الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البلاغات سبوبة للشهرة وإثارة البلبلة..أم تصحيح إجبارى للمسار؟

البلاغات سبوبة للشهرة وإثارة البلبلة..أم تصحيح إجبارى للمسار؟
البلاغات سبوبة للشهرة وإثارة البلبلة..أم تصحيح إجبارى للمسار؟




تحقيق-  محمد خضير

مع تصاعد الأزمات والتجاوزات فى بعض البرامج التليفزيونية بالقنوات الفضائية ومع اقدام عدد من الشخصيات سواء محامين أو حقوقيين على التقدم ببلاغات ورفع قضايا على اعلاميين وفنانين أو شخصيات عامة بالمجتمع مثل البلاغ ضد احمد السبكى لسب وائل الابراشى على الهواء، وكذلك تقدمه ببلاغ ضد دكتورة بالطب التكميلى واستشارى العلاقات الاسرية بعد مشادتها مع الاعلامية ايمان عز الدين مقدمة برنامج مفتاح الحياة لعدم حصولها على الماجستير او الدكتوراة وان شهادة الدكتوراه التى حصلت عليها فى جامعة كول بالمانيا، اتضحت انها ليس لها وجود وغيرها الكثير من البلاغات التى تثير الجدل فى الاوساط الاعلامية،  وعلى الرغم من الحق فى تقديم بعضها الا انه مع تزايدها بشكل ملحوظ نطرح تساؤلًا هل البعض يُقدم على تقديمها بغرض الشهرة ام لتصحيح المسار ودق ناقوس الخطر؟  
ارجع خبراء اعلام تقديم العديد من البلاغات والقضايا التى ترفع للقضاء سواء من شخصيات عامة او محامين أو غيرهم، ضد مشاهير من الاعلاميين أو الفنانين ومقدمى برامج  تليفزيونية وشخصيات عامة هى ظاهرة تحتمل حدوثها يهدف بعضها الى تحقيق الشهرة او اثارة البلبلة او جلب مكاسب شخصية ودعاية واعلان من خلال اثارة الجدل والتأثير على توجهات الرأى العام، وبعضها يكون بهدف احقاق الحق ولتصحيح مسار الامور فى مسارها الحقيقى ،ولعدم تجاوز او تعدى اى احد على احد او محاولة تزييف الحقيقة او تضليل الرأى العام.
وأكدوا ان الجمهور اصبح الآن لديه وعى بين ما يثار من قضايا او تصعيد لاى من الازمات التى تعرض بالبرامج التليفزيونية وخاصة بالفضائيات، ولديه القدرة على التمييز والتوجه نحو ما يقدم من حقيقة ومصداقية دون الالتفات الى من يقدم اساءة او يبحث عن شو وتحقيق شهرة  من وراء القضايا والبلاغات التى يتم تناقلها عبر الصحف والقنوات، مشددين على ان الجهات المعنية تستطيع ان تتحرى وتتحقق من ما يقدم لها من بلاغات سواء كانت وهمية وغير موضوعية وتميز بينها وبين ما هو حقيقى ومسبب وله دليل وواقع وأثر واضح للجميع، وكذلك قدرة الاعلاميين على التزامهم بالضمير المهنى والاخلاقى وتمييز الرأى العام للحقيقى من ما يقدم وغير الحقيقى هو ما يساهم فى القضاء على هذه الظواهر وبمنع التجاوز المتزايد فى الاعلام.
فى البداية أكد الدكتور محمود علم الدين، الخبير الإعلامى والوكيل السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة ان البلاغات التى تقدم بشكل كبير تعكس حالة الفوضى التى يمر بها الوسط الاعلامى الآن، وخاصة ما يقدم بالاعلام الخاص والقنوات الفضائية من خلال نوعية القضايا المثارة ونوعية الضيوف بالاضافة الى نوعية بعض مقدمى البرامج، الذين يتم اختيارهم لاسباب تتعرض بالنجومية والشهرة.
واشار الى ان بعض الاعلاميين  اوالقائمين على القنوات يعملون على طرح قضايا واستضافة شخصيات معينة تثير للجدل، كذلك اختيار فنانين او لاعبى ومحللى كرة قدم لتقديم برامج بعضهم غير مؤهلين لتقديم عمل اعلامى وغير مستوعبين للقيم والجوانب المهنية وما يقال وما لا يقال بالتليفزيون وبالتالى يتصورون انهم يظهرون لانهم مشاهير او انهم نجوم، فيعتمدون على نجوميتهم ويخلطون بين العام والخاص وما يجب ان يقدم وما لا يجب ان يقدم.
واوضح: ان بعض المحامين يرون ان الرأى العام فى حاجة الى من يدافع عن القيم المجتمعية وفى حاجة الى من يدافع عن المجتمع، رغم ان المواهب المهنية فى العمل الاعلامى يحملها اعلامون يعتبرون وكلاء للرأى العام يعبرون عن افكاره، وعندما يجدون اى اختلال بها يتقدمون ببلاغات لهذا السبب من وجهة نظرهم، وبالتالى تكون نسبة 60% منها لهم حق فى تقديمها لانها يتعلق بعضها بخلافات فى الرأى وبعضها مسىء للمجتمع.
وكشف الدكتور علم الدين ان هناك خللًا فى نوعية بعض ما يقدم من بعض برامج التليفزيونية وهو خلل فى اجندتها او نوعية الضيوف وهو ما يستوجب تفعيل القوانين والضوابط التى تحدد من يعمل بالاعلام وهو المتخصص والاعلامى هو الذى يعمل والذى تنطبق عليه مواصفات المعد والمذيع ومقدم البرامج، ولكن القانون وحده لا يكفى ،لان المسألة تعتمد على جزء ابداعى وابتكارى يقوم بناء على رؤية وثقافة ومنظومة قيم المعد والمقدم وصاحب القناة فى الاساس، وهو ما يستوجب الالتزام بالرؤية الاعلامية المتكاملة التى تحكم من خلال الضمير المهنى وقيم المجتمع والمصالح القومية فى مصر خلال المرحلة الحرجة جدا.
وأكد الدكتور فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام  سابقا: ايا كان الغرض من التقديم ببلاغات ضد اعلاميين او غيرهم لا نستطيع الحكم على انه بغرض ما لاننا لن ندخل فى نوايا الناس، انما من حيث المبدأ فمن حق اى مواطن ان يرفع دعوى قضائية او بلاغًا اذا وجد اى خطأ فى المجتمع ، وفى النهاية النيابة والقضاء هما من يحسما الموضوع سواء هذا البلاغ مع الاعلامى اوضد الاعلامى، وهذا من حيث المبدأ، اما ما يلاحظ ان هناك بعض الشخصيات عندما تتخصص فى رفع القضايا والبلاغات فى الاشياء المهمة وغير المهمة لكى تلفت الرأى العام لكى تحقق سمعة او شهرة فالمفترض على وسائل الاعلام بالخبرة ان تمتنع عن اذاعة او استضافة او نشر هذا.
واشار  الى ان الشخص الجاد الذى يرفع دعوى قضائية لتحقيق الصالح العام سوف يقوم بها بغض النظر عن نشر الخبر فى الاعلام ام لا، انما من الشخص الذى يقوم بتقديم بلاغات لمجرد الشهرة ولمجرد ان الاعلام يبحث عنه ويكتب عنه ويستضيفة فمن الافضل ان الاعلام يتجاهله، وخاصة ان الاعلاميين اصبحوا يميزون هذه الشخصيات التى تسعى لتحقيق مصالح شخصية وبين من يرفع قضايا حقيقية تفيد المجتمع وتعمل للصالح العام، وبالتالى الاعلام مسئول عن مثل هذه الظاهرة، وعن مدى تبنيه للشخصيات والقضايا البناءة من عدمها من خلال الاهتمام بهم وتشجيعهم على عمل هذا من عدمه.
وقال الاعلامى تامر امين ان البلاغات التى تقدم ضد اعلاميين او لهم قد ينطبق عليها انها سبوبة او لغرض شخصى او بهدف اثارة البلبلة، وبعضها يقدم بهدف اظهار الحق لاصحابه لانه لا يستطيع احد ان يمنع احد من حقه فى التقاضى ، وهو حق مكفول للجميع يدخل فى اطارها البلاغات الحقيقية التى تبحث عن استعادة الحقوق وتدخل فى اطارها بلاغات الشهرة، وهناك بعض المحامين للأسف يبنون شهرتهم على هذه البلاغات خاصة عندما تتعلق بمشاهير المجتمع من نجوم او فنانين او اعلاميين.
واضاف امين ان بعض هذه البلاغات تكون للابتزاز وبالتالى نجدها على اختلافها وتنوعها يصعب ان نعمم عدم صحتها من عدمه، وكل صاحب بلاغ على قدر نيته او الهدف الذى يسعى لتحقيقه من تقدمه بهذه البلاغات، وهو ما يعود الى مدى تقبل الرأى العام لما يقدم وتميزه لما يطرح او يقدم من القضايا حقيقية او غير حقيقية لانه اصبح لديه من الوعى والذكاء، ويستطيع ان يميز بين البلاغات التى تقدم سواء مخالفة وبها جريمة بين البلاغات التى تقدم من أجل الشهرة او عدمها، ولدى المشاهد وعى وقدرة على الفرز.
وقال امين إن واقعة سب وائل الابراشى على الهواء  كمثال بها مخالفة ولا نلومه فى تكليف محام فى رفع قضية ضد السبكى لأن هذه مخالفة ثابتة ومسجلة بالتليفزيون على الهواء، وذلك يختلف عن تقدم محامين بلاغات بشكل واه وغير موثقة بدليل ولمجرد جذب الانتباه وجلب من ورائها شهرة وهى دائما ما تكون واضحة وظاهرة للجميع وغالبا يتم  حفظها مباشرة.