«الصحة العالمية» تطالب بعلاج ضحايا «العنف الجنسى» نفسيا

برلين- علياء أبوشهبة


تزايد معدلات ممارسات العنف ضد المرأة والطفل عالميا وكيفية مواجهة هذا العنف لكى تتمكن تلك الفئات المعنفة من الإندماج فى المجتمع مرة أخرى، كان هذا محور الورشة التدريبية التى عقدت فى مقر وزارة الخارجية الألمانية بالعاصمة برلين فى إطار فعاليات قمة الصحة العالمية.
أدار الورشة كرستين هيم، مدير معهد علم النفس الطبى فى برلين، والتى أكدت أهمية التركيز على الجانب النفسى بوصفه محورًا مهمًا فى الاهتمام بالصحة العامة.. وقالت إن العنف الجنسى يمثل بدون شك مشكلة صحية عالمية، وتبين البحوث أن المعاناة النفسية للضحايا تستمر ويكون لها آثار طويلة الأجل على مدار سنوات عمرهم، وبالأخص فى سن الرشد، وتسهم هذه التغيرات فى وقوع الكثير من المشاكل الصحية.. وأشارت إلى ارتفاع المعدلات العالمية لاستخدام العقاقير المهدئة وهو ما يعنى أننا بالفعل أمام معدل مرتفع عالميا للمعاناة النفسية وهو ما يتطلب التحرك لوضع أولوية للعلاج النفسى والذى لم يعد رفاهية.
الدكتور كلاوس بيير، مدير معهد علوم الطب الجنسى فى برلين، أشار إلى أن الدراسات الحديثة أعطت أدلة جديدة تشير إلى أن تعرض الجهاز العصبى للصدمات يؤثر على الانحراف الجنسى مثل الشذوذ، الذى يعد أحد العوامل الخطرة الناتجة عن الإساءة الجنسية ضد الاطفال، علاوة على ذلك، فإن الأبحاث أشارت إلى أنه فى حالة التعرض للإساءة الجنسية من الضرورى التدخل المبكر بالنسبة للمراهقين أو الشباب، مشيرا إلى الاستمرار الطويل للتأثير النفسى للانتهاك.
وفى مقارنة سريعة بين الهند والدول المتقدمة مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، أظهرت وجود اختلافات كبيرة بشأن البيانات، فضلا عن العوامل الثقافية التى تؤثر على احتمال الإساءة الجنسية ضد النساء والأطفال والتى أصبحت واضحة.
الدكتورة سواتى شيدوادكر، مدير مركز الدراسات العليا فى جامعة بونى فى الهند، قالت فى المقابل: إن ضعف خدمات الدعم النفسى الحالية فى الهند لا يعنى بالضرورة عدم وجود إمكانية لتحويل المعرفة بالعلوم الصحية عبر البلدان، وأشارت إلى ضرورة عقد ورش عمل من أجل تطوير أساليب العلاج النفسى والتأهيل والأساليب العلاجية المعرفية بشأن العنف الجنسى ضد النساء والأطفال من أجل ترجمة هذه المعرفة إلى ابتكار استراتيجيات لتحسين الوقاية الأولية والثانوية فى أساليب العلاج والتأهيل النفسى.