الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد بيان «الإسلاميين» و«سلامة» .. توابع لقاء الرئيس.. المثقفون والمتشددون وجها لوجه














يفاجئ كل يوم المتشددين من أتباع التيار الإسلامى الوسط الثقافى بالكثير، بما ينبئ بأن المثقفين مقبلون على صدام، فبعد لقاء المثقفين والفنانين بالرئيس محمد مرسى أصدر عدد ممن أطلقوا على أنفسهم "المثقفين الإسلاميين" بيانا يستنكرون فيه تجاهل الرئيس مقابلتهم واهتمامه بلقاء الفنانين وبعض الكتاب الذين ينتمون للفكر العلمانى واليسارى، أيضا أصدر الشيخ حافظ سلامة بيانا ينتقد فيه لقاء الرئيس بالفنانين، الجدل حول اللقاء لم يتوقف على المتشددين فقط، بل وصل إلى صفوف المثقفين أيضا، فمنهم من يرى أن اختيار الأسماء حدث بشكل عشوائى، وتم تجاهل المثقفين الحقيقيين.. وتعليقا على هذه البيانات التى تستهدف الثقافة استطلعنا آراء عدد من المثقفين حولها.

 
استنكر الدكتور عبدالمنعم تليمة التداخل الذى وصفه بالمفتعل بين مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة والتيارات السلفية، وقال: الرئيس مرسى جاء إلى سدة الحكم بطريقة شرعية، ولكن حزب الحرية والعدالة يقدم نفسه كأنه المنفرد بتسيير الامور.

 
وأضاف: الرئيس التقى مجموعة من المثقفين وتم اختيارهم بشكل عشوائى واغفل المثقفين الحقيقيين فى الجامعات المصرية وأهل الاختصاص فى العلوم والادارة والقضاء والاقتصاد والسياسة والطب والكيمياء وغيرها من المجالات، هؤلاء هم المثقفون الحقيقيون، وهناك مفارقة أن يتم الاجتماع بالمثقفين وفى نفس الوقت يتم مصادرة بعض الصحف وغلق بعض القنوات، إن هؤلاء المثقفين الذين ذهبوا للقاء الرئيس لا يمثلون المثقفين المصريين، فالثقافة المصرية اخطر واعظم من أن يمثلها هؤلاء، والبيانات التى صدرت مؤخرا تستنكر الحوار مع المثقفين تعد من الجاهلية الاولى والبعض وصفه بأنه لقاء اليساريين والعلمانيين وان الرئيس مرسى بهذا اللقاء تخلى عن انصاره وقابل مثقفى حظيرة فاروق حسنى.

 
الدكتور محمد الجوادى رفض التعليق واكتفى بقوله: لقد عرضت على العزومة بالكامل، وأرفض الآن تناول عظمة من بقايا الوليمة، والمعنى فى بطن الشاعر.

 
الدكتور صلاح قنصوة، قال، هم لا يستحقون الحوار لأن مجرد الرد عليهم يعنى الاعتراف بوجودهم، وهم أيضا لا يستحقون الهجوم عليهم، وأنا أربأ بنفسى وانسانيتى ان انزل الى مستوى هؤلاء لانهم اناس خارج الزمن لهم قانونهم الخاص المغاير لقوانين الحياة.

 
السيناريست محفوظ عبدالرحمن، قال: هذه الفئة ليسوا مثقفين، ولكنهم يعيشون فى القرن الثالث قبل الهجرة، فهذه البيانات لا قيمة لها، ولابد أن يحاسبوا على هذا الكلام، وهم أناس لا يجب مناقشتهم لانهم خارج الزمن، وسيظلون خارج الزمن، فلم يقل أحد مثل هذا الكلام من قبل ، ولن يقوله احد فى المستقبل، ولن يتكرر فى تاريخ البشرية

 
الناقد عز الدين نجيب، قال: لقد حضرت لقاء الرئيس مرسى وخرجت منه بانطباعات ايجابية جدا تتناقض بمقدار مائة وثمانين درجة عما كان فى ذهنى من قبل، وهؤلاء اعلنوا إفلاسهم بهذه البيانات، وهو تعبير عن تصرف العاجز عن التعايش مع المجتمع من حوله واستيعاب الآخر وفهم أبسط أوليات العلم والحضارة ويؤكد أنهم "كلاكيع" مجمدة قادمة من متحف العصور الوسطى وليس لها مكان فى هذا العصر.

 
اما الروائى حجاج ادول أكد أن هذه البيانات فيها الكثير من الجهل والتطاول على المثقفين المصريين وتساءل أدول: إذا لم يجلس الرئيس مع المثقفين فمع من يجلس؟ للأسف نحن نعيش حالة من التخلف الحضارى الفاضح ترجع جذوره الى العام 1954عندما حكم العسكر مصر بعد انقلاب ذلك العام لانه اوقف التطور الحضارى الطبيعى الذى كان الشعب المصرى يتصاعد فى سلمه، ونحن الآن نجنى العلقم من جراء هذا الأنقلاب، وما زالت قوة الدفع للعصر الظلامى مسيطرة وتقودنا الى أسفل، وتصاعد مثل هذه البيانات فهذا امر طبيعى وللأسف يكاد التاريخ يعيد نفسه عندما تم اغتيال الشيخ الذهبى وفرج فودة، وتعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال فاشلة، كما نعانى ايضا من الاغتيالات المعنوية.

 
اما الشاعر محمود قرني، فقال: هذا موقف لا يستحق التعليق عليه ومع احترامنا لتاريخ الشيخ حافظ سلامة الوطنى إلا أن هذا البيان يضرب تاريخ الدولة الوطنية المصرية وقوتها الناعمة التى تلعب الثقافة والفنون فيها دورا رئيسيا يرسم مستقبل هذه الدولة، لان سلفيين يؤمنون بالمذهب الوهابى وممن اظلمت البداوة والدولارات عقولهم وقلوبهم من كل قيمة ومن ثم يتعاملون بمثل هذا الاستخفاف مع صناع العقل المصرى الحديث.