الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود طاهر: أدفع ثمن عشقى للأهلى.. ولن أتراجع

محمود طاهر: أدفع ثمن عشقى للأهلى.. ولن أتراجع
محمود طاهر: أدفع ثمن عشقى للأهلى.. ولن أتراجع




حوار- وليد العدوى


لم يكن المهندس محمود طاهر شغوفًا بكرسى الرئاسة فى النادى الاهلي، كما صوره بعض أعدائه الذين تلذذوا مؤخرًا لمجرد إخفاق فريق الكرة الأول فى عدم ممارسته لهوايته المفضلة بالحصول على بطولتى الدورى والكأس المحلية، وهو ما اعتبره الاعداء فشلا وبداية لانهيار القلعة الحمراء، ودللوا على صحة وجهة نظرهم بالإخفاق الافريقى والخروج من الدور قبل النهائى لبطولة كأس «الكونفدرالية»، وتناسوا ربما عن جهل أن الأهلى هو حامل اللقب والنادى المصرى الوحيد الحاصل على هذا الدرع القارى فى وجود محمود طاهر، إذا تحدثنا بلغة الارقام والبطولات، لكنهم لم يمنحوا انفسهم مساحة من الوقت للفهم والاستيعاب، كما وصف طاهر موقفهم فى هذا الحوار مع «روزاليوسف»:
تعددت الفرص أمام طاهر فى الماضى القريب للجلوس على مقعد رئاسة النادى الأهلى، مستندًا على رصيد ضخم وثقة بناها مع اعضاء الجمعية العمومية فى السنوات الأخيرة منذ ان كان عضوًا بمجلس الادارة، وتحديدا خلال فترة التسعينيات من القرن الماضى، عندما اختاره الراحل صالح سليم لعضوية مجلس الإدارة المعين فى دورتين، بسبب إمكاناتها وقدرتهاعلى مواصلة السيرعلى طريق الإنجازات والبطولات للقلعة الحمراء، وأظهرالمهندس الشاب خلال فترة رئاسة صالح سليم فكرا وعلما بأسلوب الإدارة العقلية فى التعامل مع الملفات الكبرى، لكن أمام هذا الرصيد الضخم لم يدخل طاهر معارك فى ظل وجود ادارة سابقة كانت متمسكة بالكرسى حتى الرمق الأخير، ورغم ذلك لم يتحرك طاهر لتلبية نداء الأهلى إلا عندما وجد احترامًا وقبولاً من اعضاء الجمعية العمومية، ورغبة أكيدة فى احداث تغيرات تتماشى مع المستقبل بفكر شاب.
لم يجد أعداء النجاح فرصة للانقضاض على بعض نجاحات طاهر الخفية من عمل منشآت وتوسعات داخل القلعة الحمراء سواء فى الجزيرة او الفروع الاخرى، فضلا عن انجازات اخرى كثيرة سيسردها طاهر بنفسه فى هذا الحوار مع «روزاليوسف» الا باستثمار الاخفاق الظاهرى من عدم الحصول على لقبى الدورى والكأس وذهابهما إلى الغريم التقليدى لعمل ضجة إعلامية بإيعاز من مريدين لهدم طاهر الذى تغيرت حوله المعطيات تماما لمجرد الفوز بكأس السوبر أمام الزمالك فى الإمارات، ترى كيف يرى طاهر هذا التحول؟ وهل ستتغير وجهة نظره للإدارة فى الأهلى؟ وهل سيعيد حساباته فى الأيام المقبلة؟ ومع من؟ وما هى خططه العاجلة للرد على المغرضين؟ وكيف جاء الصلح مع رئيس نادى الزمالك المستشار مرتضى منصور؟.. أسئلة كثيرة جاءت على مائدة الحوار الشيق مع رئيس النادى الأهلى المهندس محمود طاهر عبر صفحات «روزاليوسف» فى تلك السطور:
■ فى البداية.. هل الفوز بالسوبر المحلى كاف لإحداث كل هذا التحول من حولك؟
- لم يتغير فى الأمر شىء، النادى الأهلى يسير بخطى ثابتة نحو خططه واهدافه وبنجاحات منقطعة النظير، لكن للأسف هناك من يتربص بتلك النجاحات، واخذ من بعض تعثرات فريق الكرة الأول لعدم الفوز ببطولتى الدورى والكأس ذريعة لشن هجوم حاد وشرس فى بعض الأحيان، لأغراض معينة لم ولن ألتفت اليها اطلاقًا، لأنى اثق فى نفسى وفى قدراتى بشكل لا يتصوره احد، كما اثق بنفس القدر فى اعضاءوجماهير النادى الأهلى التى تلمس مدى اخلاصنا فى العمل منذ اللحظة الاولى التى تولينا فيها المسئولية، واعتقد انهم لم يلتفتوا الى مثل هذا الحملات.
■ لكن الإخفاق كان ملموسا فى تراجع نتائج فريق الكرة بعدم الحفاظ على بطولة الدورى وخسارة الكأس وكذلك بطولة «الكونفدرالية» وهو حامل اللقب.. ما تعليقك؟
- أتفق معك تماما، لكن ما اتصوره فى إدارتى للنادى الأهلى أن الأمور لا تؤخذ بهذا الشكل، هناك أسلوب علمى ممنهج نسير عليه جميعا منذ اللحظة الأولى لأن هدفنا فى المقام الأول استمرار بناء النادى الأهلى مع متطلبات العصر والمرحلة المقبلة، وهو ما يخفى على البعض إما لعدم الفهم والادراك أو تغافل ذلك عن عمد، وكلاهما مر فى الحقيقة ولن أقف عنده، لأنه لا يشغلنى، المهم ماذا أقدم؟ وبأى أسلوب أسير؟ سؤالان دائما أضعهما أمام عينى فى اى تصرف أو إجراء اتخذه فى حياتى عموما، واتجاه النادى الأهلى بشكل خاص، وإذا تحدثنا بلغة البطولات، فلا تنزعج عندما اقول لك اننا حصلنا على لقب الدورى الموسم الماضى بهدف، فهل هذا كاف لاستقرار الفريق والنادى الأهلي؟ بالطبع لا؟ يا جماعة ما يمر به النادى الأهلى منطقى جدا على صعيد فريق الكرة لأنه يمر بمرحلة احلال وتجديد، وخسارة بطولة لا تعنى نهاية العالم، لكن المهم ماذا نقدم للمستقبل سواء فى كرة القدم أو غيرها من الألعاب الأخرى أو حتى على صعيد التوسعات الانشائية، وهو أمر فى غاية الأهمية والخطورة.
■ هل تختلف معى أن كرة القدم هى الواجهة الرئيسية بل والبوصلة المحركة لمصير أى رئيس للنادى الأهلى؟
- بالتأكيد ما تقوله صحيحا، واتفق معك تمامًا، لكن عندما اختارت الجمعية العمومية محمود طاهر فبالتأكيد كانت ومازالت تثق فى فكره وفى خططه ورؤيته للأشياء، والا ما اقدمت على هذه الخطوة، ومن ثم من الظلم الحساب بالقطعة، وانا هنا لا اتمسك فقط بمجموعة من النجاحات والتوسعات الانشائية التى حدثت فى زمن قياسي، بل كما تقول كرة القدم والفوز بالبطولات هو عنوان النادى الأهلى دائما، وأنا اعى ذلك تماما، لكن ما قيمة ان تفوز ببطولة ولا تضخ دماء جديدة قادرة على استلام الراية من جيل عظيم، وانا هنا اسأل من يشكك، ما رأيك فى صفقات الأهلى هذا الموسم؟ أليست الصفقات الجديدة خطوة على طريق الإصلاح بعد أن اعتزل جيل محترم من العمالقة سطروا بحروف من نور بطولات النادى الأهلى ومنتخب مصر، ألم يسأل أحد نفسه من بإمكانه ان يختار بدائل كل هذه النجوم؟، اعتقد أمرا صعبا ويحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد والعمل المخلص، أما النتائج فهى بيد الله وحده، ونحن لم نفعل إلا الخطوة الأولى من اختيارات لصفقات جيدة بشهادة كبار خبراء كرة القدم فى مصر، لكن المشككون لم يمنحوا انفسهم فرصة لالتقاط الانفاس واتخذوا من خسارة بطولتى الدورى والكأس ذريعة لمزيد من الهجوم على المجلس الحالي.
■ هل يؤلمك النقد بأنك لم تمارس كرة القدم ومن ثم تواجهك صعوبات فى ادارة الكرة؟
- إطلاقا والتجارب العالمية من حولنا أثبتت نجاح الفكر الادارى بشكل عام، بعيد عن مسألة الممارسة من عدمها، ولا يخفى على أحد أننى دائم الاستشارة مع أهل العلم والتخصص، إذا كان الأمر يتطلب ذلك، فهو ليس عيبا، وأنا شديد الإيمان بهذا المنطق الذى يسمح بالتشاور والمناقشة، والا ما أخذنا ساعات وأياما فى جلسات مجلس الإدارة المطولة، والتى سبقت استقدام المدرب البرتغالى جوزية بيسيرو، فلا يعلم أحد مدى الارهاق والضغط العصبى الذى كنا عليه فى الأيام الأخيرة.
■ البعض فسر عدم الاستعانة بخبرة محمود الخطيب فى إدارة الكرة كنوع من تصفية الحسابات.. ما تعليقك؟
- النادى الأهلى مفتوح للجميع، ومحمود الخطيب قامة كبيرة، وبالتأكيد سيشرف أى مكان سيشغله، لكن ربما يكون الامر صعبا بالنسبة له، بعد ان كان نائبا لرئيس النادى الأهلي، ويعود لتولى مهمة ادارة الكرة، وانا ارد بسؤال آخر، لماذا يكون الخطيب بمفرده؟ ولماذا لا استقدم حسن حمدى نفسه؟ وسؤالى للتأكيد على عدم وجود خلافات او تصفية حسابات كما يردد هواة الصيد فى الماء العكر، واعيد واكرر النادى الأهلى كان وسيظل دائما مفتوحا بأبنائه ولأبنائه.
■ كيف تعاملت مع ملف استقدام بيسيرو؟
- أبدًا وضعنا شروطا تتماشى مع متطلبات المرحلة داخل النادى الأهلى، ولم نجد أفضل من بيسيرو، رغم وجود أسماء قوية وعالمية على رأسها الإيطالى العظيم جوفانيتراباتونى، وكان سيعاونه مواطنه مالديني، لكن عامل السن وقف حائلا أمام استمرار الفكرة، بعد أن وضعنا عامل السن كشرط أساسى فى الحسابات، وعموما اختيار بيسيرو جاء عن قناعة تامة ولرغبة أكيدة فى تطبيق أفكار جديدة وغير مسبوقة مع رجل يعمل لأول مرة فى مصر وإفريقيا، لكنه ليس غريبا عن المنطقة العربية، وهى جزئية كنا حريصين على دراستها بشكل جيد أثناء استعراض السير الذاتية، فوجدنا اننا فى حاجة الى مدرب على دراية تامة بطبيعة اللاعب العربى اكثر من اللاعب الافريقي، لأن اللاعب العربى له طبيعة خاصة، ومن ثم يحتاج إلى معاملة وأسلوب مختلف تماما، أما الأجواء الإفريقية فمن السهل استيعابها مع فريق متمرس داخل القارة السمراء مثل النادى الأهلي.
■ لكن يعيب بيسيرو أنه لا يجيد التعامل مع اللاعبين فى كثير من الأحيان.. ما ردك؟
- هذا كلام مغلوط وغير صحيح بالمرة، واسألوا عنه فى الإمارات والسعودية، ستعرفون انه مدرب قوى الشخصية، وإلا ما تعامل بهذه القوة مع نجم الكرة السعودية الكبير محمد نور الذى يعد بمكانة محمود الخطيب لدينا فى مصر، ورغم ذلك «بطله» كورة، وملفات أخرى كثيرة، كما ان لديه طموحا لتحقيق اهداف وبطولات، والأهم من كل ذلك انه صاحب فكر جيد فى كرة القدم.
■ لماذا لم تعيد مانويل جوزية خصوصا انه مطلب جماهيرى؟
- أولا جوزية لم يكن مطلبا جماهيريا كما يردد البعض، بل على العكس تماما، وأقسم بالله أن هناك انقساما بين الاهلاوية على عودة مانويل جوزية لتدريب الأهلى من جديد، فضلا عن كبر سنه، كشرط من شروط التعاقد كما ذكرت من قبل عن تراباتونى، ثانيا، كان الأسهل علىّ اختيار جوزيه لسابق معرفته باللاعبين، ولقدرته على التعامل مع الجماهير، وغيرها من الأمور المعروفة لدى الكافة، لكن ذلك سيكون على حساب النادى الأهلى، ونتائج فريق الكرة فى المستقبل القريب، فكما قلت لك من قبل أنا فى حاجة إلى فكر جديد، وإلى شخص طموح يريد صناعة اسم له، ولن يأتى ذلك إلا من خلال مدرب لديه من الامكانيات الفنية والفكرية، اما جوزيه فلديه رصيد جماهيرى وبطولات قد تجعله يدخر مجهوده فى أى وقت او مع اى ظرف طارئ قد لا يتحمله مع اللاعبين، خصوصا ان الفريق فى حالة بناء وتجديد، امور كثيرة وضعناها فى الاعتبار، وجاء الوقت لكى ننتظر ماذا سيفعل بيسيرو شرط منحه الوقت الكافى للحكم عليه، وللتذكرة فقط أتساءل، الم تفشل إدارات سابقة فى اختيارات مدربيها قبل ان يأتى مانويل جوزيه كما حدث مع البرتغالى تونى أوليفرا والهولندى بونفيرير وغيرهم؟.
■ كيف تتعامل مع الملف المالى داخل النادى الأهلى فى ظل التوسعات الانشائية التى تخطط لها باستمرار؟
- ملف مرهق جدا، وشائك جدا جدا، ورغم ذلك نحاول ولن نيأس، وسنستمر فى التحرك بكل قوة ووفقا لإمكانياتنا المتاحة، وانطلاقا من ثقة الآخرين فينا، ويكفى أن أقول لك إننى جلبت لاعبا كبيرا للفريق بشيك قابل للسداد بعد سنة، ولن تأتى تلك الخطوة إلا من خلال ادارة تحترم اتفاقيتها وتعاقداتها مع الجميع، وهو ما سهل لنا عملية التصالح مع الضرائب، فالنادى الأهلى الوحيد فى مصر الذى سدد الضرائب المفروضة عليه بقيمة 18 مليون جنيه، ولم يعد يتبقى الا المفاوضات حول نسبة الفائدة، كلها أمور كانت معطلة فى الماضي، لذا أود التأكيد على أننا نسير بكل قوة فى جميع الاتجاهات بلا خوف او رهبة انطلاقا من اسم النادى الأهلى الكبير وثقة الجميع فى اداراته الحالية.
■ لماذا لا تعطى الآله الاعلامية فى الأهلى أهمية آمالا فى انعاش خزينة القلعة الحمراء؟
- كل الاهتمام لجهاز الإعلام بالنادى الأهلى، وأعلن من خلال هذا الحوار، الدخول قريبا فى مرحلة اعادة الهيكلة فى كل الفروع، لكن تبقى الازمة فى قناة النادى الأهلى التى لا تخضع لسيطرة مجلس الادارة، بسبب تعاقدات الادارات السابقة، وهذا امر أراه غير معقول، خصوصا اذا كانت هناك خسائر تصل الى 20 مليون جنيه، وهو الامر الذى أراه تعجيزيا بشكل كبير، فبدلا من استثمار أسم افضل ناد فى القرن عبر قناة فضائية لضخ وانعاش الخزينة، بات الأمر بشكل عكسى تماما، لدى قناة ليس لى حق اداراتها، فضلا عن إلزامى بسداد ديونها.
■ هل توافق على رئاسة لجنة الأندية؟
- وما المانع، ولا أرى عيبا فى ذلك سواء كان محمود طاهر او غيره، فأن الآوان ان تدير الاندية المصرية منظومة كرة القدم بنفسها بالتعاون مع اتحاد الكرة الذى نحفظ له شخصيته، لكن الامور لا تدار بهذا الشكل الذى هى عليه الآن فى ظل وجود قواعد احتراف صارمة، وكنت سأجلب من خلال اتصالاتى الشخصية أحد خبراء الكرة الانجليزية للإشراف على منظومة الكرة بالنادى الأهلي، ولا مانع عندى من الاستفادة منه فى اتحاد الكرة المصرى إذا اراد مسئولوه ذلك.
■ فى هذه الحالة الا تخشى من الصدام مجددا مع مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك ورئيس لجنة الاندية؟
- لا يوجد أى صدام أو أى صراع من أى نوع مع مرتضى منصور، وكل ما فى الأمر أن الفرصة لم تأت للقاء به، وكل ما حدث إننا التقينا فى الإمارات على هامش مباراة السوبر، وتصافحنا وتحدثنا مع بعضنا البعض بشكل عادى جدا، بعيدا عن تصورات البعض، وكان سيحدث ذلك فى اى مكان كنا سنلتقى فيه، وهى الفرصة التى لم تتح من قبل فقط، أما عن وجود أزمة بين الأهلى والزمالك، فهو أمر غير موجود بالمرة سواء بين مجلس ادارة الناديين او بين اللاعبين والاجهزة الفنية، ولا يربطنا بالزمالك الا كل حب واحترام.