الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سفير جنوب السودان : ندرس الانضمام للجامعة العربية.. وندعو مصر لزيادة إسهاماتها فى جوبا




 
أكد سفير جنوب السودان بالقاهرة أنتونى كون أن بلاده تدرس الانضمام لجامعة الدول العربية.. وأوضح أن علاقات الجنوب مع إسرائيل تقتصر على اتفاقية لتنقية المياه.
 
وقال كون، وهو أول سفير تعينه حكومة جوبا فى دول عربية بعد الاستقلال، فى حوار لـ«روزاليوسف»: أن الخرطوم فرضت شروطا تعجيزية على الجنوب فى الاتفاق الخاص بالنفط.. لكنه أكد أن بلاده ليست عدوا للسودان وأن الخلافات بينهما يمكن حلها.
 
ودعا مصر إلى زيادة إسهاماتها فى جنوب السودان لاسيما أن هناك مجالات عديدة يمكن التعاون فيها منها البنية التحتية والزراعة والتعليم وتدريب العمالة.
 
■ مارؤيتكم للعلاقات بين مصر وجنوب السودان قبل وبعد الانفصال؟
 
- تمتد العلاقة قبل الانفصال إلى مراحل عندما كان السودان دولة واحدة، حيث كانت العلاقة مع الحكومة المركزية «الخرطوم» وكانت فى مجالات مختلفة مثل حوض النيل وفى التعليم، وبعد ثورة الجنوب اتجهنا إلى مصر وتعاملت معنا الحكومة المصرية كمواطنين سودانيين لهم قضية خاصة وبدأت تتفهم مشاكلنا وتتوسط فى حلها واستمرت هذه العلاقة فى الفترة الانتقالية حتى أصبحت لنا حكومة خاصة بالجنوب لديها كل الصلاحيات، واستمرت مصر معنا كحركة شعبية وبعد الانفصال اعترفت بدولة الجنوب، وعلاقتنا مع مصر دائما متطورة وفيها نوع من التفاهم الكبير.
 
■ ما تقييمك للوجود المصرى فى الجنوب؟
 
- نعمل دائما على أن تزيد المساهمات المصرية باعتبار ان مصر دولة تمتلك مؤسسات قوية جدا ونتمنى ان يزيد الدعم خاصة فى مشاريع البنية التحتية لأننا ورثنا بلدا لا يوجد به بنية تحتية ويمكن أن نتعاون مع مصر فى هذا المجال وفى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والتعليم وتدريب العمالة وصناعة الدواء.
 
■ ما هى التحديات التى تواجه الجنوب بعد الانفصال؟ وما آليات حلها؟
 
- توجد على رأس هذه التحديات، التحديات الأمنية وما حدث بيننا وبين الشمال فى الخلاف على الحدود وبعض المناطق المتنازع عليها، فهى مناطقنا ويعيش بها مواطنونا، والمشكلات الخاصة ببعض الميليشيات التى تأخد الدعم من حكومة الخرطوم لزعزعة الأمن والاستقرار.. فقد وصلوا إلى منطقة النيل، وضبطت طائرة روسية مؤجرة من قبل الخرطوم اخترقت الجنوب، كما تدعم جيش الرب أيضا لزعزعة الأمن، وتتهمنا الخرطوم دائما بتدعيم الحركات المختلفة.
 
وتوجد مشاكل سياسية وصلت إلى اعتبار الخرطوم فى احدى جلسات برلمانها أن جنوب السودان هو العدو الاستراتيجى للشمال، فأعترف ان لدينا خلافات ولكن لا ترقى إلى ان نكون أعداء استراتيجيين لاننا اخوة فشلنا فى ان نكون دولة واحدة ولكن ستزول تلك الخلافات فى يوم ما كما ان هناك تفاوتا كبيرا بين السودان وجنوبه ولدينا مصالح مشتركة.
 
 وأرى أن الحل هو الاتفاق على حلحلة المشاكل الأمنية الموجودة لخلق نوع من الاستقرار لتسيير الحياة بيننا على وتيرة جيدة لتزداد المصالح المشتركة، ونأمل أن تصل المفاوضات الجارية فى اديس ابابا يوم 29 إلى حل تلك المشاكل.
 
كما يوجد تحد لا يقل خطورة عن التحديات الأمنية وهو التحدى التنموى، حيث اخذنا الجنوب بلا بنية أساسية والطرق غير ممهدة وامكانيات ضئيلة مع وقوف تصدير البترول وعدم وجود موارد، صحيح يوجد لدينا معادن وثروة غابية وحيوانية إلا أنها لا يمكن استغلالها إلا فى وجود الاستقرار الأمنى الذى سيجعل الجنوب دولة غنية فى المنطقة، إن جوبا وضعت فى برنامجها خطة لبناء بنية تحتية كبيرة باستخدام جزء من مواردنا وجزء آخر يدعمه الاصدقاء خاصة العرب ومنهم مصر.
 
■ تتوقع نجاح المباحثات بينكم وبين السودان التى تستضيفها إثيوبيا حول الحدود والنفط؟
 
- توجد إرادة سياسية من جانب حكومة الجنوب للتوصل لحل مع الخرطوم، لكن هل هم لديهم نفس الإرادة؟
 
■ لماذا تصر الخرطوم على عدم ترسيم الحدود؟
 
- تفرض علينا الخرطوم شروطا تعجيزية ويستغلون ظروفنا الصعبة منها ماحدث فى النفط ورفع سعر تصديره إلى 36 دولارا على الرغم من الاتفاق الدولى على اقل من 1 دولار، فى نظرتى التحليلية فإن السودان تستغل ظروفنا لكن لن يستمر هذا الوضع كثيرا ففى خلال عامين سيقوم الجنوب بإنشاء خطوط أنابيب خاصة به ويستغنى عن خطوط الشمال.
 
■ تتوقع نشوب حرب جديدة بين الجنوب والشمال بسبب الخلافات الحدودية؟
 
- نتوقع أى شىء من نظام الخرطوم ونتحسب لأى شئ رغم انه ليس من سياستنا الدخول فى حروب حيث إننا فى حاجة إلى تنمية وليس هناك مستفيد من الحرب واذا كانت الخرطوم تظن انها الآن قوية فلن تدوم تلك القوة.
 
■ ما موقف الجنوب من اتفاقية عنتيبى للمياه؟ وهل يمكن ان ينضم إليها؟
 
- الجنوب ليس على استعداد لها الآن، ولا نريد أن يكون لنا مخاصمة مع أى دولة أخرى واستراتيجيتنا تصب فى المصالح المشتركة وننظر إلى شركائنا فى كل شىء، ونأمل ان نتوصل لحل كل المشكلات.
 
■ ما شكل العلاقة مع إسرائيل؟
 
- لدينا علاقة مع إسرائيل وهذا ينبع من انفتاح سياستنا الخارجية على العالم ككل بدون تمييز بين دولة وأخرى ونسعى للحصول على دعم من العالم كله وليس لدينا أهداف تضر بالدول الأخرى، لكن نتساءل لماذا هناك تخوف من قبل الدول العربية من تعاملنا مع إسرائيل وهم لديهم علاقة معها؟ ولا خوف من مشكلة المياه فقد خلقها الله ولا يمكن لإنسان أن يمنع آخر حقه، وعلاقتنا مع إسرائيل فى اتفاقيتنا الاخيرة كانت لتنقية مياه الجنوب فقط.
 
■ ما تقييمك للوجود الإثيوبى؟
 
- العلاقات حميمة جدا مع إثيوبيا لانها من أكثر الدول التى ساعدتنا فى نضالنا وكان الدعم شعبا وحكومة ويوجد بيننا وبينهم علاقات مصاهرة.
 
■ هل تنضم الجنوب إلى جامعة الدول العربية ؟
 
- صحيح أن جامعة الدول العربية قدمت مقترح الانضمام إلى الجنوب، ولكننا مازلنا فى السنة الأولى للاستقلال وهذا يحتاج إلى قرار برلمانى وحكومى ويحتاج إلى دراسة وفهم لدور الجامعة العربية، فاذا لم يجد الجنوب تعارضا فى المصالح عند الانضمام اليها سينضم، لكن الموضوع مازال قيد الدراسة.
 
■ هل هناك تخوف من حكم التيار الإسلامى فى مصر والعالم العربى؟
 
- نتعامل مع الدول وليس مع اشخاص وليس لدينا تخوف فاختيار السلطة يخضع لإرادة الشعب وحده وهذا لن يضر بمصالحنا المشتركة.