الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تقصير أطباء «الزهراء الجامعى» يقتل صيدلياً

تقصير أطباء «الزهراء الجامعى» يقتل صيدلياً
تقصير أطباء «الزهراء الجامعى» يقتل صيدلياً




كتبت ـ الشيماء طلعت

ضرب الإهمال الطبى والتسيب بجدور مستشفى الزهراء الجامعى، حيث تحول مهمته من شفاء المرضى وتضميد جروحهم إلى شبح يحصد أرواحهم حتى أصبح يرفع شعار «الداخل مفقود والخارج مولود، وسط صمت الأجهزة الرقابية ووزارة الصحة عن سوء تدنى الخدمات الطبية التى يقدمها للنزلاء والمترددين يوميا على المستشفي، وكان آخر مشاهد الإهمال هو أن تسبب الزهراء الجامعى فى وفاة الصيدلى محمد عاطف فودة، وذلك إثر قيامه بإجراء عملية جراحية لإنقاص وزنه.
التقت «روزاليوسف» عائلة الصيدلى فى قرية «دم شيت» بطنطا فى محافظة الغربية، لترصد الحياة المأساوية التى تعرض لها نجلهم قبل أن يحصد المستشفى روحه..
يقول والد الصيدلى إن نجله تخرج فى كلية الصيدلة بجامعة الأزهر عام 2015، وحصل على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكان من أوائل دفعته، منوها إلى أن الجميع يشهد له بالأخلاق والصفات الحميدة وخدمته أصدقاءه وحفظه للقرآن الكريم، ناهيك أنه يعول أسرته خاصة أنه الابن الأكبر.
ويتابع عم عاطف: بعد تخرج محمد فى كلية الطب افتتح مركزاً بمدينة نصر فى القاهرة لإعطاء كورسات فى الكيمياء العضوية لطلبه كلية الصيدلة وأصبح المركز مشهورا، وبعدها تقدم لخطبة إحدى الفتيات فتفاجأ بوالدها يقول له: «إنت لازم تخس لأن وزنك كبير» وعلى إثر ذلك قوبل طلب محمد بالرفض ما عكس بدوره عزم وإصرار الطبيب على نقص وزنه الذى كان يتجاوز الـ160 كيلو.. ويضيف والد الضحية: أثناء قيامه بتأدية صلاة المغرب فى أحد المساجد بمدينة نصر تعرف على دكتور استشارى قلب داخل المسجد، وقال له: «أنت سيب نفسك ليه خالص عشان وزنك زيادة»، ومنذ ذلك الحين اصطحبه الاستشارى إلى الدكتور سيد مصطفى، رئيس قسم الجراحة بمستشفى الزهراء الجامعى، وأصبح محمد يتردد على عيادة الطبيب الخاصة بمنطقة الظاهر واتفقا معه على إجراء عملية تخسيس بالمنظار لإنقاص وزنه 80 كيلو فى 6 أشهر مقابل 18 ألف جنيه على أن تتم الجراحة داخل غرفة عمليات المستشفى.
ويشير عاطف إلى أن نجله بدأ فى إجراء الفحوصات الطبية تمهيدا لإجراء العملية، وبعد إصدار نتائج التحاليل دخل المستشفى يوم الأربعاء وكان غير مجهز لإجراء أى عملية جراحية بسيطة، ورغم رفض نجله إجراءها داخل المستشفى أصر الطبيب بحجة متابعة حالته لحظة بلحظة خاصة أنها فى مكان عمله.. ويلفت إلى أن الكارثة أنهم وجدوا «جرحا» فى بطن نجلهم وهو ما يؤكد أن العملية تمت عن طريق الجراحة وليست المنظار، رغم أنهم لم يوقعوا على أى قرار، منوها إلى أن الممرضين نقلوا محمد من غرفة العناية المركزة إلى غرفة غير مجهزة قائلين: «إحنا خرجناه علشان أهله يخدموه»، موضحا أنهم فوجئوا بأن هناك سوائل صفراء تخرج من الروانق، لدرجة أن حرارته تجاوزت الـ41 درجة مئوية.
ويستكمل والد الضحية: وبعد أن كان يتألم ابنى من جراء العملية الباهظة التى أجريت له قال الطبيب المعالج له: نجلكم بحاجة إلى أمبول «بيثيدين»، واضطررنا إلى الذهاب لشرائه من إحدى الصيدليات الخارجية لأن  الصيدلية الخاصة بالمستشفى مغلقة، وبعد إحضار الأمبول طلب محمد أن يتناول المياه فشرب حتى ارتوى دون أى تحذير من الأطباء، حتى أصيب بصديد وتراكم السوائل السامة داخل المعدة.
ويضيف عاطف: اتصلنا على الفور بالدكتور سيد فرد قائلا: «هو أنا فاضيلكم عشان تصحونى من النوم عشان ابنكم»، لافتا إلى أن محمد دخل غرفة العمليات مرة أخرى لتركيب الروانق والرايل لسحب السوائل السامة التى ملأت معدته، والغريب هنا أن نجله خرج من غرفة العمليات بعد أكثر من 6 ساعات وجميع أعضائه متوقفة، وبدأ الأطباء فى استخدام صدمات وأكسجين لانتعاش القلب الذى توقف ولم يتسجب، مستنكرا من ترك محمد بعد وفاتة أكثر من 10 ساعات على سريره فى غرفة المرضى دون أن يدخل ثلاجة الموتى، وفوجئنا بالتقرير الطبى للوفاة يوضح أن محمد توفى نتيجة «جلطة فى الشريان الرئوى».