الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وساطة سعودية لدعم موقف مصر فى أزمة سد النهضة

وساطة سعودية لدعم موقف مصر فى أزمة سد النهضة
وساطة سعودية لدعم موقف مصر فى أزمة سد النهضة




الرياض: صبحى شبانة

بدأت فى العاصمة السعودية الرياض مباحثات رسمية بين السعودية وإثيوبيا، حيث يقوم حاليا رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام دسالني  بزيارة رسمية الى المملكة وتستغرق ثلاثة ايام  على رأس وفد رسمى رفيع المستوي، يضم وزراء الدفاع والاعلام والمالية والخارجية ورئيسى الاركان والاستخبارات.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«روزاليوسف» ان المملكة العربية السعودية  بدأت فى إجراء وساطة لدعم موقف مصر  التفاوضى فى النزاع مع اثيوبيا حول سد النهضة، بعد أن تعثرت المفاوضات  بين الدولتين فى ظل التعنت الاثيوبى واستمرارها فى عمليات بناء السد.
 وعلمت «روزاليوسف» ان مصر  طلبت  مؤخرا من المملكة العربية السعودية فى إطار الخطوات التصعيدية التى بدأتها مصر التدخل لدى اثيوبيا بعد تعثر المفاوضات مع اديس ابابا والتى شهدت تخاذلًا واضحًا من جانب الحكومة السودانية، كما علمت ان المملكة تسعي  من خلال المفاوضات الجارية فى الرياض  الى الحصول على اعتراف رسمى من الحكومة الاثيوبية وعلى توقيع اتفاقية ملزمة مع القاهرة تنص على آليات تشغيل السد وكميات المياه المخزنة خلفه وصرف المياه بمعدلات منتظمة دون الإضرار بحصة مصر المائية.
وبينت المصادر ان سد النهضة تصل طاقته الاستيعابية من مياه الفيضان لأكثر من(٧٤)  مليار متر مكعب، ويقع على ارتفاع (700) متر، وإذا تعرض للانهيار فإنه سيهدد السد العالى فى اسوان  كما ان  كل التقارير والابحاث تؤكد ان سد النهضة
يمثل خطرا  حقيقيا على الامن القومى المصرى ومن ثم على الامن القومى العربي.
 واشارت إلى ان  السعودية تملك اوراق ضغط قوية على الجانب الاثيوبى يمكنها من مساندة مصر  ودعم موقفها التفاوضي  فى مطالبها المائية العادلة والتاريخية، حيث يبلغ حجم استثمارات المملكة  في  اثيوبيا اكثر من ٣ مليارات دولار تتوزع على مشروعات التنمية الاقتصادية ومجالات الطاقة والزراعة، كما تستقبل المملكة آلاف العمال والعاملات من إثيوبيا للعمل فى مجالات عديدة فى مقدمتها العمالة المنزلية.
وعلى صعيد متصل اكد خبير مائى مصرى موجود بالرياض أن مصر هى المتضرر الرئيسى من إقامة سد النهضة الإثيوبي، لأنه لا يوجد لها مصدر مائى بديل مقارنة بباقى دول حوض النيل، وإقامة السد على بعد (12) كيلومترًا من الحدود السودانية يعد كيداً سياسياً أكثر منه مكسباً اقتصادياً، ويشكل تهديداً للأمن الوطنى المصري، مؤكدًا وجود أياد خفية  تعبث بالمقدرات المائية لمصر.
وأشار إلى أن إقامة  سد النهضة  يؤدى إلى نقل المخزون المائى من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة الإثيوبية، وهو ما يعنى التحكم الإثيوبى الكامل فى كل قطرة ماء، فضلاً عن حدوث خلل بيئى يتسبب فى تحريك النشاط الزلزالى فى المنطقة، نتيجة الوزن الهائل للمياه المثقلة بالطمي، المحتجز أمام السد، والتى يقدرها الخبراء بأكثر من (63) مليار طن، والعجز المائى لمصر سيبلغ (94) مليار متر مكعب عام 2050.