الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صفية القبانى: نطالب بعودة «أوقاف» مؤسس «كلية الفنون الجميلة»

صفية القبانى: نطالب بعودة «أوقاف» مؤسس «كلية الفنون الجميلة»
صفية القبانى: نطالب بعودة «أوقاف» مؤسس «كلية الفنون الجميلة»




حوار -  سوزى شكرى

تعتبر الدكتورة صفية القبانى أول امرأة تتولى منصب عمادة كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، تخصصت فى التصوير الجدارى والموزايك  وتتلمذت على يد زكريا الزينى، وتعشق  كل مجالات الفنون والموسيقى والمسرح والشعر وتحضر الندوات الثقافية تتواصل مع الطلاب فى الكلية بمحبة وتفاؤل، تفكر فى حلول لزيادة الموارد بالكلية وتتواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى وتبحث عن وقف الأمير يوسف كمال مؤسس كلية الفنون الجميلة والذى تعتبره من حق الأجيال الحالية والقادمة ..عن رؤاها وأفكارها تحاورنا معها فإلى نص الحوار.

 حدثينا عن أهم المحطات فى مشوار حياتك وحتى وصولك لمنصب عمادة كلية الفنون الجميلة بالقاهرة؟
- بعد الثانوية العامة أهلنى مجموعى للالتحاق بكلية التجارة الخارجية فكتبتها كرغبة أولى، لكن عشقى للفن جعلنى أغير رغباتى لالتحق بأجمل كليات الدنيا.. كلية الفنون الجميلة، ثم درست التصوير الجدارى وكنا فى القسم 8 طلاب فقط، تعلمت على يد الفنان الراحل القدير زكريا الزينى وفى الفرقة الثالثة تخصصت جدارى مع موزايك، وقدمت مشروع التخرج وعرض على لجنة التحكيم كان من ضمن اللجنة أسماء كبيرة محمود عويس وحامد ندا وزكريا الزينى، وحصلت على امتياز فى مشروع التخرج وكنت الأولى على دفعتي.
وأيضا تعلمت من أساتذتى أحمد نبيل وصلاح عبد الكريم وعبد الهادى الوشاحى  ومن يتعلم على يد هؤلاء لابد وأن يعشق الفن بجنون، وتخرجت عام 87 - 88، وبعد الدكتوراة بدأت رحلتى مع العمل كعضو بهيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، ثم عدت إلى كلية الفنون جميلة بالزمالك وكان هذا حقى باعتبارى من الأوائل، وفى عام 2009 عملت وكيلاً للكلية لقطاع خدمة المجتمع، ثم عميدة للكلية منذ ابريل 2015 وحتى الآن.
■ ماشعورك كأول امرأة تشغل منصب العمادة فى تاريخ كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان؟
- كنت أعمل فقط فالعمادة لم تكن هدفى، المنصب مسئولية كبيرة يحتاج إلى إنجاز دائم، فالقيادة فن يحتاج إلى التجديد والتحديث والتطوير فى الأسلوب والأداء ومعالجة المشاكل، حين بدأت تولى المناصب الإدارية عام 2009 كوكيل للكلية لخدمة المجتمع عشقت الإدارة واكتشفت أن وكالة الكلية لخدمة المجتمع هى الأهم.
 بتشجيع من الأصدقاء تقدمت للانتخابات للمنصب العمادة، وكانت تجربة سيئة قررت بعدها أنى لن أخوضها مرة أخرى، ثم تم إلغاء الانتخابات وأصبحت باختيار لجنة مشكلة من مجموعة من الأساتذة، وتقدمت بخطة لتطوير الكلية، وعملت من 4 أكتوبر 2014 إلى 9 ابريل 2015 كفترة تسيير أعمال بدون الثلاثة وكلاء حتى وصلنى قرار تولى العمادة لمدة ثلاث سنوات.
■ ما الذى تمثله لك كلية الفنون الجميلة؟
- كلية الفنون الجميلة كيان تنويرى وموجود من قبل إنشاء وزارة الثقافة بسنوات وقبل كيانات كثيرة أصبحت معنية بالفنون والثقافة، الأمير يوسف كمال أحد أعضاء الأسرة المالكة أسس كلية الفنون الجميلة عام 1908 ترك لنا «إرثًا» فنيًا وثقافيًا وتاريخيًا وجب علينا المحافظة عليه، ترك لنا «وقفًا» قيمته كبيرة جدا، وأرسى العديد من الأساليب للتواصل والتبادل المعرفى الفنى والتعليمى والثقافى.
«الوقف» بحسب ما ذكره احد الباحثين له وثائق موجودة فى دار الوثائق، حين  أسسس مدرسة الفنون الجميلة التى كانت فى «درب الجماميز بالقاهرة» وأوقف عليها مساحة قدرها 127 فداناً من الأراضى الزراعية بالمنيا، وأوقف عليها أيضاً عدة عقارات بالإسكندرية، وقد نص فى حجة وقفه على أن يصرف ريعها «فيما يلزم لتدريس وتعليم الفن أن يقوم بالتدريس مدرسون من فرنسا وإيطاليا. ثم عاد الأمير وغير من شروط وقفيته فى عام 1927م وجعل ريعها مخصصاً لإرسال بعثات علمية لمائة وخمسين طالباً ليتعلموا الفنون الجميلة فى جامعات فرنسا وإيطاليا.
واليوم نحن نريد الوقف  لأنه يخصنا ويخص مؤسس الكلية ونطالب بعودته، الوقف سوف يرفع المسئولية من عاتق الدولة ويوفر لنا ميزانية كافية للتطوير فى كل مجالات الفنون والصرف على الأقسام والتوسع وبالتأكيد أيضا لنستخدمه كما أوصى «كمال» لمصلحة الفن والفنانين ولنعود إلى إرسال البعثات وسفر الفنانين للخارج بشكل دائم .
■ ما المشكلات التى تواجهها الكلية؟
- نحن مثل جامعات كثيرة  نعانى من  ضعف الميزانية المحكومة بالعديد من البنود ولكن رغم أنها محدودة (50 ألف جنيه فقط) إلا أننا نجتهد ونستمر فى تنفيذ استراتيجية العمل بالكلية، استكملنا وأنجزنا متحف الكلية للرواد وتكلفته 4 ملايين جنيه واعددنا سيناريو متحفيًا سوف يفتتح قريباً.
 عملت لنحو 7 سنوات وكيلة للكلية لقطاع خدمة المجتمع قدمت ولا زلنا نقدم خدمات من خلال صناديق خاصة لتنمية موارد وفتح مساحات وآفاق جديدة بقدر طاقتنا وطبيعية الدراسة بالكلية، تعاونت أثناء عملى كوكيلة والى اليوم كعميدة مستمرة فى التعاون والتواصل المشترك مع مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال ومصانع وجمعيات أهلية والبنوك والشركات، وجميعهم  يؤمنون بدور الفن فى خدمة المجتمع المصري.
وهؤلاء وغيرهم كثيرون يقدمون الدعم الدائم للكلية بجانب التعاون والتواصل مع المؤسسات والمكاتب الاستشارية المعمارية والاطلاع على آرائهم ومقترحاتهم فيما يخص سوق العمل حتى لا يفصل دارسو الفنون عن الحياة العملية ومطالبات المجتمع، وهذا جانب مهم أن المؤسسات تعطى الفرصة للشباب للتدريب العملى والميدانى وبالتأكيد بعض الشباب سوف يبذل جهدًا فى التدريب ويتفوق وقد يحصل بعد التدريب على فرصة للعمل لتكون بداية لمستقبله، وهذا التدريب الميدانى موجود فى اللائحة (فنون أو عمارة أو ديكور )، لا تأخذ أموالا من أى مؤسسة، إنما المسموح به قانونيا هو التعاون فيما يخص الكلية مثل الترميم وعمل الإصلاحات.
■ هل تم تغيير المناهج لتطوير الدراسة فى كلية الفنون الجميلة؟
- التطوير يحدث حين يتم وتغيير اللوائح لمواكبة العصر،  كليات الفنون خارج مصر يتم تغيير المناهج كل فترة، والفن تحديدا فى تطور مستمر وبالإضافة إلى الدراسة الأكاديمية التى هى أساس دراسة الفنون بكل مجالاتها، لابد من التطوير والتحديث، الشباب هما أكثر ميلاً للجديد والغريب فى الفن مثل البيرفورمانس والفيديو آرت وهذه المواد أضيفت لقسم التصوير، والكمبيوتر جرافيك أضيف لقسم الرسوم المتحركة، والتصوير الفوتوغرافى وغيرها.
لست وحدى من يسعى لتطوير المناهج بالكلية، جميع الأساتذة فنانون كبار لهم تاريخ مشرف فى الحركة الفنية، وتطوير المناهج تم عن طريق زملاء فى  لجان معنية باللوائح واللجان بها كل الأجيال، الجميع يعمل ولديهم طاقة إيجابية.
وبداية التغيير هو نظام الجودة بأن تتغير المناهج بنسبة 20 % كل عام ثم خلال خمس سنوات سيكون تم تغيير المنهج بالكامل، فلم يتم تغيير المناهج منذ عام 1972، وأيضا بعض المناهج هى نفس مناهج الفنون الجميلة بفرنسا منذ عام 1908.