الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فاروق حسنى «شخصية العام».. المثيرة للجدل






 


سيظل فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق شخصية مثيرة للجدل، فهو أول وزير يبقى فى منصبه قرابة الربع قرن، إنجازات، يقابلها العديد من السلبيات والاخفاقات.

مؤخرا اختاره معرض الشارقة للكتاب، شخصية العام الثقافية، فى وقت يواجه فيه قضية فساد مالى وقرار بالمنع من السفر...روزاليوسف استطلعت آراء عدد من المثقفين حول أحقيته بهذا التكريم .
 
الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق قال: هذا الفوز يعد تكريمًا لأى مصرى، ولا يوجد شخص منصف ينكر حق فاروق حسنى فى هذا الفوز نظرا لانجازاته الكثيرة التى قدمها للثقافة فى مصر أثناء فترة توليه الوزارة، وأعتقد أن هذه الانجازات كانت حاضرة فى أذهان أعضاء اللجنة التى منحته الجائزة، ومن أبرزها إحياء شارع المعز لدين الله الفاطمي، ومشروع المتحف الكبير فى الهرم، ومتحف الحضارة، وكلها إنجازات تنتظر الافتتاح بما يليق بمكانة مصر الثقافية ناهيك عن إنجازاته الاخرى فى مجال الترجمة وحرية الابداع والمهرجانات الفنية والثقافية للتواصل مع الثقافات العالمية، وهو لم يحقق هذه الانجازات بمفرده ، ولكنه كان يعمل ضمن فريق عمل وكان يمنحهم الصلاحيات المطلقة لتحقيق أحلامهم ، فهو أول وزير ثقافة مصرى ترك بصمة واضحة على الثقافة المصرية بعد الدكتور ثروت عكاشة . الكاتب صلاح عيسى اتفق مع عصفور فى احقية فاروق حسنى لهذا التكريم، وقال: أعتقد أن هذه الجائزة تأخرت كثيرا، فقد كان جديرا بها أثناء توليه منصبه، ويكفيه مشروع القاهرة التاريخية والمتاحف والتوازن بين جميع الانشطة الثقافية، وهذه المنشآت كفيلة بإدخال عملة صعبة لمصر عن طريق السياحة. الدكتور نصار عبدالله، قال: لا شك أن شخصية فاروق حسنى شخصية غنية بما له من ايجابيات وسلبيات، وبالتالى يقبل وجهات نظر كثيرة، وهو شخص كانت له فعالية ووجود لا يمكن تجاهله، ويحتمل النقاش والاخذ والرد، وهو كان وزيرًا مؤمنًا بقيمة الابداع لانه فنان ينتمى إلى قبيلة الفنانين عكس الوزراء الذين جاءوا من بعده ولم يكونوا جزءا من القبيلة، لكنه فى المقابل حول نشاط وزارة الثقافة الى جانب استعراضي، فضلا عن أنه استفاد ماديا من منصبه، فوجوده كوزير رفع من اسعار لوحاته بما لا يتناسب مع القيمة، وقد طالبته بالتبرع بنصف ثمن لوحاته لضحايا محرقة مسرح بنى سويف عام 2005 ولكنه لم يستجب، وهذا يؤخذ عليه، فمنصبه خدمه بشكل مباشر، لكنه كان مدركا لقيمة المثقفين وكان يسعى دائما الى احتوائهم داخل النظام السابق، ولكنه اساء اختيار معاونيه تحت دعوى ندرة الكوادر الثقافية، لكن فى المجمل هو شخصية بالغة التنوع، له ما له ، وعليه ما عليه.
 
الدكتور محمد عبد المطلب، قال: ربما وضعت الامارات فى حسبانها انجازات فاروق حسنى ولم تتعرض لسلبياته، فهو له انجازات لا ينكرها احد، وله سلبيات أيضا يعرفها الجميع، ولكنى لا اعرف سبب تأخر الجهات المعنية فى تقديمه للمحاكمة بعد مرور قرابة العامين على ثورة يناير، ولم تفتح هذا الموضوع الا مؤخرا. وأكمل: فاروق حسنى استطاع أن يجعل القاهرة مرجعا للثقافة العربية، لكن بعض المعاونين له تورطوا فى قضايا فساد مثل سرقة اللوحات الفنية، والامارات عندما منحته هذه الجائزة راعت هذه الانجازات الايجابية مثل إعادة ترميم شارع المعز لدين الله الفاطمي، وإنشاء المجلس الأعلى للثقافة، وبيت الشعر.
 
الشاعر عبد المنعم رمضان، قال: أشكر دولة الامارات لأنها تؤوى الهاربين المصريين وعلى رأسهم أحمد شفيق، وأنا أعتب على فاروق حسنى توقفه على إقامة المهرجانات الثقافية طوال عام 2012 الذى حصل فيه على الجائزة، فالعام مر بدون مهرجاناته وهو يجلس فى بيته يتأمل لوحاته التى لم يرسمها، وجاءت الامارات التى تمسح دمعته.
 
 وأضاف: فاروق حسنى لو ظل فى منصبه هو وزاهى حواس عشر سنوات أخرى لفقدت مصر آثارها بالكامل.
 
الدكتور عاصم الدسوقي، قال: أرى أن فاروق حسنى هو أصلح وزير ثقافة بعد ثروت عكاشة لانه فنان، والفنان عادة يعشق الابداع والحرية، وبالتالى لم يكن يأخذ مواقفا حدية وعدائية تجاه باقى قطاعات الثقافة الاخرى، ويكفى أنه أثناء فترة وزارته لم نسمع عن أى نوع من المشاحنات بين المثقفين والمبدعين.
 
الروائى قاسم مسعد عليوة، قال : لقد ضربت كفا بكف عندما سمعت هذا الخبر، فالوزير الاسبق يمثل أمام الجنايات فى قضية فساد، وهذا الفوز يعد تحديا لتطلعات الثورة المصرية والمثقفين المصريين ويمثل صدمة للمجتمع الثقافى فى مصر، ولا ننكر حرية الامارات فى اختيار الشخصيات التى تكرمها لكن المسالة توضع بين الاقواس، وكان من أبرز سلبيات فاروق حسنى افتقاد الاستراتيجية الثقافية والتخطيط المستقبلي، كما أنه رفع شعار الضوضاء الثقافية ناهيك عن عبارته الفجة التى كشفت نوايا النظام السابق تجاه المثقفين مثل مصطلح (الحظيرة).
 
وأضاف: ربما اعتنى فاروق حسنى بالمتاحف وطور شارع المعز لدين الله، لكنه اسرف فى إقامة المهرجانات الثقافية، بالاضافة الى الحرائق الشهيرة التى حدثت فى عهده فى المناطق الاثرية والمسارح.
 
ويذكر أن جائزة معرض الشارقة لشخصية العام هى واحدة من عدة جوائز تمنح للمواهب الأدبية والإبداعية تشجيعاً وتحفيزاً وتمثل أداة للحفر فى المشهد الثقافى والمحلى والعربى لتكريم الرموز الثقافية المساندة للنهوض العربى .