الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بلاش القرد.. دعه حـِماراً!

بلاش القرد.. دعه حـِماراً!
بلاش القرد.. دعه حـِماراً!




وليد طوغان يكتب:

ردا على مقالى: «المشايخ يريدونه حمار» تلقيت عتابا من الدكتور سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف الأسبق.
كتب أستاذنا غاضبا، لكنه آثر أن يقول لى قولا لينا. التمس الدكتور سالم العذر لداروين الذى لجأ لعقله فى بحث اصل الإنسان، لكن الدكتور سالم لم يلتمس لى عذرا لأن الله وهبنى القرآن، الذى لم يهبه لداروين، فوفر على جهدا ربما احتجته فى اشياء اخرى مفيدة، كما قال.
فى الرسالة، عدد استاذنا الدكتور سالم آيات الخلق فى القرآن. من اول: «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم..» وانتهاء بالآية: «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة...».
على رأسى كلام الدكتور سالم أستاذنا فى العلم والخلق هو، لكن فى مقالى «المشايخ يريدونه حمار» تكلمت عن فصيلة إنسانية اكتشفها الخبراء فى جنوب افريقيا، وانتهوا الى أنها كانت وسط بين «الإنسان المتكلم العاقل»، وبين إنسان اول، سار على الأرض قبل نحو 6 ملايين سنة، لا كان عاقلا ولا كان متكلما قال الخبراء إن الاكتشاف الجديد، كان فصيلة بشرية، توقعوا ان تكون وسطاً بين الإنسان الأول، وبين الإنسان الثالث، الذى نحن عليه الآن.
قالوا إن خلق الإنسان، تم فى ملايين السنين، بينما مشايخنا مصرون على أن الله خلق الكون فى ستة ايام!
تشارلز داروين من جانبه، وصل الى فارق بين الإنسان، منتصب القامة الذى يسير على قدمين، وبين كائن اولى، وجد على الارض قبل أكثر من 8 ملايين سنة، سار على قدمين، يسند حركته بيديه مثل القرود.
وكلام داروين يتفق مع الاكتشافات الحديثة، فما الذى يجب أن نفعله؟ هل نصدق ما يتمسك به المشايخ «عميانى»؟ أم نعيد تأويل النص الدينى، بما يتفق مع ما يقوله العلم الحديث؟
يبدو من رسالة الدكتور سالم عبد الجليل إنه يريدها «عميانى»، مع اننا فى حاجة الى اعادة تأويل النص الدينى بالعقل، واعادة تفسير مسلماتنا بما يتفق مع المنطق، فيما يسمى «تجديد الخطاب الدينى».
مثلا للسورى الدكتور محمد شحرور تفسير لمراحل خلق الإنسان، تتفق مع القرآن، وتتفق مع ما قاله داروين.
يقول القرآن الكريم: «هو الذى خلقك، فسواك، فعدلك». ويرى شحرور ان فى الآية دليل على مراحل خلق ثلاثة تتماشى مع الاكتشافات الحديثة.
حرف الفاء فى الآية الكريمة يعنى زمن بين كل مرحلة من مراحل التكوين وقد نفهم من الآية الكريمة إن الله خلق الإنسان اول الامر «مجرد خلق»، بلا عقل، ولا منطق، ولا قدرة على الاتصال الاجتماعى. ثم «سواك» اى جعلك اقرب الى الإنسانية. وفى هذه المرحلة، كان الإنسان يسير على رجليه، ويسند بيديه الأرض، مثل القردة، غزير الشعر مثلهم، له رأس صغير مقارنة بالجسم، حيث لم يكن العقل قد تكون على صورته الأخيرة بعد.
فى المرحلة الثالثة كما تقول الآية الكريمة: «فعدلك». أى جعلك منتصب القائمة، تسير على قدمين، متوازن الخطوة، متوازن العقل والقدرة المنطقية.
كلام الدكتور شحرور اقرب النظريات الى تأويل النص، واتفاقه مع العلوم. فلماذا غضب مشايخ المسلمين من الدكتور شحرور؟
لأن اغلب المشايخ يرفضون ان الإنسان كان فى الماضى قرداَ، بينما يريدون، فى حاضره، حمارا!