الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عقارات القاهرة التاريخية فى خطر!!

عقارات القاهرة التاريخية فى خطر!!
عقارات القاهرة التاريخية فى خطر!!




كشفت المصادر فى محافظة القاهرة عن أخطر حالات الإنفلات التى تمر بها مصر حيث تقوم شركة الاسماعيلية للعقارات ذات الأصول الأجنبية، على شراء العقارات الخديوية بوسط العاصمة، لتوثيق حياة اليهود الذين عاشوا فى عقارت وسط البلد، ويومياتهم وأسمائهم والوظائف التى شغلوها وكذلك كل من عاش معهم داخل العقارات من المصريين وغير المصريين.


قالت المصادر إن هناك معركة قانونية لاسترداد عقارات من يهود ألغى القضاء حراستها، فيما تم نقل ملكية عقارات بها مكونات وحيدة فى العالم، كما توسعت الشركة فى شراء أراض بالقاهرة الخديوية، مما دفع الشركة القابضة للتأمين لتكوين شركة قومية فى مواجهتها لامتلاك العقارات الخديوية بعد سطو شركة الاسماعيلية عليها، فيما تبذل محافظة القاهرة جهودها لمنع محاولات تغيير ملامح العقارات.
والقاهرة الخديوية، قطعة فنية معمارية على الأرض المصرية، مثيرة دائما للانتباه ومحط أنظار العالم لما لها من تنسيق فى البناء وروعة من يد بانيها، أصبحت تلك المنطقة مثار جدل لعمليات البيع التى تتم لعقارات تلك المنطقة التى تعتبر ثروة قومية تخص القاهرة وحدها، لصالح شركة الإسماعيلية التى انبثقت من شركة سمايا هيلز الانجليزية، بامتلاكها تلك العقارات ذات التاريخ ولها مدلول ثقافى أو تاريخى.
وبحسب المصادر فى محافظة القاهرة اشترت الشركة العقارين 11 و11 مكرر شارع محمود بسيونى اللذين آلت ملكيتهما إلى شركة الشرق للتأمين، التى اندمجت فى شركة أخرى، حيث أن هناك تسجيلاً برقم 8767 بقلم رهون محكمة مصر المختلطة الموقع بأول ديسمبر 1945 حول أصلية الملكية للعقار، فباعه توماس وستون مابلن فورسيث بريطانى الجنسية إلى إلياس مرشاق، الذى حصل بموجب الحكم فى الدعوى رقم 5436 لسنة 1977 مدنى كلى جنوب القاهرة بإلغاء ملكية الشرق للتأمين للعقارين، وتم شراؤهما من وكيل الورثة مباشرة.
وبحسب سجلات محافظة القاهرة قامت الشركة بشراء العقارات 16أ شارع عدلى وهو مكلف باسم محمد بك صبحى الشوربجى وورثة عائلة الشوربجى، و18أ شارع عدلى المكلف باسم شركة التأمين العمومية على حياة الرجال، و17 شارع جواد حسنى المكلف باسم ورثة اسماعيل صبرى وحسين خليل، أما 36 شارع عبد الخالق ثروت فمكلف باسم حكمت عبد النور وورثة متى مرقص، ويشير المصدر إلى أنه ليست جميع العقارات تقوم الشركة بإعلان تشكيل اتحاد شاغلين لها، كما اشترت الشركة العقارات أرقام 29 شارع هدى شعراوى و11 و11 مكرر شارع محمود بسيونى والذى يحمل رقم 7 شارع محمود بسيونى و160 و165 شارع محمد فريد و16 و20 شارع عدلى و36 و22 شارع عبد الخالق ثروت، كما اشترت قبيل الثورة عمارة 33 شارع شريف و24 شارع عدلى، كما تم شراء قطعة أرض بشارع النبراوى وأخرى بشارع جواد حسنى تتراوح مساحات الأراضى بين 300متر و1400 متر مربع.
على الجانب القومى أنشأت الشركة القابضة للتأمين قواها بإنشاء شركة وطنية هى شركة مصر لإدارة الأصول العقارية فى مواجهة تلك المحاولات للسيطرة على عقارات القاهرة الخديوية والتى تعمل فى إطار الحفاظ على ثروة قومية وأن تلك العقارات هى ملك لمصر وليست للشركة.
ودخلت شركة مصر لإدارة الأصول العقارية معركة قانونية من أجل استعادة العقارين 11و11 مكرر محمود بسيونى من ملاكها الأصليين اليهود بعد حصولهم على حكم باستعادة تلك العقارات التى كانت تقع تحت الحراسة لصالح شركة الشرق للتأمين قبل دمجها، وبالمقارنة تعمل الشركة على الحفاظ على العقارات وصيانتها وإعادة النظر فى الوحدات السكنية داخلها، بحيث يتم الاحتفاظ بالعقارات التى تضم أكبر عدد من الوحدات المملوكة للشركة وبيع الوحدات السكنية الأقل فى العقارات المملوكة، فيما تتجه الشركة لشراء قطع أراض واستغلال المملوك لها بوسط العاصمة وإنشاء مشروعات لها صفة القومية.
والقاهرة الخديوية، هى عبارة عن منطقة على شكل مثلث رأسه ميدان التحرير، وأضلاعه ميدانا الأوبرا ورمسيس، وما يتفرع منهما من شوارع، وتحتوى على 421 عمارة تعود إلى النصف الثانى من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، تشكل فى مجملها وطرزها المعمارية ما يسمى بالقاهرة الخديوية التى تهددها القاهرة الأسمنتية بأبراجها الشاهقة التى تتوارى خلفها واجهات صممها ونفذها فنانو عصر النهضة الأوروبية، من تصميم أعظم المهندسين المعماريين الفرنسيين والأوروبيين أمثال لاشياك الفرنسى مصمم البنايات الخديوية بشارع «عماد الدين» وقصر الأمير «سعيد حليم» بشارع «شامبليون» بوسط العاصمة، والمهندس «كاستامان» مصمم بناية شهيرة بميدان «طلعت حرب» تضم مطعما ومقهى «جروبى» الشهير، كما تضمن النادى اليونانى بالقاهرة، ومارسيل مصمم النادى الدبلوماسى، وماتاسك مصمم المعبد اليهودى شعار هاشمايم بشارع عدلى، وماريو روسى مصمم جامع عمر مكرم بميدان التحرير، ومن المعماريين المصريين المهندس مصطفى فهمى مصمم مبنى جمعية المهندسين بشارع رمسيس، وأبو بكر خيرت مصمم مبنى الخطوط الجوية الفرنسية المجاور لمبنى جروبى، فضلا عن سيد كريم ومحمد شريف نعمان، وعلى لبيب جبر وغيرهم من فنانى العمارة المصرية الحديثة.
وتملكت مصر لإدارة الأصول العقارية العقارات ذات الملكية القومية والتى تسعى الشركة للحفاظ عليها فى مواجهة محاولات السيطرة وامتلاك عقارات تلك المنطقة المتمركزة فى ميــدان طلعت حرب، وميدان عرابى، وشارع 26 يوليو، وشارع الألفى، وشارع شريف، وشارع سليمان الحلبى، وميدان مصطفى كامل، وشارع جواد حسنى، بالإضافة إلى عقارات بشوارع متفرقة بوسط العاصمة، وهى 6و8 ميـدان طلعت حرب، 7 و14 و20 و21 و39 و41 و42 و44 شارع طلعت حرب، 3 و6و14 ميـدان عرابى (عماره شل)، 12 شارع عرابى، 7 و30 و33 شارع 26 يوليو، 8 و10شارع الألفى (عمارات داوود عدس)، 15 و15أ و30  و40 شارع شريف، 6 و8 شارع سليمان الحلبى، 3 و4 ميدان مصطفى كامل، 14 و23 شارع جواد حسنى، ممر بهلر، 2 شارع معروف (عمارة يعقوبيان)، 2 ميدان الأوبرا و11 ميدان التحرير، 13 شارع عدلى، 14 شارع الدرمللى، 14 شارع الأزبكيه، 19 شارع مريت، 21 شارع محمود بسيونى (عماره جروبى)، 32 شارع صبرى أبو علم، 55 شارع الجمهورية.
أما العقارات التى انتقلت ملكيتها لشركة الاسماعيلية أو المملوكة لشركة مصر لإدارة الأصول العقارية فقد وصف مرجع تاريخى أهدته د.سهير حواس لمحافظة القاهرة أن العقار 16 شارع عدلى والمسمى «بعمارات الشوربجى» تم بناؤه عام 1911 على يد المعمارى وليامز على مساحة 1985 متر بارتفاع 7 طوابق ويتميز المبنى ب8 أبراج تعلو أركان المبنى، أما العقار 36 شارع عبد الخالق ثروت والواقع على مساحة 890 متراً مربعاً بارتفاع 8 طوابق أنشىء بعد عام 1928 بطراز نيو باروك فرنسى وآرت ديكو، والعقار به بسطات وبلكونات رخام «كرارة» هى الوحيدة فى العالم وهى قطعة واحدة محمولة على كابولى كما يتميز بها العقار 11 محمود بسيونى، الذى تم بناؤه منتصف العشرينيات من القرن ال20 على مساحة 2365 متراً مربعاً ب4 طوابق وطرازها كلاسيكى مرتبط بعصر النهضة، أما 29 شارع هدى شعراوى الواقع فيه «كافيه ريش» فيعود بناؤه إلى ما بين عامى 1913 و1928 وترتبط ملامح العمارة فيه بالعمارة الغوطية.
أما العقار 21 شارع محمود بسيونى «جروبى» فتم بناؤه على مساحة 1445 متراً مربعاً عام 1924 بيد المعمارى كاستامان بارتفاع 6 أدوار طراز كلاسيكى وآرت ديكو، ومن عمارة مدينة البندقية يأتى 3 ميدان مصطفى كامل فهو الأقدم منذ عام 1897 بارتفاع 3 طوابق على مساحة 910 أمتار مربعة، وكذلك رقم 4 ميدان مصطفى كامل فتم بناؤه ما بين عامى 1906و1911 بارتفاع 4 طوابق ويجمع بين طراز نيوباروك والكلاسيك المتطور، أما 21 طلعت حرب «ممر بهلر» سابقا فيعود بناؤه لعام 1934 على مساحة 5345 متراً فى 9 طوابق للمعمارى الفرنسى ليو نافيليان، 6و8 ميدان طلعت حرب فتم بناؤه عام 1913 على مساحة 1155 متراً مربعاً، و19 شارع ميريت فتم بناؤه فى العشرينات من القرن ال20 على مساحة 620 متراً مربعاً فى 5 طوابق بطراز آرت ديكو، ولعل العقار 59 شارع رمسيس أوضح المشاهد على القاهرة الخديوية والتى تمتلكها شركة مصر لإدارة الأصول العقارية والتى تم بنائها بنهاية العشرينيات على مساحة 1835 متراً مربعاً من طراز النيوباروك مع استخدام أشكال تعبيرية مثل رءوس أبى الهول.