السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عساف» يثنى على «خطيئة نجاح» بوسليمى فى أيام قرطاج

«عساف» يثنى على «خطيئة نجاح» بوسليمى فى أيام قرطاج
«عساف» يثنى على «خطيئة نجاح» بوسليمى فى أيام قرطاج




تجربة ذاتية، تتناول من خلالها، المخرجة المسرحية الشابة مريم بوسليمى، الأوضاع الهشة والمتردية، التى أصبحت تعانى منها المرأة العربية اليوم، والتى ترى مريم من خلالها إن المرأة، خاصة بعد ثورات الربيع العربى أصبحت مهددة، أكثر بضياع حقوقها، وكل ما سبق وإن حصلت عليه، وفى عرض «خطيئة النجاح» تقدم بوسليمى تجربتها الشخصية كامرأة عربية فى مجتمع ذكورى، والذى أثنى عليه المخرج اللبنانى الكبير روجيه عساف، يوم تكريمه ضمن فعاليات أيام قرطاج، وأعلن صراحة قبل بدء العرض مناصرته للمرأة فى جميع أنحاء الوطن العربى ورفضه للذكورية التى أصبحت وضعا سائدا اليوم بالمجتمعات العربية
تناولت مريم هذه القضية، بصورة مسرحية متميزة، فى أكثر من لوحة مختلفة، ربما كان أكثرهم تميزا وتعبيرا، عن فلسفة عرضها اللوحة الأولى، التى خرج بها النساء، فى صورة فانتازية، يسيرون على ركبهم كالأقزام، مكبلين فوق رءوسهن، بأحمال ثقيلة، فى إشارة واضحة، لضرورة أن تكون المرأة دائما مهندمة وجميلة، فهى صورة للزينة فقط، لكن يعاب على العرض المد والتطويل، فى بعض المناطق خاصة التى أعيدت، فيها مونولوجات متكررة تحمل نفس المعنى أكثر من مرة، كان من الممكن أن تتخلى المخرجة عن معظمها، وعن تجربتها فى «خطيئة النجاح» قالت بوسليمى فى تصريحات خاصة. أقدم اقتراح فنى جمالى فكرى وفلسفى، أتساءل فيه من خلال آليات الإبداع والأفكار المطروحة، لكننى لا اعتبره درسا موجهًا للجمهور، فالعرض المسرحى ليس فعلاً بريئًا، وكل حركة وإكسسوار وإضاءة وكلمة، بالتأكيد تحمل معنى وتأويلاً، وصياغتها بطريقة  ما،  لإثارة فهم الآخر، ووعيه نجلب بها الانتباه حتى يشاركنى التفكير، لذلك أشعر بفرح شديد عندما يقول لى خرجنا بتساؤلات من العرض، وشحنة وطاقة غضب.
وتقول: فى اللوحة الأولى نجدهم يمارسون، النميمة عن شخص غائب، وكانوا يسيرون فى وضع غريب لأننى أردت تقزيمهم وتصغيرهم، وما كانوا يرتدونه فوق رءوسهم، لأن المرأة يتم حصرها، فى شكل ووضع الزينة فدائما يجب أن تكون خارجة من الكوافير، وترتدى ملابسها بطريقة معينة، وهذه الأوضاع أصبح المجتمع يفرضها على المرأة دائمًا، لأنه فى رأى أجد أن هناك تراجعًا كبيرًا، وتخلفًا كبيرًا، خاصة فى ظل هذه العاصفة العربية الربيعية، فنحن نسير عكس التطور، ففى مجتمعنا لم يسر التطور فى شكله الصحيح، النساء تباع وتشترى وتغتصب، وأصبحن جوارى لحصرهن فى دورهن الجنسى فقط، إلى جانب حرمانها من فرص عمل مثل الرجل، والدفع لها ماليا أقل من الرجال، فليس هناك تكافؤ فرص، وإذا نظرنا إلى تركيبة الحكومات، التى أتى بها الربيع العربي، سنجدها تساهم فى ذلك بشكل كبير.
    وتضيف: لذلك أعتبر أننا نعيش فى حرب عالمية ثالثة، أخذت قناعًا آخر، لأن أسلحة القتال اليوم مختلفة، فالأسلحة أصبحت تتمثل فى الإنترنت والميديا، ولعبة فبركة الحقائق تشوبها، ووسائل الإتصال الحديثة تفنن فى القتال.
      وتقول: فى خطيئة النجاح استخدمت المسرح الوثائقى، الممسرح الذى نتساءل فيه ونناقش، حتى نصل إلى درجة وعى نخرج بها من السائد والمتعارف عليه، وأؤكد هنا على أن مسئولية تراجع المرأة هى مسئولية مشتركة، فلسنا ضحايا، لأننى أنا من امنح غيرى فرصة أخذ حقي، والسؤال الأول بالعرض كان كيف تصنع امرأة فاشلة، تجعلنا نماذج فى صناعة الفشل، وما تم مناقشته داخل العرض، حدث معى بالفعل فسبق وحصلت على جائزة أفضل عمل عربى فى 2011، وصعد لاستلامها بدلا من ممثل الإنتاج، لأنه كان يرى أنه أحق بها، ولأننى امرأة ليس من حقى الحصول على هذه الجائزة خاصة أن عمرى لم يتجاوز الثلاثين وقتها.