الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اليمن على أعتاب الانهيار.. والتقسيم حتمى




 اعتبر رئيس حزب «التجمع الديمقراطى» اليمنى عبده النقيب إن المسئولين اليمنيين يعدون الجنوب «غنيمة حرب» فى وقت تتجه فيه الأوضاع فى البلاد إلى «الصوملة».
 
وأشار إلى أن القبلية تحكم اليمن وأن الأصابع الأمريكية وراء إيجاد تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن.
 
 
■ الى اين وصل الوضع فى اليمن الآن؟
 
ـ ربما لا يدرك الكثيرون مدى التدهور والانحطاط الذى وصلت إليه الأوضاع التى تعيشها اليمن فقد اصبحت اعقد من أن تحل عبر التصريحات التضامنية والمبادرات السياسية والدعم المالى من الدول المانحة أو من الصناديق الأممية والعربية، فقد بليت اليمن بعصابة إجرامية محترفة استولت على كل مقدرات اليمن وارتبطت بمافيا السلاح والمخدرات الدولية.. فتاجرت بكل شيء واباحت البلدين للشركات الدولية تنهب دون حسيب او رقيب وتنازلت عن كل شيء بما فى ذلك السيادة الوطنية فى سبيل الحصول على الدعم السياسى الغربى واليوم نقف على اعتاب انهيار شامل هو اصعب من ان توقفه المبادرة الخليجية او تصريحات بعض القادة العرب.. فقد تشكلت بالفعل دولة الحوثيين فى الشمال والانفصال الشعبى فى الجنوب حقيقة لا جدل فيها وحكومة الوفاق افشل وأسوأ من عصابة صالح فكلايهما شريك فى كل هذا العبث والفساد.
 
 
■ لماذا تعمد نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح إقصاء الجنوبيين من قطاعات الدولة؟
 
 
ـ صالح هو ظاهرة مرتبطة بالواقع الاجتماعى اليمنى.. وذلك سر بقائه بهذه القوة لثلاثة عقود فتاريخه عريق فى تهريب المخدرات عندما كان قائدا عسكريا يشرف على موانئ وممرات تطل على اريتريا وجيبوتى عند باب المندب والبحر الأحمر، فهو رجل عصابة استباح الجنوب ارضا وإنسانا وتاريخا وثقافة ودعمه فى ذلك فتاوى حزب الإصلاح الذى يدعى انه إسلامى.
 
فحاول صالح استعباد الجنوب وإذلاله وإهانته عبر سياسة القمع والتجويع الممنهج والإفساد وعمل على تدمير كل المؤسسات الخدمية الجنوبية وتسريح خمسة وسبعين بالمائة من الكادر الجنوبى وتهجير المؤهلين حتى انتشرت جاليات الجنوب فى كل الدول الأوروبية وشمال امريكا وغمرالجنوب بأعداد هائلة من القادمين من شمال اليمن عبر منحهم التسهيلات والصلاحيات لنهب الأراضى العامة والخاصة والممتلكات.
 
■ وهل انتهى هذا الفكر الإقصائى؟ أم لا يزال موجودًا؟
 
 
ـ الآن على نهج صالح تسير حكومة الوفاق التى يهيمن عليها التيار الإسلامى المتشدد.. فعن طريق القمع والتجويع والحصار الإعلامى يحاولون محو الشخصية الجنوبية وتذويبها تحت شعار الوحدة والإسلام والقومية العربية.. وهى فى حقيقة الأمر عبارة عن مطامع قبلية قديمة جديدة فى ثروات الجنوب وأراضيه تحت دعوى «الأرض يمنية والشعب وافد» لا فرق بين حميد الأحمر وعلى عبدالله صالح والزندانى وغيرهم.. فجميعهم يعتبرون الجنوب غنيمة حرب وهو أمر طبيعى فى مجتمع مازالت الثقافة القبيلة متأصلة لديه.
 
وحكومة الوفاق لم تفعل أى شيء ملموس تجاه ما تعرض له الجنوب والأخطر من هذا انهم اليوم اطلقوا ايدى الميليشيات التى تنتمى لحزب الإصلاح والميليشيات القبيلة تعيث فى الجنوب فسادا وقتلا فى ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها.
 
 
وما نسمعه عن العملية السياسية والحوار الوطنى وغيره مجرد كلام فبقايا المؤسسات تتآكل والانهيار يسير بشكل مخيف والبلد بدأ «بتصومل» وأمراء الحروب حلوا بدلا عن دولة العصابة.
 
 
■ هل قمتم كحراك جنوبى بفتح أى قنوات مع الرئيس هادى والحكومة الجديدة لتقريب وجهات النظر؟
 
ـ الرئيس هادى مغلوب على أمره فليس هو من يحكم فمراكز القوى القبلية هى التى تدير كل شيء ناهيك عن ان هادى جاء من عباءة السلطة وظل موظفا لدى صالح لقرابة عقدين ولا اظنه يستطيع الخروج من هذه الدائرة الموغلة فى الفساد.
 
■ كيف تقيم موقف المجتمع الدولى والإقليمى من القضية الجنوبية؟
 
ـ المجتمع الدولى لا يمكن وصفه بأنه ضد الوحدة او معها فهم وفقط مع مصالحه ومن يحقق له مصالحهم سيقفون إلى جانبه، من خلال نشاطنا الخارجى على مدى اكثر من سبع سنوات متواصلة استطيع اجزم بأن هناك تغييرات كبيرة فى تقديرهم للأوضاع فى اليمن والجنوب. فى الأول كان المجتمع الدولى يخشى من حدوث اضطرابات تهدد مصالحهم الحيوية فى المنطقة.. لكنه اليوم صار متأكدًا من استحالة وجود تسوية سياسية وبات على قناعة بأن الجنوب شعبا قد حسم أمره فى النضال باى ثمن لتحقيق فك الارتباط وأن أى محاولة لتجاوز هذه الإرادة الشعبية لن تجلب سوى مزيد من الاضطرابات والانهيار.
 
 
■ ما رؤيتكم لحل القضية الجنوبية؟
 
 
ـ طرحنا فى حزب التجمع الديمقراطى الجنوبى فى عام 2004م رؤية مبكرة أثبتت صحتها اليوم.. ان الوحدة قد فشلت وتحولت إلى احتلال. وأن التناقضات الاجتماعية والثقافية بين شعبى اليمن والجنوب صارخة ولم يعد لدينا خيار سوى ان يتم تلبية مطالب شعب الجنوب وتطلعاته فى التحرر حتى يحين الوقت وتنضح الظروف لتحقيق وحدة شعوب المنطقة فى الجزيرة والخليج والأمة العربية بأسرها.
 
■ ما تعليقك على خطاب صالح فى الذكرى الـ33 لحزب المؤتمر الشعبى؟
 
 
ـ صالح فى خطابة الأخير أراد ان يقول انه موجود ولم يغادر المسرح السياسى وخيوط اللعبة الدولية تشير إلى انه مازال إحدى اوراق هذه اللعبة.. واتوقع ان تتعدى حدود الجنوب واليمن والامور تشير الى ان القوى الدولية تخطط لرسم ملامح جديدة للمنطقة بأسرها ليس لوضع اليد على ثرواتها فقط بل لإعادة تشكيلها جغرافيا.
 
■ ما الهدف من ارسال بعثات اممية متكررة إلى اليمن؟ وهل انصفت القضية الجنوبية؟
 
ـ «نسمع جعجعة ولا نرى طحين» سمعنا عن مبادرة خليجية وجولات مكوكية لجمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة لكن كل هذا لم يمكنهم حتى من فك الحصار المطبق حول منزل رئيس حكومة الوفاق.
 
وبالنسبة للقضية الجنوبية اثيرت بقوة لكن لم يحن الوقت لوضع حل واقعى لمعالجتها، فمازالت ورقة المبادرة الخليجية المحروقة تستخدم لاستهلاك الوقت.
 
 
■ معنى ذلك أنكم ترفضون استمرارًا بين الشمال والجنوب؟
 
 
ـ نحن نرفض الوحدة الفيدرالية لانها تعنى تنازل الجنوب أرضا وشعبا وتاريخا وثروة لقبائل اليمن فالحديث عن الدولة الفيدرالية مجرد هراء. بدليل ان الرئيس هادى ينتمى إلى الجنوب ولا يملك حتى صلاحيات موظف صغير فى قصر الرئاسة ومثله وزير الدفاع فكيف يمكننا الحديث عن الفيدرالية بعد الفشل الذريع للوحدة الاندماجية والحروب والممارسات القمعية والاستعبادية.
 
فالجمهورية اليمنية تتشظى والجنوب سيكون ساحة للمعارك بين امراء الحروب من قبائل اليمن والتى هى عبارة عن دويلات كل قبيلة تحافظ على اراضيها وحدودها ولديها سلاحها وجيشها. لا اظن ان هناك اى بصيص أمل لنجاح أى شكل من أشكال الوحدة مع قبائل اليمن.
 
■ كيف تقيمون وضع الحركة الاحتجاجية فى جنوب اليمن؟
 
 
ـ الثورة السلمية فى الجنوب تجذرت وتأصلت حتى صارت أقوى من أن يتم تجاوزها، صحيح انها لم تنجز حتى الآن عملية توحيد أداتها القيادية لكن الوعى السياسى بأهمية ذلك جعل هناك باب للحوار دون تخوين أو إقصاء.
 
 
■ كيف يمكن التعامل مع تنظيم القاعدة؟ وما خطورته على الجنوب؟
ـ تنظيم «القاعدة» وفرعه «انصار الشريعة» هما فصيلان يتبعان على عبدالله صالح وعلى محسن الأحمر لممارسة الإرهاب ضد الثورة فى الجنوب.. واصابع امريكا ليست بعيده عن هذه اللعبة المميتة فهى تدرك بشكل كامل العلاقة الحميمة بين قاعدة النظام.