السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

95 قتيلاً فى أسوأ هجوم دموى بتاريخ تركيا

95 قتيلاً فى أسوأ هجوم دموى بتاريخ تركيا
95 قتيلاً فى أسوأ هجوم دموى بتاريخ تركيا




ترجمة ـ وسام النحراوى – وكالات الأنباء

تجمع آلاف الأشخاص فى أنقرة لتلبية دعوات بإقامة جنازات جماعية وسط إجراءات أمنية مشددة لتكريم ضحايا الهجوم الإرهابى، محملين الحكومة مسئوليته، فقد تجمهر المتظاهرون فى ساحة «سيهيه» وسط أنقرة على مقربة من موقع الاعتداء خارج محطة القطار الرئيسية فى المدينة، مطلقين هتافات مناهضة للحكومة وللرئيس رجب طيب أردوغان.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأكثر دموية فى تاريخها، حيث راح ضحيته 95 قتيلاً على الأقل و246 جريحًا خلال تظاهرة من أجل السلام فى العاصمة أنقرة، وأعلنت السلطات الرسمية فى البلاد حداد وطنى لمدة ثلاثة أيام، ولم تتبن أى جهة مسئوليتها عن الهجوم حتى الآن.
من جهته، ندد الرئيس رجب طيب أردوغان بـالهجوم ووصفه بـ«المشين» ضد الوحدة والسلام فى تركيا، متعهدا بأقوى رد ممكن، فيما أكد داود أوغلو أن لديه «أدلة قوية» على أن الاعتداء نفذه انتحاريان، مشيرا بأصابع الاتهام إلى ثلاث منظمات يمكن أن تكون نفذته وهى: «حزب العمال الكردستانى»، وتنظيم «داعش»، و«الجبهة الثورية لتحرير الشعب» اليسارية المتشددة.
دوليا وعربيا، توالت ردود الفعل المنددة بالتفجيرين الداميين اللذين وقعا قرب محطة للقطارات فى العاصمة التركية أنقرة وأوقعا 95 قتيلا، وأعرب العديد من قادة الدول والمسئولين عن وقوفهم مع تركيا حكومة وشعبا فى وجه الإرهاب، واصفين الهجوم بالوحشى والشنيع وغير الإنسانى.
فقد أدان الرئيس الأمريكى بارك أوباما -فى اتصال هاتفى مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان- التفجيرين ووصفهما بالهجومين الشنيعين.
كما أعرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس وزرائه ديميترى مدفيدف عن أسفهما جراء الهجومين الإرهابيين، واعتبرهما بوتين -فى تصريحات للتليفزيون الروسى- «محاولة تهدف إلى زعزعة الاستقرار فى تركيا الصديقة والجارة»، كما اعتبر وقوع التفجيرين قبل إجراء الانتخابات عملية استفزازية واضحة.
من جانبه، قدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون تعازيه لعائلات الضحايا والحكومة والشعب التركي، وندد الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج بشدة بالتفجيرين. كما وصف الرئيس الإيطالى سيرجو ماتاريلا تفجيرى أنقرة بالعمل الجبان. كما صدرت تنديدات مماثلة من فرنسا واليونان وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا والنمسا وأرمينيا والبوسنة ورومانيا وإيران.
عربيا أكد الملك السعودى سلمان بن عبد العزيز -خلال اتصال هاتفى أجراه مع الرئيس التركى- وقوف المملكة بجانب تركيا فى محاربة الإرهاب،
وأعربت دولة قطر عن «إدانتها واستنكارها الشديدين» للتفجيرين، وصدرت إدانات مماثلة من الكويت والإمارات والبحرين والعراق والأردن وتونس والسلطة الفلسطينية. كما دانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو) التفجيرين، وطالبت المجتمع الدولى بإدانتهما.
ومن الجدير بالذكر أن التفجيرين القويين هزا محيط محطة القطارات الرئيسية فى أنقرة حيث جاء آلاف الناشطين من كل أنحاء تركيا بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار؛ للتجمع تنديداً باستئناف النزاع بين أنقرة والمتمردين الأكراد، بالتالى اضطرت الشرطة لإطلاق عيارات نارية فى الهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحتجون على مقتل رفاق لهم على وقع هتافات «الشرطيون قتلة».
وتأتى هذه التفجيرات قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات تشريعية مبكرة دعى إليها فى الأول من نوفمبر، فيما تدور مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية ومتمردى «حزب العمال الكردستاني»، فى جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية كردية.
فى السياق نفسه، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن تجدد الصراع القديم بين الدولة التركية والأكراد سيؤدى إلى زيادة عدم الاستقرار فى المنطقة، حيث بات نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يخشى صعود نفوذ الأكراد فى المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فى أنقرة لم يستطيعوا الوصول لحساباتهم على تويتر بعد الهجمات، كما أعلنت السلطات التركية فرض رقابة على الصور التى تظهر لحظة الانفجارات أو الصور الدموية، وتلك التى تسبب شعورا بالذعر، وعادة ما تقوم السلطات التركية، التى تعد واحدة من الأسوأ فى العالم على صعيد حرية الصحافة، بغلق موقع تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعى التى ترى الحكومة أنها تقدم مضامين غير مناسبة، حسبما ذكرت الصحيفة.
فيما ذكرت صحيفة «التليجراف» البريطانية أن الهجمات تأتى كانعكاس لتورط تركيا فى الحرب فى سوريا، حيث إنه يدعم الإطاحة بنظام الأسد وسمح لجماعات المعارضة لنقل الأسلحة عبر الحدود المجاورة، وبالتالى كان له تداعياته فى الداخل.
أما فى «الجارديان» البريطانية، فقد نقلت عن حزب العمال الكردستانى أنه أمر مقاتليه بوقف العمليات فى تركيا إلا إذا واجهوا الهجوم، وذلك بعد ثلاثة أشهر من قرار الحزب إنهاء وقف لإطلاق النار دام عامين، مؤكدين حرصهم على عدم عرقلة التوصل إلى انتخابات نزيهة وعادلة فى 1 نوفمبر.