الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطائرات بدون طيار تغزو مجالات التنمية الاقتصادية

الطائرات بدون طيار تغزو مجالات التنمية الاقتصادية
الطائرات بدون طيار تغزو مجالات التنمية الاقتصادية




كتب - أحـمـد سـنـد

يتمثل الاستخدام الأكبر للطائرات دون طيار فى  الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم لكن مؤخرا شهد استخدامها فى  الأعمال المدنية مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب تزايدا متتاليًا  حيث تستخدم فى  المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية والتى  يجب أن تتزود بالعديد من احتياجات الطيار مثل المقصورة ، أدوات التحكم فى  الطائرة، والمتطلبات البيئية مثل الضغط والأكسجين، وأدى التخلص من كل هذه الاحتياجات إلى تخفيف وزن الطائرة وتكلفتها ، لقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكم فى  الطائرة غير معرض لأى  خطر حقيقى.

ومع زيادة ارتفاع تكاليف البنية اﻷساسية لصناعة النقل الجوى ؛طرح مهندس بريطانى  مشروعا يختلط فيه الواقع بالخيال العلمي، اذ يسعى الى إنشاء «خطوط ملاحة جوية» للطائرات بدون طيار لنقل المواد المستخدمة فى  الحالات الطارئة والمواد الثمينة الى مناطق نائية، متخذا فى  رواندا قاعدة له. وجاء فى  بيان أصدره القائمون على المشروع أنه يمكن لبعض الطائرات بدون طيار ان تنقل وحدات الدم ، ويمكن لأخرى ان تنقذ أرواح الناس فى  مقابل تكاليف زهيدة.
ووفقًا لمخطط ذلك المشروع الذى صممته شركة «فوستر + بارتنرز» والمعهد التقنى  فى  لوزان ومختبر افروتيك للتقنيات الحديثة فى  إفريقيا، سيوضع فى  الخدمة أسطول من الطائرات من دون طيار يمكن للواحدة منها ان تنقل حمولة عشرة كليوجرامات من المواد الطبية أو المواد المستخدمة فى  الحالات الطارئة، لمسافة خمسين كيلومترا، لتهبط فى  مناطق نائية يحتاج سكانها إلى المساعدات الاساسية. وبعد هذا الأسطول الاول المسمى «الخطوط الحمراء»، تطلق بحلول عام 2025 «الخطوط الزرقاء» المخصصة لأغراض تجارية، وهى  ستنقل شحنات من المواد الثمينة تصل الى مائة كيلوجرام ولمسافة مائة كيلومتر. وقال نورمان فوستر لدى اطلاق مشروعه مطلع سبتمبر «الهوة فى  إفريقيا بين النمو السكانى  والبنى الأساسية آخذ بالازدياد المتسارع». واضاف «ان النقص فى  البنى الأساسية له تأثير مباشر على امكانية تزويد بعض المناطق التى  تنقصها امور اساسية مثل الدم بالمواد الحيوية بسرعة». ومن المقرر ان تنطلق «الخطوط الحمراء» فى  عام 2016، وأن تقام ثلاث قواعد للطائرات من دون طيار فى  رواندا بحلول عام 2020، بما يتيح تغطية نصف مناطق رواندا.
ومنذ انتهاء الحرب الأهلية التى  شهدت مجازر مروعة فى  عام 1994، يشهد هذا البلد نموًا سريعًا مدفوعا بانتشار التقنيات الحديثة وعلى رأسها الهواتف المحمولة والانترنت. وهو يأمل ان يصبح فى  المدى المنظور محورا اقليميا اساسيا لرجال الأعمال والشركات المتعددة الجنسية والمستثمرين. لكن إلى الآن، ما زال الوصول الى بعض مناطقه الوعرة أمرا شاقا، ويؤمل ان تتجاوز الطائرات من دون طيار هذه العقبة بتكاليف زهيدة. ويقول فوستر «يقضى  مشروع قواعد الطائرات بدون طيار باستغلال التقدم التكنولوجى  المحقق فى  مجال هذه الطائرات المستخدمة عادة لأهداف عسكرية، بهدف انقاذ أرواح الناس فى  إفريقيا».
فبدل العمل على تطوير البنى الأساسية المكلفة، يدعو المقيمون على هذا المشروع الى الانتقال مباشرة الى التقنيات الحديثة ، ضاربين مثلا استخدام اجهزة الهاتف الذكية فى  مناطق من ليبريا تعد من الأكثر تخلفا فى  العالم كان يصعب تزويدها بشبكة هاتف ارضي. وجاء فى  بيان الشركة «كما سمحت الهواتف الذكية بالتخلى  عن مد خطوط شبكات هاتف ارضية، يمكن ايضا ان تسمح الطائرات من دون طيار بتخطى  العقبات الجغرافية مثل الجبال والبحيرات والانهار، الحائلة دون القدرة على انشاء بنى أساسية كبيرة». ويؤكد جوناثان ليدغارد مدير شركة افروتيك على موقعها الالكترونى  ان استخدام الاجهزة الطائرة القادرة على نقل المواد بسرعة وبكلفة زهيدة قد يكون الحل الامثل فى  «كوكب مكتظ بالسكان ومحدود الموارد». ويقول «يجب التفكير بشكل جيد بهذه الطائرات وقواعدها لتكون قوية ورخيصة ، حتى يتاح استعمالها من الجماعات الأكثر فقرا، والأكثر حاجة لها». ويضيف إن هذا المشروع «يحاول أن يحقق ذلك، من أجل تحسين الظروف الصحية، وتحقيق النمو الاقتصادى  فى  إفريقيا».