السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشاكل غرف النوم تحتل برامج «التوك شو»

مشاكل غرف النوم تحتل برامج «التوك شو»
مشاكل غرف النوم تحتل برامج «التوك شو»




كتبت - مريم الشريف


اصبحت القضايا الجنسية تحتل مساحة كبيرة من برامج التوك شو اليومية، كبرنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا» على شاشة قناة cbc وبرنامج «عسل أبيض» على قناة Ten و«صبايا الخير» والذى عرض فى إحدى حلقاته بعض اطباء بئر السلم الذين يقومون بإجراء عمليات اجهاض وغيرها من العمليات الشائنة للفتيات غير المتزوجات، وبرنامج «نفسنة» على قناة القاهرة والناس، والذى اثارت حلقاته الأولى جدلاً واسعًا بعد تصريحات مقدمته الفنانة انتصار، بالاضافة إلى العديد من البرامج الأخرى التى اصبحت هذه القضايا شغلها الشاغل، مع تزايد الألفاظ الخادشة للحياء اثناء مناقشة هذه الموضوعات مع ضيوف البرنامج وفى الغالب يكونون متخصصين كأطباء امراض نساء واستشاريى العلاقات الاسرية والزوجية، فضلا عن الاطباء النفسيين الذين يشاركون فى مناقشة هذه القضايا، بعدما كانت مناقشتها لا تتعدى حدود غرفة النوم.
ومن المثير للانتباه كمية المداخلات الهاتفية التى تتلقاها هذه البرامج بمجرد طرح اى قضية خاصة بالجنس، وما تضمنه هذه المداخلات من الفاظ جريئة وخادشة للغاية، وهو ما جعل الكثير يشعر بأن المجتمع المصرى تغير بشكل كبير بعدما كان هذا الكلام لا يكون محل مناقشة داخل الاسرة الواحدة اصبح على الملأ، وكما ناقشه الزعيم عادل إمام خلال فيلمه «التجربة الدنماركية» حينما أكد للشخصية التى جسدتها الفنانة نيكول سابا بعدما طلبت منه أن يترك ابناءه يتعرفون على الجنس، قائلا لها: «كلنا اتجوزنا ومكناش نعرف حاجة».
ومن جانبه قال الإعلامى ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار السابق إن هناك أربع نقاط تسببت فى هذا الامر أولا أصبح الإعلان يسيطر على الإعلام، حيث إن الوكالات الإعلانية المسئول عن تحديد المحتوى البرامجى، كما أن البرامج تعتقد  أن هذه المناقشات الجريئة من الاسفاف والخروج عن قيم المجتمع وموروثه الأخلاقى ستجلب إعلانات اكثر.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» إن ثانى نقطة تتمثل فى أن هناك تداخلاً ما بين الإدارة والسياسة التحريرية لكل قناة، بمعنى أن المالك اصبح من يحدد الذى يذاع ولا يذاع، رغم أنه المفترض مهنيا أن مالك القناة شىء والإدارة التى تحدد السياسة التحريرية للقناة والتى تتحمل المسئولية امام مجلس إدارة القناة شىء آخر.
وأشار إلى أن ثالث أمر هو تأخير انشاء المجلس الاعلى للصحافة والإعلام ساهم فى زيادة حالة الفوضى والتخبط الاعلامى، اما الرابع هو عدم وجود نقابة مهنية للإعلام مثل نقابة الصحفيين التى طالب بوجودها حيث ستؤدى إلى نوع من ضبط الاداء الاعلامى، وعدم وجود ضوابط  يجعل الإعلامى يخرج يقول اى شىء دون محاسبة أو عقاب، فتحدث الانتهاكات، وإذا لم تستح فافعل ماشئت.
ناهيا حديثه بانه إذا تم تفعيل الاربع النقاط السابق ذكرها سنتجنب زيادة الفوضى الاعلامية الموجودة حاليا، موضحًا أنه يعتقد أن ما يحدث من انتهاكات سوف يزيد خلال الفترة المقبلة إذا تأخرنا فى تنفيذ هذة النقاط الأربع.
ومن جانبها اكدت الاعلامية دعاء فاروق أن السبب الرئيسى فى تزايد مناقشة هذه الموضوعات الجريئة يعود إلى زيادة عدد البرامج والمنافسة بينها، والكل يريد الاستحواذ على اكبر نسبة مشاهدة ممكنة.
واضافت إن زيادة نسب المشاهدة الجماهيرية لم تعد تأتى بمناقشة الموضوعات التقليدية، وبالتالى الكل يبحث عن تناول الموضوعات التى تتصف بـ«الفرقعة» الإعلامية وبالتالى زاد تناول الموضوعات المثيرة كالقضايا الجنسية وقضايا الدجل والشعوذة.
وطالبت الاسر بالانتباه إلى ابنائهم جيدا، خاصة لأنهم يكونون ضحية لمشاهدة مثل هذه الموضوعات التى تناقش على الملأ، أى أن يبعدوا أبناءهم عن مشاهدة هذه البرامج التى يتضح توجهها من البداية بكونها تتطرق لمناقشة مثل هذه القضايا، وإذا لم يفعلوا ذلك لا يلومون الإعلام فيما بعد، لأن هذا واجبهم.
واشارت إلى انه من الممكن أن يتم تناول هذة الموضوعات فى الإعلام مع مراعاة عدم خدش الحياء بألفاظ رديئة اثناء التحدث فيها،  حيث انه يمكن التحدث فى موضوع جرىء كالعلاقة الزوجية وغيره ولكن بطريقة محترمة، وفى نفس الوقت يمكن مناقشة موضوع عادى ولكن دون وجود الفاظ سيئة وهذا يحدث كثيرا كالتحدث فى بعض القضايا السياسية مثلا، موضحة أنه لابد من تواجد ميثاق الشرف الإعلامى والذى لا ترى له وجود فى الواقع حتى الآن فى ظل الفوضى الاعلامية التى تكبر وكادت تصير كـكرة الثلج.