الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخبراء: فشل فى الأداء ودوره الأسمى تحقيق الوعى و بناء المجتمع

الخبراء: فشل فى الأداء ودوره الأسمى تحقيق الوعى و بناء المجتمع
الخبراء: فشل فى الأداء ودوره الأسمى تحقيق الوعى و بناء المجتمع




تحقيق- محمد خضير


هل انتهى عصر حشد الاعلام وتوجيه الناخبين نحو تيار ما او اتجاه ما لتحقيق دعاية ونجاح ما يحقق مصالح شخصية؟ وهل يمكن ان يكون للاعلام تأثير على مدى مشاركة المواطنين فى الانتخابات؟ وهل لم يعد الاعلام قوة استقطاب للناس وبالتالى يتحقق لدى الجميع وعى كافٍ بمستقبل مصر السياسى واختيار الافضل للصالح العام، ولا ينتظر أحدًا ان يملى عليه رأيًا او قناعة ما تصب فى مصالح شخصية او هدامة، وكان بعض الاعلاميين أدلوا بتصريحات ان حشد الاعلام للناخبين انتهي.
جريدة «روز اليوسف» عرضت الموضوع على خبراء اعلام وتعرفت على مدى تحقيق ذلك من عدمه ومدى التأثير بالسلب او بالايجاب على تحقيق وعى او عدمه لدى الناخبين فترة انعقاد الانتخابات البرلمانية، خاصة ان الاعلام استطاع فى فترات سابقة ان يكون له دور فى حشد جمهور الناخبين وتوجيهه نحو اختيار وانتخاب تيارات سياسية واحزاب صنعت كتلًا برلمانية فى مجلسى الشعب أو الشورى وانعكس ذلك سلبا على الحياة السياسية.. وتفاصيل الامر فى التحقيق التالي:
فى البداية أكد الدكتور حسن عماد مكاوى رئيس لجنة متابعة ورصد وتقويم الدعاية الإعلامية والانتخابية: إن الاعلام لم يعد يستطيع حشد احد الآن فى الانتخابات لان الساحة فى مصر اصبحت تتسع للجميع، ولا يوجد اى تيار ما يوجه للحشد له مثل الحزب الوطنى الذى كان يسيطر ويوجه الناخبين له ولا التيار الدينى الذى كان سائدًا الى فترة كبيرة، وبالتالى فالدائرة تتسع الآن الى ان يختار الجميع من يمثله دون توجيه من احد وكيفما يريد.
وقال الدكتور مكاوى: إن وعى الناس اصبح اكبر وعلى قدر كبير من التمييز ومعرفة من يعمل لصالحه او يستقطبه لاغراض شخصية، وبالتالى كلما زاد وعى الناس يقل تأثير الاعلام على الجمهور بالسلب، خاصة فى السياسة فدور الاعلام يقل عندما يزيد وعى الجمهور، خاصة ان الاعلام يمكن ان يكون له دور فى مناقشة وتوعية الجمهور بالقضايا التنموية والمشروعات القومية والخاصة بالتعليم والصحة والخدمات والقضايا الاجتماعية التى لها تأثير كبير على الناس، وبالتالى يكون للاعلام دور قوى وحقيقى فى بناء المجتمع.
وأكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام الاسبق: ان لدينا مصريين كثيرين بسطاء وهم من يكون التأثير فيهم اكثر هو الاتصال المباشر، وهو ما جعل بعض الاعلاميين يأخذون من بعض آليات الاتصال المباشر فى مخاطبتهم، ونجحوا بالتجربة ان يحشدوا هذا الجمهور معهم وبالتالى تحول حشدهم الى سلوك  مجتمعي، ونقلها بوسيلة غير مباشرة عبر التلفزيون.
وقالت: إننا لا نستطيع ان نعمم ان كل وسائل الاتصال  فقدت التوجيه او الحشد للجمهور، وبالتالى تستطيع بعض القنوات من خلال الاعلاميين ان تصل الى الناس، بان يجب اعطاء معلومات خاصة بالاجراءات الانتخابية وتوعية الجمهور باهمية المشاركة فى الانتخابات دون توجيه نحو تيار او فصيل بعينه، وبالتالى يجب ان يتم التعريف بالمرشحين فى الانتخابات بالدوائر المختلفة لكى يعرف الجهمور مرشحوه.
واضافت: إن الاعلام لم يقم بدورة الكافى والحقيقى رغم ان البعض لديه احساس ويحمله الكثير من الناس قدرًا من المسئولية ولكن هو من بين اسباب كثيرة لا يوجد مشاركة كبيرة من قبل الناخبين فى الانتخابات، لذلك اتمنى ان يتم تفادى ذلك فى المرحلة الثانية وان يتم اعلام الناس بمرشحيهم فى الدوائر الانتخابية لجميع المرشحين لكى يختار الناخبون المرشحين المناسبين لهم، خاصة ان بعض الاعلاميين قد يعمل على حشد جمهور على اهداف محددة، وبالتالى يستلزم على الاعلام ان يحقق اهدافه من خلال التجمع نحو الصالح العام للدولة، وبالتالى فالاعلام يحتاج فى اغلبه الى صحوة ضمير، والتكاتف مع بعضنا البعض لكى نحقق الهدف المرجو منه.
وشددت على انه ليس من أدوار الاعلام ان يوجه نحو اختيار اى من التيارات او المرشحين فى الانتخابات ،وانما مطلوب منه ان يساعد الناخبين على اخذ القرار والمشاركة، كما انه يستوجب على الاعلام ان يزيد من وعى الجمهور بأن يستضيف المختصين بالشئون البرلمانية والسياسية لكى يوضحوا للجمهور أهمية المشاركة وتوعيتهم بدورهم السياسى ومدى تأثيره على الوضع العام للدولة.
وقالت الدكتورة ماجى الحلوانى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق: إن الاعلام للأسف بدأ دعايته او توجيهه لتوعية الناخبين بالانتخابات البرلمانية متأخرا لتشجيع الجهمور على الانتخاب لان هناك من لا يقدر اهمية الانتخابات او اهمية انتخاب الأصلح لأن من ينجحون سيقودون مسيرة الدولة لمدة خمس سنوات، وبالتالى فالمفترض ان الاعلام يقوم بدوره قبلها بفترة وليس خلال اسبوع فقط، او اكتشاف وجود انتخابات بشكل مفاجئ للبعض، وهو ما يستوجب عمل دعاية كافية وتوعية للجمهور.
وشددت على ان دور الاعلام للأسف اصبح قليل فى مسألة الحشد او التوجيه نحو توعية الناس بالانتخابات او توجيههم نحو تيار ما، خاصة بعد إلغاء وزارة الاعلام وعدم وجود خطة اعلامية للدولة ،وبالتالى يجب ان يسرع مجلس الوزراء فى اقرار المجلس الاعلى للإعلام حتى يضبط الاداء الاعلامى وتكون هناك مرجعية اعلامية ومظلة مهنية ويكون له دور فى بناء المنظومة الاعلامية.
وقالت: إنه لا يستطيع احد الآن ان يملى رأيه على احد وهو ما يستوجب على الاعلام ان يقوم بدوره فى توعية المواطنين بما هو منطقى وواقعى لان ادراك الجمهور ووعيه اصبح اكبر، وبالتالى يكون لدى الاعلام قبول ودور توعوى حقيقى يحقق أهدافه.