السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخليل صامدون ندافع عن أرض الآباء والأجداد

الخليل صامدون ندافع عن أرض الآباء والأجداد
الخليل صامدون ندافع عن أرض الآباء والأجداد




ما بين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا عما يحدث.. أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات تنتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامدًا رغم الاحتلال مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن على مدار 6 أيام ترصد  «روزاليوسف»  من   خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ تصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قليقلة ونابلس  مرورا  بالخليل وبيت لحم وطولكرم  وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.

انتقلنا الى مدينة الخليل لرصد الانتهاكات الإسرائيلية هناك فى تلك المحافظة عبر رام الله واستغرق الطريق 70 كيلو نحو ساعة و15 دقيقة مرورا من بعض الحواجز الإسرائيلية والتى تعوق الحركة هناك حيث مررنا على حاجز يفصل بين جنوب الضفة وعن الوسط والشمال ثم على وادى النار والسبب فى تسميته بذلك نظرا لخطورة طرقه وهو عل شكل حلزونى جبلى لاعلى وهى منطقة محروقة نظرا لقوة أشعة الشمس عليها ومررنا بالعديد من القرى منها قرية بلعبيد الفلسطينية والتى بها ديران هما دير ابن عبيد ودير مارسيا ثم قرى بيت لحم وتعد محافظة الخليل وهى قريبة جدا من مدينة رفح بقطاع غزة لانها تعد آخر محافظة من محافظات الجنوب ووصلنا إلى مبنى المحافظة والتقينا نائب محافظ الخليل مروان سلطان والذى روى لنا تفاصيل المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى بمدينة الخليل وقال إن المحافظة تاريخية ترتبط بمصر ابتداء من سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تعد محلات خان الخليلى بالقاهرة ترجع عام 48 وذلك بعد انسحاب الجيش المصرى من فلسطين أطلقوا هذا الاسم على هذا الشارع بالاضافة الى أن هناك عائلات مصرية داخل المدينة والتى ترجع الى 3500 قبل الميلاد لانها تعد ثانى مدينة تاريخية بعد اريحا ومرت عليها العديد من العهود والعصور والممالك منها العصر المملوكى والفاطمى وكانت جامعة ومدرسة يأتى إليها العرب ولديها امتداد وعمق وإرث حضارى تمتد من قطاع غزة الى عسقلان وتصل الى القدس وتعد المدينة تحت السيطرة الإسرائيلية «ج» حيث خسرنا 60% من نسبة المساحة من قبل الاحتلال بعد حروب 48 و67.
وأوضح نائب المحافظ أن هناك معاناة على كاهل المزارعين من حرق المزروعات وإقامة المستوطنات وبدون تلك المناطق المحتلة لا يمكن اقامة دولة فلسطينية ويبلغ عدد سكان الخليل 700 الف نسمة وتصل الى 2 مليون من هم داخل المحافظات المجاورة أما مدينة الخليل فيسكن بها 250 ألف نسمة وهى تعد رابع المقدسات الاسلامية للمسلمين فى العالم بعد مكة والمدينة والقدس.
وعن الوضع الاستيطانى أشار نائب المحافظ إلى أن هناك 5 بؤر استيطانية فى قلب المدينة تضم 400 مستوطن تحت حماية 2000 جندى إسرائيلى بالاضافة الى 29 مستوطنة تحيط بالمحافظة ولدينا 18 مدينة فلسطينينة تحيط بها سلسلة من المستوطنات ويرجع تاريخ أول مستوطنة إلى عام 1967 وتدعى غوش سيون وفى عام 1970 أنشئت مستوطنة كبيرة ويسعى الاحتلال الى ربط المستوطنات من الداخل الى خارج المدينة وهناك أكثر من 112 حاجزًا إسرئيليًا على محيط واحد كيلو فقط مما يؤكد تعسف الاجراءات التى يتخذها الكيان الإسرائيلى وهناك أكثر من 550 محلًا تجاريًا تم غلقه بأوامر عسكرية ومازالوا يحاولون سرقة الاراضى لبناء المستوطنات وهناك تجمعات عمرها أكبر من عمر إسرائيل والآن يسعون الى تدمير 12 قرية أخرى ولكن الفلسطينيين يواجهون تلك القرارات بصدورهم العارية.
 الناحية الاقتصادية بمدينة الخليل
أوضح نائب محافظ الخليل مروان سلطان أن هناك 4000 منشأة صناعية وأكثر من 60% من الصناعات فى محافظة الخليل والتى تشتهر بالحجر والرخام والجلود والخزف والسيراميك وتسهم بنحو 45% من الناتج القومى ومدينة الخليل لها علاقات متميزة مع عدة دول منها مصر والاردن للتعاون معها فى تلك الصناعات هذا بالاضافة الى صناعة الذهب ونظرا للتعنت الإسرائيلى لا توجد لدينا مدينة صناعية وهناك عقبات أمام الحياة الفلسطينينة لكننا صامدون ندافع عن أرض الآباء والاجداد ونتطلع الى الدور المصرى وهو قادم لا محالة فمصر ستقود المعركة فى يوم من الايام لتحرير الارض
البلــــدة القديمـــــة فى الخليل مدينة أشباح والسبب غلاة المستوطنين «H2»
يسكن البلدة القديمة فى الخليل 6300 مواطن فلسطينى مقابل 400 مستوطن يهودى من غلاة المتطرفين يعيثون فسادا فى الخليل تحت حماية 1500 جندى إسرائيلى ويتركز المستوطنون فى 5 بؤر استيطانية فى قلب البلدة القديمة اضافة الى 27 مستوطنة فى كل أرجاء محافظة الخليل.
وقد عانت وما زالت تعانى البلدة القديمة بشكل خاص من اجراءات الاحتلال وتعديات المستوطنين حيث وصلت وصلت ايام منع التجول خلال الانتفاضة اكثر من 583 يوما كما تم اغلاق 512 محلًا تجاريًا بأوامر عسكرية من أصل 1829 إضافة إلى اجبار 1141 محلًا على الإغلاق.
وغادرت البلدة القديمة 1000 عائلة فلسطينية جراء الاعتداءات المتكررة والمضايقات والحصار حيث يوجد فى البلدة القديمة 17 نقطة تفتيش إضافة إلى 7 مناطق مغلقة وإغلاق 77 شارعًا وقد بلغ عدد الحواجز الإسرائيلية داخل البلدة القديمة وفق مصادر الامم المتحدة 112 حاجزًا فى مساحة لا تزيد على واحد كيلو متر مربع.
ومنذ عام 2005 وحتى الآن تم تسجيل اكثر من 1030 حالة اعتداء من قبل الجيش الإسرائيلى والمستوطنين حيث تم فرض أوامر عسكرية جديدة وما زالت الاغلاقات والبوابات والكرفانات موجودة على مداخل البلدة القديمة وهي 8 بوابات متواجدة على مدخل قنطرة الشبلى وعلى مدخل رأس سوق السكافية وعلى مدخل سوق الدجاج وشارع الشهداء وعلى مدخل الحرم الإبراهيمى الشريف وكرفان على مدخل تل الرميدة وكرفان على مدخل السهلة «أبوالريش وبوابة بين ساحة البلدة القديمة ومنطقة الزاهد ومقص» فى حارة الجعبري بينما الحواجز العسكرية بالبلدة القديمة فيوجد 7 حواجز بمنطقة عاروض فراح نقطة عسكرية إسرائيلية وبمنطقة عينى بنى سليم حاجز ترابي ومنطقة خلة الرأس يوجد حاجز ترابي كما يوجد بوادى النصارى نقطة عسكرية دائمة وبخلة الحاضور يوجد حاجز إسرائيلي كما يوجد بمنطقة المشارقة التحتا نقطة عسكرية وبحى الشويكى مربعات اسمنتية إسرائيلية.
أما بالنسبة لمستوطنات البلدة القديمة يوجد 5 مستوطنات وهى تل ارميدة ومدرسة أسامة والدبويا وسوق الخضار ومستوطنة الاستراحة بالاضافة الى 6 أبراج مراقبة داخل البلدة وخلال الاعوام الماضية تم توثيق آلاف حالات اعتداء تمثلت فى ضرب قنابل غاز على المنازل وتكسير الاشجار والاعتداء على المزارعين والاستيلاء على المنازل وتخريب المحلات التجارية والاعتقالات.
خطوات السلطة لإحياء البلدة القديمة
صدر قرار من الرئيس الشهيد ياسر عرفات أبوعمار بانشاء لجنة إعمار الخليل والتى عملت على إعادة ترميم بيوت البلدة القديمة وتسكين السكان فى البلدة وتكون معفاة من الضرائب والمرافق مجانا كما عملت مؤسسات السلطة والوزارات الفلسطينية بفتح مكاتب لها داخل البلدة القديمة من أجل جلب المواطنين إليها بالإضافة إلى دور الرئيس الفلسطينى الحالى محمود عباس ابو مازن بمنح مكرمة رئاسية لاصحاب المحلات التجارية تقدر بـ200 ألف دولار توزع على أصحاب المحلات التجارية شهريا أو كل 3 أشهر حسب توافرها حيث تم صرف حتى الآن 26 دفعة تقدر بـ5 ملايين و200 ألف دولار.
الحرم الإبراهيمى
أصبح معسكرًا للجيش الإسرائيلى منذ عام 1994 عقب مجزرة الحرم الإبراهيمى واصبح محاصرًا بالاسلاك الشائكة ومنع الأذان من داخل الحرم نحو 600 مرة خلال عام ويمنع فى أوقات متعددة وذلك بدعوى عدم ازعاج المستوطنين والمسجد الإبراهيمى أو الحرم الإبراهيميّ الشريف، وهو عند اليهود باسم كهف البطاركة أو مغارة المكفيلة يُعتبر أقدم بناء مُقدّس مُستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبًا وهو رابع الأماكن المُقدّسة عند المسلمين. جاءت قُدسيته كونه بُنى فوق مغارة مدفونٌ فيه كلٌّ من النبى إبراهيم وزوجته سارة، وولديهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما رفقة وليئة، كما يُوجد بعض الروايات تذكر أن يوسف وآدم وسام ونوح مدفونون هناك أيضًا.
ويقع فى البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية فى فلسطين وهو يشبه فى بنائه المسجد الأقصى ويحيط بالمسجد سورٌ عظيمٌ مبنيٌّ من حجارة ضخمة يصل طول بعضها لـ7 أمتار ترجع أساساته لعهد هيرودس الأدومى فى فترة حكمه للمدينة «37 ق.م - 7 ق.م» و بعدها قام الرومان ببناء كنيسة فى مكانه ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس لتتحوّل بعدها إلى مسجد فى العصور الإسلامية الأولى. ومع احتلال الصليبيين للمنطقة وبُنى مكان المسجد كنيسة كاتدرائية ما لبثت أن تحوّلت مرة أخرى لمسجد بعد تحرير صلاح الدين الأيوبى لفلسطين عام 1187. اليوم يقع المسجد تحت الاحتلال الإسرائيلى ونظرًا للأهميّة الدينية للمسجد عند كلّ من المسلمين واليهود فإنّه يُعتبر مركزًا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين واليهود فى مدينة الخليل وبالتالى تمّ تقسيمه إلى مسجد للمسلمين وكنيس لليهود وتمّ وضعه تحت حراسة أمنية مشددة.
ويعُود تاريخ المكان الذى بُنى عليه المسجد إلى عهد النبى إبراهيم والذى وُلد فى زمن النمرود سنة 1813 ق.م بحسب التلمود البابلى وبحسب ما ورد فى التوراة، فإنّ هذا المكان كان عبارة عن حقل صغير فيه أشجار ومغارة مزدوجة تُسمّى بالمكفيلة موجودة فى طرف الحقل وكانت مملوكة لشخص يُسمّى «عفرون بن صوحر الحثّي» من «بنى حثّ» والتى كانت تسكن مدينة الخليل «وكانت تُسمّى «حَبْرُون» آنذاك، فلما تُوفّيت زوجة النبى إبراهيم سارة عن عمر 127 عامًا، أراد إبراهيم أن يدفنها، فاشترى الحقل والمغارة من عفرون بـ 400قطعة فضة ليدفن زوجته سارة فيه وتكونَ مقبرةً لعائلته من بعده
ثمّ لمّا تُوفى إبراهيم سنة 1638 ق.م عن عمر 175 عامًا دُفن فى المغارة المذكورة بجانب امرأته سارة من جهة الغرب وتولّى دفنه ولداه إسماعيل وإسحاق. وبعد ذلك تُوفيت رفقة زوجة النبى إسحق ووالدة النبى يعقوب، فقام إسحق بدفنها فى المغارة بحذاء قبر سارة من جِهَة القبْلَة ليموتَ هو كذلك بعد سنين فى الخليل فيقُومَ ابنَاه يعقوب وعيسو بدفنه فى المغارة بحذاء قبر إبراهيم وإلى الغرب من قبر زوجته رفقة  ثم ماتت ليئة زوجة النبى يعقوب بعدما ذهب يعقوب إلى مصر فدُفنت فى المغارة أيضًا وعند وفاة النبى يعقوب فى مصر أوصى بنيه أن يدفنوه فى المغارة ورد فى سفر التكوين «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. اِدْفِنُونِى عِنْدَ آبَائِى فِى الْمَغَارَةِ الَّتِى فِى حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. فِى الْمَغَارَةِ الَّتِى فِى حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ، الَّتِى أَمَامَ مَمْرَا فِى أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِى اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ مُلْكَ قَبْرٍ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ امْرَأَتَهُ، وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ» فمات فى مصر وكان عمره 147 عامًا، وحنّط أطباء مصر جثته وجاء بها ابنه يوسف وأخوته إلى الخليل (حَبْرون ) فى موكب عظيم ثمّ قاموا ودفنوها فى نفس المغارة.
وهناك اتّفاق بين المؤرّخين المعاصرين على أنّ الأنبياء دُفنوا فى المغارة المذكورة.
مجزرة الحرم الإبراهيمى
ويروى نائب المحافظ أن الحرم الإبراهيمى يتعرض لحرب شرسة لتغيير معالمه وهذا الحرم ووجد به مقابر سيدنا إبراهيم واسحاق وسارة وسيدنا يوسف ويعقوب ولكن اليهود ادعوا أن الحرم لهم وهى لأجدادهم وذلك بعد مجزرة الحرم الإبراهيمى فى 15 رمضان من عام 1994 وأثناء صلاة الفجر تواجد 30 مصليًا فلسطينيًا داخل المسجد حيث قام طبيب يهودى قادم من نيويورك بقتل 20 من المصلين وتم فرض حظر تجوال وقام المصلون بقتله مما دفع الجيش الإسرائيلى الى مواصلة الاعتداء على المصلين وقتل آخرين ولم يكتفوا بذلك بل قرروا تقسيم الحرم الإبراهيمى عبر حكم محكمة واستولوا على 90 % من المسجد وتقرر أن يفتح المسجد بأكمله فى الاعياد لمدة 10 أيام للمسلمين فقط فى العام ولم تتوقف الإجراءات التعسفية فى الوقت الحالى بل يقومون بمنع أذان المغرب والعشاء يوميا وفى يوم السبت يمنع الاذان طوال اليوم بدعوى عدم الازعاج فالإسرائيليون يحاولون تغيير معالم المسجد ونسعى الى تسجيل المقدسات فى الخليل فى أروقة اليونسكو بعد أن تم تسجيل بيت لحم وفى اعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمى هناك تواجد دولى داخل المدينة لفرض الاستقرار باعتبارها قوة دولية محايدة وتتشكل من تركيا وايطاليا والنمسا والدنمارك والنرويج والسويد ويوميا يسجلون الانتهاكات ولكن لن تفيد بشىء وهناك عقبات أمام الحياة الفلسطينية لكننا صامدون.
المعاناة يومية للصلاة داخل الحرم الإبراهيمى
وانتقلنا مع المسئولين بمحافظة الخليل للصلاة داخل الحرم الإبراهيمى وعبرنا بوابة حديدية أشبه بالسجون ثم تمر على بوابة أخرى قبل دخولك المسجد وعليها تشديدات إسرائيلية والى أن دخلنا المسجد لصلاة الظهر وجدنا المسجد مقسمًا الى جزءين حيث استولوا على قبر سيدنا يوسف واقاموا الحواجز الزجاجية الى نصفين وعند دخولنا المسجد وجدنا غرفة صغيرة وهى الغار الشريف ننظر بها الى الاسفل وهى مدخل المقابر على ثلاث طوابق وأثناء دخولنا المسجد وجدنا أن هناك اجراءات تعسفية شديدة منها منع الاذان والابتهالات وإلى أن صعدنا على منبر القائد صلاح الدين الأيوبى وهو مكون من 4 آلاف قطعة خشبية ولايوجد بها مسمار واحد وهو منبر موجود فقط فى المسجد الاقصى والمسجد الاموى والحرم الإبراهيمى وأثناء تجولنا داخل المسجد وجدنا علامات على الجدران وهى آثار لإطلاق نار أثناء المذبحة فى الحرم الإبراهيمى ووجدنا ان الحجارة المكون فيها جدران المسجد من اللون الأسود والأحمر والأبيض وهى أشبه بلون علم مصر لأن المماليك وقتها كانوا من مصر وحاولوا تخليد ذكراهم بتلك الألوان والمسجد موجود على مساحة 1400 متر ومحاط بسور على مساحة 16 فدانًا.

- التكية الإبراهيمية حكاية 800 عام من إطعام أكثر من 750 فقيرًا يوميا  
تسعة فلسطينيين يتوجهون كل يوم إلى مكان عملهم فى «تكية إبراهيم الخليلّ التى لا تبعد عن الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل سوى بضعة أمتار وهى عبارة عن جمعية مصغرة تقدم الطعام للفقراء والأسر المحتاجة خصوصا فى شهر رمضان المبارك.
يبدأ الموظفون إضافة إلى عشرة متطوعين فى التكية بطهى الطعام وتوزيعه على وجبات قد تصل إلى 3000 وجبة يومياً تتضاعف مرتين أو ثلاثًا فى رمضان، ليأتى الفقراء والمحتاجون من كل حدب وصوب فى المدينة وقراها لاستلام طعامهم الذى يجهز كاملاً فى منتصف النهار مراعاة لسكان القرى البعيدة وصعوبة وصولهم باكراً.
وفى ظل العمل المتزايد للتكية يؤكد مديرها عمار الخطيب أن عدد الفقراء فى المدينة تضاعف ثلاث مرات عن الأعوام الماضية معيداً أسباب ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة خصوصا فى رمضان الماضي، حيث تزامن حلول الشهر الفضيل مع الفصل الدراسى الجديد، وهذا يتكرر هذا العام، إذ إن العام الدراسى يبدأ بعد العيد، وبالتالى فالتحضير للمدارس يتزامن مع رمضان.
ويقول الخطيب الذى يعمل فى التكية منذ عام 1992 إنه لاحظ ازدياد أعداد الفقراء بالتحديد بعد الانتفاضة الثانية لكن العامين الأخيرين يختلفان، ويخيل لى أحيانا أن نصف سكان الخليل يقفون أمام التكية.
ويعتبر إغلاق الجمعيات الخيرية فى الخليل عاملاً إضافياً على ازدياد أعداد الفقراء فبرأيه كانت الجمعيات الخيرية تحمل جزءا من الحمل عن عاتقنا، وبعد إغلاق كل الجمعيات بات الجميع يتجه إلى التكية.
مكونات التكية
تقدم التكية الطعام لمن يحتاجه من دون تمييز، وتتكون الوجبة اليومية من الحساء المطبوخ من القمح المجروش المعروف بـ«حساء سيدنا إبراهيم»، يوزع مع الخبز عدا يومى الجمعة والاثنين حيث تطبخ اللحوم والخضروات.
- بداية العمل
بدأ العمل بالتكية منذ عام 1279 للميلاد حين أنشأها السلطان قالون الصالحى فى زمن صلاح الدين الأيوبى مطلقاً عليها اسم الرباط، وبعد ذلك أطلق عليها السكان اسم الطبلانية لأن العاملين فيها كانوا يدقون الطبول إيذاناً ببدء تقديم الطعام صباحاً ومساء.
ويؤكد الخطيب أن التكية لم تنقطع عن العمل منذ ذلك الحين رغم محاولات الاحتلال إزالتها بحجة تزيين مبنى الحرم الإبراهيمى موضحاً أنها بنيت من جديد فى الجهة الشمالية للحرم وإن التكية بلغت قديما شهرة عالية ووقفت عليها الوقوف من البيوت والأراضى فى مصر والشام والمغرب العربى، وكانت كما اليوم توزع اللحوم والخبز على الفقراء الذين كانوا يقصدونها من مختلف المدن المحيطة.
ويشير الخطيب إلى أن موقع التكية فى البلدة القديمة التى تشهد مواجهات دائمة بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود جعلها منفذا للأهالى المحاصرين بالمستوطنات داخل بلدتهم، حيث ترتفع نسبة الفقر والبطالة بينهم بسبب الحصار والاعتداءات اليومية عليهم. ويكشف عن خطة لتوسعة التكية خصوصا مع ازدياد أعداد المتوافدين عليها مؤكدا أن المصدر الرئيسى لتمويلها هو تبرعات أهل الخير من الأغنياء والتجار أما عند نقص الأموال فتتولى وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية تمويلها منوهاً إلى أن تكلفة الوجبة اليومية قد تصل إلى 27 ألف شيكل «5 آلاف دينار».