الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كديسة» رواية المحبة والسلام لحجاج أدول

«كديسة» رواية المحبة والسلام لحجاج أدول
«كديسة» رواية المحبة والسلام لحجاج أدول




كتب - إسلام أنور


صدر حديثا عن دار العين للنشر بالقاهرة، رواية «كديسة» للكاتب المصرى حجاج أدول، وتقع فى 288 صفحة من القطع المتوسط.
وجاء إهداء الرواية للراحلة شيماء الصباغ : «إلى ابنتنا، صديقتنا، زميلتنا.. شيماء الصباغ، من اتخذتنا أبا وأما لها فأطلقنا عليها اسم «كديسة» أى قطة بالنوبية، نحتسبك شهيدة عند الله، حجاج وهدى أدول».
تبدأ أحداث الرواية فى فترة حملة لويس التاسع الصليبية على مصر، ويطرح الكاتب عدة أسئلة هامة عن قيم السلام والمحبة والإخاء والمساواة بين البشر من خلال شخصية «كلود الأول» وهو فارس فرنسى جاء لاحتلال مصر مع الحملة الصليبية من أجل نصرة المسيحية ونشر تعاليم المسيح من جديد لكنه يكتشف بعد أربعة سنوات قضاها بالأسر فى السجون المصرية أن ما جاء لأجله كان مجرد وهم ، وأن البشر جميعهم متشابهون لا فرق بين عربى أو إفرنجى أو مسلم ومسيحى لذا يقرر بعد عودته إلى بلاده بنشر رسالته الداعية إلى التوحيد بين شعبى البحر المتوسط الشمالى والجنوبى ونبذ العنف وإراقة الدماء ، وحينما يعجز عن تحقيق أهدافه هذه يقرر ترك رسالته لمن يأتى بعده من نسله .
تنقسم الرواية لثلاث أجيال ينتمون لعائلة «كلود الأول» ونرى من خلال هذا التباين الزمنى بين الأبناء والأحفاد والأجداد تغير نمط الحياة وسلوكيات وثقافة المجتمعات، فكلود الثانى أو «كلود السمين» كما لقبه الكاتب، حامل علامة النبوءة، يقرر الذهاب إلى الإسكندرية للسير على درب جده فى التوحيد بين شعبى البحر المتوسط بعد ما نادته حوريات البحر مثلما فعلت مع جده الأكبر كلود الأول، يصف الكاتب كيف كانت الإسكندرية منبع للحب والتفاهم والاحتواء لكافة الطوائف فهى المدينة « الكوزموبوليتانية» عاشقة الحياة، وفى الإسكندرية يعشق كلود الثانى «بسبوسة» هذه الفتاة المغرمة بالرقص، لكنه يتركها ويعود إلى لفرنسا دون أن يدرى أنه ترك فى أحشائها ثمرة هذه المحبة..  تختتم أحداث الرواية بشخصية «كلود الثالث» أو الفرنسيسى كما أطلقت عليه «كديسة» القطة الإسكندرانية بائعة السمك الجريئة، فكديسة تعنى قطة باللغة النوبية التى عشقها الفرنسيسى وتزوجها بعد محاربة قوى الظلام لحبهما فهو مسيحى وهى مسلمة لذا لم يجد بداً من إشهار الإسلام فجمع فى قلبه الإسلام والمسيحية.. ويعكس الكاتب التغيرات التى حدثت فى الإسكندرية عبر عصور، فنجد أن «كلود الثالث» لم يجد الإسكندرية كما وصفها جده «كلود السمين» فى مذكراته، فالمدينة لم تعد تسكنها البهجة والمحبة والتسامح، وتحولت لمدينة ظلامية تحت سيطرة قوى الظلام والتشدد الدينى التى تحارب التعايش بين البشر وتقتل المحبة فى القلوب لأجل حفنة من ذوى المصالح.. يترك الكاتب النهاية مفتوحة من أجل أمل فى الغد لمن يأتى بعد ذلك يوحد بين شعبى البحر المتوسط وينشر الحب والسلام بين الشعوب.. يذكر أن حجاج أدول، مكاتب مصرى، نوبي، من مواليد الإسكندرية عام 1944، بدأ الكتابة الأدبية فى سن الأربعين، عام 1984 فى الدراما المسرحية، ثم القصة القصيرة، ثم الرواية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1990، فرع القصة القصيرة عن مجموعة «ليالى المسك العتيقة». له العديد من المؤلفات توزعت بين المجموعات القصصية والروايات منها «ليالى المسك العتيقة»، و«بكات الدم»، و«غزلية القمر»، و «الشاى المر»، و»رحلة السندباد الأخيرة».