الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منفذو هجوم رفح هم مدبرو حادث طابا




 
■ هل يعلن قريبا عن مكتب لـ«حماس» فى القاهرة؟
 
 
- أولا يجب أن أوضح أن مصر دائما تتعامل مع مؤسسات وليس مع أحزاب ولذلك هذا الأمر لا نتطرق إليه ولكن يجب توضيح أن وضعنا فى مصر أفضل من العهد السابق.
 
 
■ كيف ترى وضع الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة؟
 
 
- الأنفاق جاءت بسبب الحصار على شعبنا فى قطاع غزة إذن كيف نمده بالغذاء والدواء ونحن محاصرون هذا لا يصح أن يكون علينا حصار وكذلك نغلق الأنفاق.
 
 
■ هناك ادعاءات أن منفذى حادث رفح دخلوا من الأنفاق؟
 
 
- حتى الآن لم تنكشف الحقائق ويجب أن أقول أن حماس تسيطر على الجانب الغربى من الأنفاق ولكن لا تستطيع السيطرة على الجانب الشرقى كما أن تلك الأنفاق يدخل منها الدواء والغذاء وكذلك يدخل من خلالها المجرمون فالأنفاق لديها ايجابيات وسلبيات.
 
 
■ كيف تنظر للأحداث الأخيرة فى رفح؟
 
 
- الحادث مؤسف بكل معنى الكلمة فما حدث هو جريمة بشعة من الصعب تصورها ولكن فى نفس الوقت لا يمكن أن نسمح بأن يمر هذا الحادث بسهولة فهو ليس حادثا عابرا وكان له أهداف مرصودة ويجب أن ننظر إلى المستفيد من مثل هذه الأحداث حتى نستطيع أن نقف على كل جوانبها بالاضافة إلى المعلومات المتوافرة عن كل القضايا المطروحة الخاصة بالحادث عند الأجهزة المعنية وأن مدبرى حادث رفح هم من مدبرى هجوم طابا السابق كما أن لدى معلومات أن عملاء إسرائيل يقومون بلقاءاتهم من داخل سيناء.
 
 
■ هل يمكن تحديد الطرف المتورط فى الحادث؟
 
 
- أصابع الاتهام تشير دائما إلى الكيان الصهيونى هو وراء الحادث لأنه المستفيد الأول من ذلك والدليل أنهم قاموا بضرب جميع سيارات الإرهابيين حتى يتفحموا كما أنهم كانوا على علم بذلك وعلى استعداد على الحدود فى انتظار دخولهم إلى الأراضى الإسرائيلية وقد يكون من قام بالحادث بعض المتشددين لكن يجب أن نبحث من قام بتوجيههم بهذه الطريقة ليخرج الحادث بهذا الشكل فالأصابع الإسرائيلية وراء الحادث ولا يمكن أن نعفى الصهاينة من التورط فى هذه الفعلة سواء من أجل ارباك الوضع الداخلى بمصر أو الايحاء بعدم قدرة مصر على حفظ الأمن داخل سيناء أو إعادة طرح موضوع غزة بالطريقة التى كان يطرحها من خلال الإعلام.
 
 
■ هل لك وجهة نظر لعدم تكرار مثل هذه الحوادث؟
 
 
- هناك حل واحد لكن العنوان الأساسى أن يكون المعبر مفتوحا بصورة طبيعية وقانونية فهذا أفضل لكل الأطراف حتى يستطيع أهل غزة الحصول على كل احتياجاتهم بدون معوق سياسى أو قانونى كما أعتقد أنه لا بد من محاولة إعادة النظر فى كل الاتفاقيات التى وقعتها مصر مع أى طرف من الأطراف والتى تتعلق بسيادتها الكاملة وبحريتها فى التعامل مع معابرها ومنافذها بحيث يكون فيه سيادة كاملة، وأعتقد أن هذه الحادثة اثبتت أنه من الضرورى أن المنطقة التى تسمى «منطقة ج» والتى بها محدودية كبيرة من عدد القوات والتى لا تستطيع أن تفعل شيئًا فى منطقة شاسعة متعلقة بالحدود مع إسرائيل والحدود مع الفلسطينيين لا تستطيع أن تفعل شيئًا تجاه أى مشكلة تقع بسبب قلة التسليح وعدد الجنود لذلك فالحل فهو منطقة التجارة بين الجانبين وهناك إجراءات للبدء فيها قريبًا لأن قطاع غزة من أكثر المناطق تضررا مما حدث.
 
 
■ ما موقف حماس من الثورة السورية؟
 
 
- الأحداث فى سوريا تؤكد بوضوح أن هناك شعبًا ثائرًا وتحركًا جماهيريًا مطالبًا بالإصلاح وغاب الحل السياسى وبالتالى كثرت الدماء وكثرت الجراح. واستمرار هذا الوضع بهذا الشكل سيكون باهظ الثمن على سوريا ونحن نأمل أن ينتهى هذا الوضع بأسرع وقت والحركة دعت إلى الحل السياسى منذ البداية ولكن عدم الاستجابة بالاضافة إلى اختيار الحل الأمنى والعسكرى عقد الأمور ولكن دائمًا إرادة الشعوب ستنتصر وأحب أن أوضح أن حماس لا تتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة ولكن ما يحدث وجب على حماس بما أنها حركة شعبية أن تقف مع الثورة السورية بدون شك القضية الفلسطينية فى عمق القضية السورية فثورة عام 36 كانت من سوريا وكتائب عز الدين القسام وسوريا احتضنت المقاومة منذ نشأتها فحركة فتح كان المركز الرئيسى لها فى دمشق فهى الحاضنة الكبرى ولا يستطيع أحد أن يغير ذلك أو ينهى هذا الوضع.
 
 
■ كيف ترى الغضب الشعبى فى الشارع المصرى تجاه «حماس» بعد حادث رفح؟
 
 
- جزء كبير منه انعكاس للأوضاع الداخلية المصرية والهجوم على حماس وعلى غزة هو هجوم فى الواقع ظالم لأنه لا يمكن أن يفكر أى فلسطينى فى مثل هذه الفعلة ولا يوجد دليل واحد على أن أحد هؤلاء القتلة جاء من غزة.. والتسرع فى هذه الاتهامات لا مبرر له على الرغم من أنهم تسرعوا قبل ذلك فى حادث طابا وقالوا إنهم دخلوا من الأنفاق من قطاع غزة ثم اتضح بعد ذلك كذب كل هذه الادعاءات لأنه ليس هناك أى أحد منهم دخل من قطاع غزة أو من أبناء القطاع وأعتقد أن نفس الشئ فى الوقت الحاضر بالنسبة للحادث الأخير فغزة مجتمع صغير ومترابط ولا يوجد ما يخفى داخل هذا المجتمع لو كان أحد من هؤلاء كان من قطاع غزة كان أهله شعروا بذلك وأقاموا له جنازة على الأقل أو نعوه ولكان عرف كل الناس أن هناك فى غزة من قام بمثل هذه الفعلة ولذلك أنا أكدت منذ البداية - ومازلت - أؤكد أنه لا يوجد أى من هؤلاء خرج من قطاع غزة أو هو من أبناء قطاع غزة.
 
 
■ بعد الحادث تم إغلاق معبر رفح ما تأثير ذلك على سكان القطاع؟
 
 
- الجميع يعلم أن قطاع غزة يعتمد فى تواصله مع العالم الخارجى كله على معبر رفح وليس له منفذ آخر ويعتمد على معيشته اليومية وإعادة سيرة الحياة للقطاع - بعد الحرب الأخيرة التى شنت عليه من قبل إسرائيل على الأنفاق فهو يأتى بكل احتياجاته سواء كانت مواد تموينية أو دواء أو ملبسا أو حتى مواد الاعمار من الحديد والأسمنت وغيرهما.
 
كما أن محطة الكهرباء ستتوقف من جديد بعد توقف تزويدها بالسولار وبالتالى عجلة الحياة ستتوقف تأثرًا بما جرى ونشكر جهود الرئيس مرسى مؤخرًا على دعم قطاع غزة بالسولار ورغم كل ذلك ما كاد الشعب الفلسطينى يسمع بما حدث حتى خرج فى مسيرات من كل مساجد قطاع غزة مستنكرًا ومعزيًا وفتح بيوت العزاء خاصة أمام مبنى السفارة المصرية القديم لأنه يشعر أن أثر ما حدث سيكون عليه أولا وبعد ذلك على أى طرف.
 
 
■ هل تغير الوضع بعد ثورة 25 يناير لقطاع غزة؟
 
 
- لا ننكر أنه بعد الثورة حدثت بعض التسهيلات الاضافية فى المعبر وبعض التحسينات فى عدد المسافرين فى طريقة التعامل وتطوير فى سياسة التعامل مع الفلسطينيين ولكن للأسف لم ترق كل هذه الإجراءات إلى فتح المعبر بصورة طبيعية، وكل الثورات العربية العنوان الأساسى فيها هو تحرير إرادة الشعب وعودة الكرامة لأبنائه، فكلما تفرد الحكام بالقرارات أصبح رأى الشعب ثانويًا وكلما تفرد الحكام بالحكم كان الاعتبار الأساسى لهم هو الكرسى وكلما تفرد الحكام بالحكم كانت التوازنات الاقليمية والتوازنات الخارجية هى الأساس للرؤية. ولكن بعد الثورة سيتغير الوضع فالقوى الشعبية الرئيسية ستقف أمام أى تهاون متعلق بالقضية الفلسطينية والنظام الديمقراطى سينتج رأى الشعب وسيجعله هو الغالب ورأى الشعب فى النهاية هو الذى يتبلور فى السياسة الخارجية وهذا سيجعلنا أكثر اطمئنانا على حقوق الشعب الفلسطينى.
 
 
■ كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية فى ظل النظام الحالى لمصر؟
 
 
- مصر منذ عقود بعيدة بل منذ قرون كانت هى المرتكز الأساسى لقوة الأمة ومنعتها. فعندما كانت تتعرض الأمة لهجمات خارجية كانت مصر هى القاعدة الأساسية التى تصد كل هذه الهجمات وما معركة عين جالوت عنا ببعيدة. فمصر تأثيرها متعدٍ لحدودها طوال التاريخ وحينما اقتصرت سياستها على حدودها بسبب ضغوط خارجية خاصة بعد كامب ديفيد ونأت بنفسها عن السياسة الخارجية احتلت العراق واحتلت بيروت وقسمت السودان وتمددت مشاريع خارجية داخل الجسم العربى فى الفراغ الذى تركته مصر فمكانة مصر ليست فقط فى أن تدير نفسها مكانتها فى أنها مرجع للأمة وحصن لكل العرب وفى القلب من ذلك القضية الفلسطينية. فمصر هى التى شكلت منظمة التحرير الأولى ومصر هى التى أعادت نسخة منظمة التحرير الثانية فى 69 ومصر هى التى حمت المقاومة فى اتفاقية القاهرة فى بيروت. حتى فى الوقت الحاضر مصر هى التى وراء المصالحة الفلسطينية وحتى فى صفقة الأسير جلعاد شليط مصر كان لها الدور الأكبر والأفعل فى عملية تبادل الأسرى. فدور مصر مشهود فى القضية الفلسطينية وكل الشعب المصرى مع القضية الفلسطينية فهى القضية المركزية التى تجمع الأمة ونحن نرى أحزابا بينها وبين بعضها انقطاع كبير ولكن حينما يتعلق الوضع بالقضية الفلسطينية نجد بينها تعاونا فى إطار القضية. وإن كانت القضية تعانى فى الوقت الحاضر بسبب تغول إسرائيل بسبب الانشغال بالثورات العربية فالخبر الفلسطينى أصبح الخبر الثانى أو الثالث لكل ذلك نحن ننتظر كثيرًا من مصر.
 
 
■ ما هو مستقبل المصالح الفلسطينية؟
 
 
- القضية الفلسطينية أكبر من فتح وحماس لا مستقبل للقضية الفلسطينية إلا بالمصالحة ووحدة الشعب الفلسطينى ولكن التدخلات الخارجية هى التى منعت الوصول إلى مصالحة سريعة حتى الآن.
 
■ ما هو موقفكم من إيران؟
 
 
- نحن نرفض السياسة الأمريكية التى تريد أن تحول إيران إلى عدو للعرب بدلا من إسرائيل.
 
وللأسف نجحت جزئيًا فى هذا الهدف ولكن علاقتنا مع إيران وتعاملنا معها بصورة أو بأخرى يمنع مثل هذا التقسيم السيئ بين الأمة وبعضها. ويجب أن نسعى جميعًا إلى وحدة الأمة بمختلف مذاهبها وأعراقها وأن يكون بين الجميع تعاون وتواصل لا تدافع وانقسام.
 
ورغم عدم توافقنا مع وجهة نظر إيران تجاه سوريا إلا أن وجهة نظر الحركة هى ألا يؤثر اختلاف وجهات النظر على العلاقات المشتركة لأن هذه العلاقات لها تأثيرها على مستقبل المنطقة كلها. والأمة لا خيار لها إلا أن تتعايش وتتوحد وتتكامل فيما بينها لتصبح أمة قوية.