دراسة: غسل الصحون يعالج التوتر والاكتئاب

كتبت - هاجر كمال
يعانى عدد كبير من النساء من عبء الأعمال المنزلية ويسبب لهم الأمر ضغوط نفسية على مدار اليوم خاصة إذا كانت المرأة عاملة وتقضى نصف ساعات  اليوم فى العمل وتستكمل الجزء المتبقى فى الأعمال المنزلية، ولعل أكثر ما يزعج النساء على مدار اليوم هو غسل الصحون لأنه يتكرر بشكل دورى ومستمر على عكس الأعمال المنزلية الأخرى التى قد يكون معظمها أسبوعيًا، ولهذا قام عدد من الباحثين الأمريكيين بدراسة تأثير غسل الصحون على الجانب العقلى للنساء، وجاءت نتائج الدراسة مبهرة وإيجابية.
وأكدت الدراسة أن غسل الصحون قد تساعد فى تقليل شعورك بالإجهاد، فإذا كان النظر إلى الأطباق المتراكمة فى حوض المطبخ بعد يوم طويل يسبب لك الصداع فخذ نفسا عميقا وإبدأ فى ممارسة غسل الصحون،  حيث تبشرك أحدث الأبحاث أن غسل الأطباق مع التركيز الكامل يمنحك تهدئة للعقل وتقلل الإجهاد.
والفعل أكد عدد كبير من النساء على صدق الدراسة وصحتها من خلال التطبيق العملى عند التعرض للضغوط اليومية وإنهن بمجرد شعورهن بضغط عصبى يقمن بغسل الأطباق حتى إن لم يجدن صحونًا فإنهن يمارسن أى أنشطة داخل المطبخ تتعلق باستخدام المياه، وذلك لأن المياه تقلل من حدة التوتر وتساعد على الاسترخاء والتفكير بشكل أهدى.
وقد علقت د.صافيناز عبدالسلام، أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس، على الدراسة قائلة: إن فكرة الدراسة تعتمد على انشغال المرأة فى عملية غسل الصحون والتخلص من عبء يومى قد يشغل جانبًا من تفكيرها على مدار برنامجها اليومى وبالفعل بمجرد ان تقوم بإنجازه تشعر بالراحة والاسترخاء على عكس المتعارف عليه إنها قد تكون منهكة، خاصة أن هناك دراسة أجريت مؤخرا تؤكد ان غسل اليدين باستمرار يمنع الإصابة بالاكتئاب، وعليه فإن عملية غسل الصحون تعتبر ضمن الأسباب التى تحمى النساء من الإصابة بالاكتئاب، مشيرة  إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على النساء وإنما يشمل  الرجال أيضا، فالرجل الذى يساهم فى عملية تنظيف الأطباق خلال العطلة الأسبوعية تتغير حالته النفسية للأفضل.
وكانت الدراسة قد أثبتت أن غسل الصحون يمكن استخدامه كممارسة تأملية غير رسمية تعزز حالة إيجابية لدى الذهن وهى طريقة تأملية تعتمد على تركيز الاهتمام على العواطف والأفكار للحظة الحاضرة ولهذا لا يجب النظر للصحن على انه عبء روتينى يدخل ضمن الأعباء المنزلية الأخرى ولابد من ممارسته بشكل يومى.
ومن جانبه قال أحد معدى الدراسة، آدم هانلى من جامعة «فلوريدا» الأمريكية: كنت مهتما بشكل خاص بالكيفية التى يمكن أن تستخدم فيها الأنشطة الدنيوية فى الحياة لتعزيز حالة التأمل وبالتالى الشعور العام بالصحة والعافية، وأضاف إن الانهماك فى غسيل الصحون يساعد على تعزيز الوعى والانتباه ، فضلا عن إعطاء شعور إيجابى عن النفس وعن البيئة المحيطة ويدرك هذا بشكل أوضح الاشخاص الانفعالون حيث يجدونانفسهم فى حالة استرخاء كاملة بمجرد القيام بغسل الصحون أو بمجرد التعرض للمياه بشكل عام.
وقد أجرى الباحثون أبحاثهم على أكثر من 51 طالبا، حيث وجدوا أن غسل الصحون والشعور بدفء الماء والصابون قد ساهم بصورة كبيرة بلغت 27% فى الحد من شعورهم بالعصبية، وزيادة إلهامهم العقلى بنسبة بلغت 25%، الأمر الذى يحفز الأمهات على دفع أبنائهم للقيام بجزء من الأعمال المنزلية خلال فتره الدراسة.