الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسامة جاد يحتفى بالتفاصيل الصغيرة فى ديوان «الجميلة سوف تأتى»

أسامة جاد يحتفى بالتفاصيل الصغيرة فى ديوان «الجميلة سوف تأتى»
أسامة جاد يحتفى بالتفاصيل الصغيرة فى ديوان «الجميلة سوف تأتى»




 كتب - إسلام أنور

 

صدر حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، طبعة جديدة لديوان «الجميلة سوف تأتى» للشاعر أسامة جاد، يضم الديوان 120 نصًا نثريًا موزعة على عدة أقسام هى «لا أعرف الأنثى ولا تعرفنى» و«عن تاريخ القبلة الأولى» و«بعض مما قاله ذئب مسن» و«على دبابة عابرة تغنى» و«مقعد حجرى فى الحديقة».
فى هذا الديوان يحتفى الشاعر والقاص أسامة جاد بالتفاصيل الصغيرة التى تقبع فى منطقة الهامش والمعتاد فى حياتنا، ويتعامل معها بشكل غير عاديّ، ويعيد صياغتها من جديد وفقا لتمرده وتحليق روحه المُحبة للناس والبيوت والتفاصيل الصغيرة والذكريات.
يمتد هذا الإحساس بالتفاصيل الصغيرة ليأخذنا فى رحلة تعيد تشكيل العالم ورسمه من جديد من خلال التباين بين الحضور والغياب هذه المنطقة الرمادية التى تبقينا معلقين دائما بين الخوف والرجاء، والشك واليقين: فى غيابكِ قد أطرِّز أغنيةً، فى خفّة الموشّح أنسجها من موجةٍ ، ناعمةٍ جدًا أطلقها، من فوهة البحر، لتضحك فى حضوركِ. فى غيابكِ أنشُل موجةً ناعمة أدفعها وترقص فى حضورك.  فى غيابكِ أنسج الموجَ وأهيئ رقصتى.. فى حضورك. فى غيابك فى حضورك. رقصتنا.
يدرك أسامة جاد أيضا أن جمال الشعر وروعته تكمن فى تركه لمساحات وفضاءات كبيرة يملؤها القارئ ويخلق من خلالها عالمه الخاص، ومن هنا حرص جاد فى معظم قصائده على فتح آفاق شاسعة للقارئ للتأمل والتساؤل والاندماج مع شاعرية كل نص ، ويظهر هذا بوضوح فى قصيدة «ظلّ برائحة القرنفل» : الظلالُ بطعمِ الطينِ، دائما.. البرودةُ التى تُثلِجُ الفؤادَ بمذاقِ الأصابِعِ ونداوَةِ العشب.. ظلُّكِ مختلِفٌ ألوانُه.. رائحتُه قرنفُل ومذاقُهُ سكَّر..كلما تَعانَقَ ظلِّى وظلُّك.. وخَطَوْنَا معًا فى أغنيةٍ عاطفية رقصَتْ ضحكاتٌ فى الحديقة.. والشارِعُ جمَّدَ الحركةَ لحظاتٍ ليستمتِعَ بالمشاهَدَةِ البطيئة.. الشارِعُ يحِبُّ ظلَّك: خِفَّتَه المتناهية.. وابتساماتِهِ الملوَّنَة.. والأغانى تحبُّه: خطواتِه الرهيفةَ فوقَ أقدامى بلا صوت.. وظلِّى يحبُّك: يتفننُ فى تكويناتِه كيما يُعجبكِ؛ فارسًا وأميرًا.. وعاشقًا يَجيء على فَرَسٍ مِن «الرومبا» ليُنقِذُ ظلَّك مِن براثنِ الشارِع.