداع دائم أصاب معظم الأسر وميزانيتها وزاد الطين بلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية ورغيف الفينو وقيام المخابز بتقليص حجمه ليتحول إلى صابع بقسماط لا يثمن ولا يغنى من جوع. وفى الماضى، كان الطالب يعتمد على الوجبة المدرسية كوجبة رئيسية فى نظامه الغذائى، وأشارت الدراسات إلى أهمية تلك الوجبة فى رفع معدل تحصيله الدراسى، ورغم أن ميزانية التغذية المدرسية تبلغ 8 مليارات جنيه إلا أن هناك مشكلات تواجه تلك الوجبة فى الوقت الحالى من بينها قلة التمويل وتقاعس رجال الأعمال والمنظمات الأهلية عن المشاركة.

كما أن الوجبة المدرسية الحالية غير جذابة ونمطية غير متنوعة، وغير مناسبة للأعمار المختلفة فى تلبية الاحتياجات الغذائية، كما أن ارتفاع حالات التسمم، نتيجة لغياب الرقابة أدى إلى خوف أولياء الأمور من الوجبة المدرسية.
ويشدد خبراء التغذية على أهمية ساندويتش المدرسة بالنسبة للطفل والأسرة تصرخ من الغلاء الذى قد يعجزها عن توفير الحد الأدنى لسد رمق أطفالها وبين أولئك وهؤلاء يقع الأبناء فى المنطقة الأكثر خطورة حيث يتهددهم الحرمان من ساندويتش المدرسة.
تشعر ولاء عبد العاطى «موظفة» بأن ساندويتش المدرسة أصبح مشكلة تطاردها وتهدد ميزانية أسرتها بالخلل بعد ارتفاع الأسعار بشكل جنونى حتى إن رغيف الفينو وإن كان بنفس سعره إلا أنه تم تقليص حجمه وأصبح يشبه صباع البقسماط وهو ما يعنى مضاعفة عدد الساندويتشات لأبنائها الثلاثة، ولا ترى ولاء مشكلة فى حشو الساندويتش فهو غالبا عبارة عن جبنة بأنواعها المختلفة أو المربى والحلاوة أو البيض واللنشون ورغم ارتفاع أسعار هذه السلع تتفنن فى توزيعها باعتبارها مكسبات طعم ويبقى الرغيف هو الأساس.
وفى ظل الغلاء الذى يطاردنا كل يوم أصبح من الضرورى وضع ميزانية خاصة لساندويتش المدرسة فنحن الكبار قد نتحمل هذا الغلاء لكن لا يمكن الاستغناء عن ساندويتش المدرسة لأبنائنا الذى تفوق أهميته الكتاب والأدوات المدرسية لأن بدون هذا الساندويتش لن يقوى الطفل أصلا على متابعة دروسه، وإذا كانت «منى أبو الخير - ربة منزل» فكرت فى أن تعطى أطفالها الثلاثة مصروفا إضافيا لشراء فطائر أو معجنات قبل الذهاب للمدرسة لتجنب نفقات الساندويتش البيتى لكنها تراجعت خوفا عليهم وقررت وضع ميزانية خاصة بهذا الساندويتش، فإن منال فؤاد «خياطة» قررت إسقاط ساندويتش المدرسة من حسابات مصروف البيت بعد حالة الارتفاع الجنونى فى أسعار مكوناته واستبدلت ذلك بزيادة المصروف لطفليها فهناك محلات الكشرى التى تبيع الكيس بجنيه أو عربات السجق والكبدة والحواوشي.. وربنا هو الحافظ!
وتتمثل أزمة ساندويتش المدرسة كما يرى طارق مسعد «محاسب قانوني» فى عدم وجود بديل آمن من النواحى الصحية والغذائية بعيدا عن الوجبات الفاسدة أو منتهية الصلاحية أو الفاست فود أو الوجبات السريعة غير الصحية والمكلفة جدا فى الوقت نفسه حتى ساندويتشات الفول والطعمية ارتفع سعرها.. باختصار أصبح الساندويتش مصدرا للإجهاد العصبى والمادى والنفسى للأسرة بكاملها.
ويؤكد كثير من أولياء الأمور ضرورة تدخل الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى لحل أزمة ساندويتش المدرسة إما بدعمه بشكل مباشر أو تعميم الوجبة المدرسية على جميع المدارس بشرط ضمان جودتها الصحية.
الدكتور عبد الهادى عباس استشارى التغذية أكد ضرورة احتواء الساندويتش المدرسى على ثلاث مجموعات رئيسية الأولى هى أطعمة البناء وتتمثل فى عناصر البروتينات الحيوانية أو النباتية مثل اللحوم والجبن والألبان والفول والبقول، والمجموعة الثانية هى أطعمة المناعة وتتمثل فى الخضروات والفواكه، والمجموعة الأخيرة هى مجموعة الطاقة المتمثلة فى النشويات والدهون مثل السكر والنشا والأرز والمكرونة والزيوت والسمن وتبقى المعادلة الصعبة أمام الأسرة المصرية فى الموازنة بين هذه المجموعات الثلاث فى ظل الإمكانيات المادية للأسرة.
وأضاف إن الوجبة المدرسية لم تصل بعد للمرحلة التى يمكن أن تحل فيها محل الساندويتش الذى تقوم بإعداده ربة المنزل لأبنائها حيث توجد ازمة ثقة بين الناس والوجبة المدرسية سيئة السمعة خاصة مع وجود ثقافة خاطئة لدى معظم الناس تتضمن أنه مادامت الوجبة ببلاش فهى إما ان تكون فاسدة أو منتهية الصلاحية أو غير جيدة على أقل تقدير، وتحولت هذه الوجبة التى تدعمها الدولة بملايين الجنيهات إلى مصدر قلق وخوف لأولياء الأمور بعد أن كانت عنصر جذب لإلحاق الطفل بالمدرسة.
وتشدد د.سونيا المراسى أستاذ التغذية وعميدة كلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان سابقا أن على الأسرة والمدرسة معا دورا مشتركا فى رفع المستوى الصحى للأبناء والحد من زيادة الوزن والسمنة وانتشار الأنيميا بالابتعاد عن أكل الشارع والأطعمة السريعة التى قد تسبب الإصابة بالأورام السرطانية كما أن إعطاء الطفل مصروفا لشراء ما يريد يمثل قمة الخطورة لأنه قد يكتفى بشراء الحلوى والشيكولاتة فقط ويحرم نفسه من أهم وجبة يجب أن يبدأ بها يومه. وتؤكد أن ساندويتش الفول المصحوب ببعض الخضروات كالخيار والجرجير من المنزل أفضل كثيرا من الفاست فود والاعتماد على الوجبة المدرسية التى تحتاج إلى إعادة نظر المسئولين.