الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماذا يريد المصريون مـن البـــــــــــرلمان؟

ماذا يريد المصريون مـن البـــــــــــرلمان؟
ماذا يريد المصريون مـن البـــــــــــرلمان؟




تحقيق وتصوير - دعاء محمد
مع فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشعب، بدأت مرحلة الصراع النيابى للحصول على مقعد تحت القبة، وبدء الحملات الإعلانية والإعلامية لكل مرشح لجذب أصوات الناخبين، ومع كثرة الوعود والشعارات تحت مسمى تنفيذ مطالب وخدمة أهل الدائرة، لجأت «روزاليوسف» للمواطنين وهم الناخبون للتعرف على مطالبهم من النواب المنتظرين، والأسباب التى تدفعهم للوقوف فى طوابير وزحام أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم.

«مفيش حاجة بتتغير، قبل الانتخابات يقعد يشرب الشاى معانا، وبعد ما يفوز يبقى عايز واسطة علشان نقابله» هكذا وصف محمد حسنين - 65سنة من المنوفية على المعاش - نواب مجلس الشعب بعد فوزهم بمقعد البرلمان، وأشار إلى أنه كان لديه طلب منذ سنوات من نائب دائرته ولكن لم ينفذ حتى الآن، ويرى أيضًا بأن عضو مجلس الشعب لا يستجيب لمطالب أهل دائرته ولا يفى بوعوده لكونه فى الأصل مرشحا وعلى علم بأنه لن يقدم شيئا لدائرته.
مصطفى السيد - بائع متجول 20 سنة من بولاق الدكرور بالجيزة - كان واقفا يلتفت يمينا ويسارا خوفا من حضور البلدية وأخذ فرشته، وأوضح مطالبه البسيطة من عضو دائرته، والتى تقتصر فى التخلص من القمامة الملقاة فى الشوارع، ومساعدة البائعين الجائلين لكى «يأكلوا عيش» حسب وصفه بتوفير محال خاصة لهم لبيع بضائعهم، مع مراعاة تخفيض الأسعار التى ترتفع يوما بعد يوم.
كريمة مبروك - بائعة متجولة41 سنة من السيدة زينب بالقاهرة - طلبت توفير لقمة العيش وتخصيص أماكن للبائعين الجائلين، وتحسين جودة التعليم بالمدارس حتى لا يجبر الطالب على أخذ دروس خصوصية، فهى لديها 4 فتيات كل منهن تأخذ دروسا خصوصية وهذا عبء كبير عليها.
أم إسلام - 59 سنة من جزيرة الوراق بالجيزة - ليس لها مطالب، لتيقنها من عدم تنفيذ أى مطلب من قبل عضو مجلس الشعب، ففى رأيها أنها تنتمى للطبقة الفقيرة فى المجتمع ووصفتها بـ«الطبقة المنسية» التى لا يفكر فيها أحد، فالنواب فى نظرها هم أشخاص يظهرون على الساحة فجأة ثم بعد الفوز بالكرسى يختفون، وتتمنى أن يكون لها معاش تعيش منه، ومسكن مناسب تعيش فيه بدلا من الغرفة الواحدة التى تسكنها مع أولادها بإيجار 200 جنيه شهريا، وليست بها أى مرافق.
أم يوسف -50 سنة وتعمل بواب عمارة بالسيدة زينب - وتسكن فى منور نفس المبنى مع عائلتها المكونة من 9 أفراد، حيث يحتضن فراش النوم «طرانش» الصرف الصحي، وكل مطالبها من النائب البرلمانى هى شقة تعيش فيها حياة كريمة مع أسرتها، وزيادة المعاش الخاص بها «300 جنيه حاليا».
سعيد رجب - مدرس بالمعاش 68 سنة من عابدين - يرى أن عضو مجلس الشعب لابد أن يتقى الله فى أهل دائرته ويرى مصالحهم، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية بين الأشخاص، ونظافة الشوارع من القمامة، مشيرا إلى قناعات الباحثين عن السلطة فى مصر فإما يريدون سلطة أو مالا، ومن وجهة نظره أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو لم يغيرا نفوس المصريين حيث ما زال الكثير منهم يميلون للطمع والاستغلال.
«مش عايزين حاجة من حد ربنا بس هو اللى بينعم علينا» بهذه الجملة أبدى رضا بوند - 40 سنة مدرس صباحا وصاحب محل بعد الظهر - نفوره من العملية الانتخابية ومن أعضاء مجلس الشعب، حيث يرى أنه لا فائدة بالسعى من وراء تقديم طلبات للمرشح لأنه بعد الفوز لا يهتم بهذه الطلبات ولا بأهل دائرته، فالعضو مستفيد من هذه العملية، لذلك يسعى وراء الانتخابات والكشف طبى وينفق الملايين من أجل حملته الإعلانية والإعلامية،و هو يعلم جيدا أن كل قرش أنفقه سوف يعود له 5 أضعاف.
عز الدين خيرى - موظف أمن 55 سنة من عابدين بالقاهرة - يرى أن عضو مجلس الشعب يقتصر عمله وواجباته على العمل التشريعى للقوانين ومراقبة السلطة فقط، فيكفى عليه عمل التشريع والمراقبة على أكمل وجه، أما تنفيذ الخدمات ومطالب المواطنين فهى من اختصاص الإدارة المحلية فهى المعنية بتنفيذها.
وقال وليد السيد - 35 سنة موظف فى 6 أكتوبر بالجيزة - إن من أهم واجبات البرلمانى هى البحث عن المطالب والاحتياجات الفعلية والأساسية للشعب، فهو صوت الشعب، ونائب عنه ويساهم فى تحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال استكمال كل نقص فى دائرته من الناحية الصحية والتعليمية والثقافية والخدمية، والحرص على لقاء أهل دائرته كل أسبوع للاستماع لمطالبهم واحتياجتهم.
وأشار مدحت محمد - 50 سنة محام من القاهرة - إلى أن كل مطالبه من نواب البرلمان هى القضاء على وجود الباعة الجائلين فى الشوارع ونقلهم لمكان مخصص لهم، لأنهم احتلوا شوارع العاصمة، وشوهوا معالمها فى المناطق والشوارع.
وأضافت حنان السعيد - مدرسة من شبرا 43 سنة - بأن دائرتها تعانى الكثير من الإهمال من حيث وسائل المواصلات وتنظيم المرور وإعادة هيئة الطرق، ومشكلة المياه المليئة بالكلور حتى يصبح لونها أبيض، مما يؤثر على الصحة العامة ويسبب الفشل الكلوي، وأشارت إلى أن جميع المواطنين غير قادرين على شراء مياه معدنية للشرب، وفى حالة المرض لا توجد مستشفيات مجهزة للعلاج، فأصبح العلاج السليم فى مصر مقتصرا على من معه الأموال، بالإضافة إلى عدم زيادة الأجور بشكل يتناسب مع زيادة الأسعار، حتى بح صوتنا من المطالبة بها.
ووصف جمال الدين يعقوب - سائق 63 سنة من قنا - أغلب أعضاء مجلس الشعب بالمتلونين فى شخصيتهم قبل الوصول إلى كرسى البرلمان وبعد الوصول، وقدرتهم على إقناع الأشخاص بأنهم زعماء شرفاء، فالصعيد ما زال يعانى من العديد من أوجه الإهمال ونقص الإمكانيات والتخصصات منذ سنوات عدة، فيكفى أن فى كل مستشفى لا يوجد سوى طبيبين فقط يعالجون فى جميع التخصصات، وهناك بيوت لم يتم توصيل المياه لها حتى الآن، فيضطر الأفراد لنقل المياة من أماكن بعيدة لتوفير مياه شرب لهم، بالإضافة إلى المدارس غير المحاطة بسور لحمايتها وغيرها، مما عزف معه الشباب من البقاء فى الوجه القبلي، لعدم توفير الإمكانيات ومقار إقامة ملائمة لهم.
وقال د. كريم عبد الرازق - أستاذ النظم السياسية بجامعة الإسكندرية - بأن عضو البرلمان يجب أن يكون لديه ثقافة، والقدرة على المساهمة فى التشريع والإلمام بالموضوعات المختلفة، ويكون على وعى بدوره وصلاحياته حتى لا يطالب بأشياء من الصعب تحقيقها، ويوضع نفسه فى مأزق، مع وضع أجندة له يدون فيها مشاكل الناس واحتياجاتهم، حتى يكون إضافة للمجلس وليس عبئا عليه، وأضاف بأنه من المهم أن يكون لديه حس سياسى وقدرة على التفاوض وتفتح وتقبل لجميع الآراء، مع الاستجابة للدورات التدريبية والورش المختلفة.
ولابد أن يكون لديه القدرة على توصيل صوته للمسئولين، وقادرا على تحديد أولويات أهل منطقته لتنفيذ أهمها فى المقدمة، حتى يحصل على رضاهم ولا يهتم بمجال على حساب الباقى وهو دوره فى رقابة الحكومة، وأشار إلى ضرورة ممارسة الشعب لحقه الانتخابى، لأنه واجب عليه تجاه بلده، وأنه فى حالة عدم مشاركته سيصدر المجلس تشريعات وستطبق رغما عنه، لذلك المشاركة فى تلك العملية فى غاية الأهمية لاختيار عضو لديه خبرة ووعى بمهامه، ولتجنب الأشخاص الذين ليس لديهم وعى سياسى بعملهم.