الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشوبكى.. السبكى.. كله ساقط!

الشوبكى.. السبكى.. كله ساقط!
الشوبكى.. السبكى.. كله ساقط!




وليد طوغان يكتب:
اعتبرت النخبة ضعف الإقبال على الانتخابات عزوفا للشارع عن السياسة. رموز يناير اعتبروا النتيجة ليست فى صالح الرئاسة، ودليلا على غضب الشارع من «تهميش تيار يناير» لصالح نظام 30 يونيو.. وكان كلاما والسلام.
اعتبرت اوساط منُظري «الثورة»، وساسة «يا مين يجيبلى حبيبى» الجولة الاولى «سياسة منزوعة الجماهير». بعضهم كاد «يعلق كهارب» نكاية فى النظام. لكن إعادة فحص النتائج، وإعادة تأويل النتيجة، بلا مشاعر صاخبة، ولا تشفى ممن سقط فى الشارع، قبل ان يسقط فى يده قبل الإعادة، ربما يفيد فى تحليل أكثر دقة للواقع السياسى.
أولا، ليس من الانصاف اعتبار دعوة تحالفات يناير بالمقاطعة، سببا فى عزوف الناخبين. فتيارات يناير، لم تشهد منذ يناير قوة تصويتية، وحشدا سياسيا «عليه القيمة» يمكن أن يغير النتائج، أو قادر على احداث فارق يدل على قوته.
حتى اللحظة، ما زالت تيارات يناير تعطى نفسها أكثر مما تستحق. هى لا تصدق أن الناخب كشف اغلبها، وأن الشارع السياسى اعلن سقوطها من اول اختبار. إذا كانت «نخبة يناير» مازالت تسفسط، استغلالا للواقع للبرهنة على قدرتها، فهو ليس الا زيادة فى الفشل، ومزيدا من النقصان فى تقدير المواقف، وانكارا للحقائق.
اكثر من مرة تدعو تيارات يناير للمقاطعة، ثم تجىء النتائج، لا علاقة لها بما طالبت به. فى كل استفتاء على الدستور، كانت تيارات يناير تدعو للتصويت بلا.. وكانت النتائج عكس ما طالبت به أيضا.
حتى اللحظة، لا تسلم تيارات يناير أنها لا تتحكم فى قواعد اللعبة. لا تريد مواجهة نفسها، بأن دعواتها للمقاطعة، كانت إعلان إفلاس، بعد الفشل فى حفر «اخنان» فى بطن الشارع السياسى. كل مرة يقاطعون فعاليات دستورية، أو استحقاقات انتخابية، يعلقون أسبابهم على «ضبابية الخريطة السياسية»، مع أنه ليس مطلوبا، دخول النخب الاستحقاقات، بترتيب ليس من عندهم، وحشود ليس من قدرتهم.. انما من قدرة ربنا.
يرى نخبة يناير ان المواطن المصرى خذلهم، لكن هذا ليس صحيحا. لا يمكن مع السقوط المدوى فى كل استحقاق تحميل الشارع المسئولية. لماذا لا يبحث ساسة يناير عن الأسباب فى أدراجهم، وفى فرش اسنانهم لا فى الشارع؟ متى يسلم صدور ساسة «الثورة» بأنه ان الأوان للانتحار على طريقة الساموراى، ندما وحزنا واعترافا بالخطيئة؟
خطيئتهم أنهم فشلوا فى سحب الشارع ناحيتهم، ثم كالوا الاتهامات للشارع. خطيئتهم ان الشارع لما سحب البساط من تحت ارجلهم، شككوا فى الشارع، ثم فى البساط، ثم غموا أعينهم واعتقدوا ان فشلهم بفعل فاعل، واشار بعضهم للرئاسة!
70% لقائمة فى حب مصر، و23% لقوائم حزب النور، واقل من 5% لباقى القوائم والتحالفات دليل على ان الأزمة فى الباقين، لا فى «فلول» النظام السابق، ولا فى المال السياسى، ولا فى تربيطات الإسلام السياسى. فوز عبدالرحيم على، وسقوط عمرو الشوبكى، يعنى ان الأزمة عند الشوبكى.. كما هى عن السُبكى.
لم يكن ضعف الإقبال استجابة لدعاوى المقاطعة. لو كان لتيارات يناير تلك القدرة، كان اولى حشدهم للتصويت لقوائمهم أو مستقليهم. الأمر الذى لابد من الاعتراف به ان الناخب لا يلتهب حماسة الا مع الأحداث الجسيمة، ولا تشتد حشوده الا فى اوقات الأزمات.
فى أوقات الاستقرار السياسى النسبى، لا يهتم الناخب إلا بالاقتصاد وبلقمة العيش وفلوس مدارس العيال.
صحيح الناخب المصرى ليس راضيا عن مسالك الاقتصاد، وغلاء لقمة العيش، لكنه فى الوقت نفسه ليس راضيا عن نخبة يناير، ولا يعلم عن ما تبقى منها شيئا.
ليس من الإنصاف، تحميل نظام 30 يونيو أخطاء ساسة مفترض ان يسود وجههم.. وهو كظيم!