الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرتب الزوجة.. المشاركة «آه».. المصادرة «لأ»

مرتب الزوجة.. المشاركة «آه».. المصادرة «لأ»
مرتب الزوجة.. المشاركة «آه».. المصادرة «لأ»




كتبت – مروة فتحى

زوجي يأخذ مرتبي كله ثم يعطيني مصروفا لا يكاد يفى باحتياجاتى الأساسية وإذا اعترضت هددنى بالطلاق وتشريد الأولاد.. باختصار هذه مأساة تعيشها الآلاف من النساء العاملات اللائي يعملن ثم يحصل أزواجهن علي رواتبهن ليتحول المرتب من مصدر سعادة ورخاء لمصدر ألم وشقاء وقهر!!
أميمة صلاح - موظفة - تقول : للأسف لم أتخيّل أن يكون المرتب سبب اختيار زوجى لى لأنه قبل الزواج أخبرنى أنه لن يعتمد عليه وأنه يرفض أن تساهم زوجته فى مصاريف البيت وأنه حقى وأفعل فيه ما أريد وصدقته وفرحت بشدة ولكن حدثت المفاجأة بعد الزواج عندما طلب منى أن أسلمه المرتب مع بيان المفردات وعندما سألته أخبرنى أنه يريد الاطمئنان علىَّ وعلى حسن تصرفى فيه وهنا اضطررت لأن أخبره أننى اساعد أهلى فاعترض وغضب وأخبرنى بأنه الأحق به وأنه يقود البيت وإن لم يكن له سيطرة على مرتبى فلن يكون رجلًا وتأزمت الأمور وهددنى بالطلاق وخفت بشدة لأننى لست صغيرة.
«أساهم فى البيت بمزاجى وأرفض أن يعرف زوجى تفاصيل مرتبى هكذا بدأت سمية عبد الرحمن، مدرسة، حديثها وقالت: قبل الزواج تحدثت مع زوجى فى هذا الموضوع المحرج خاصة أنى مدرسة لغة انجليزية وأعطى دروساً خصوصية وأكدت له أننى على كامل الاستعداد للمساهمة فى كل شىء فى البيت لكن بشرط ألا يطالبنى أبدا بمعرفة دخلى.. أو ماذا أفعل فيه وتردد فى الموافقة لكنه قبل أمام إصرارى.. فمن تقبل أن يحصل زوجها على كل مرتبها تفقد كرامتها واستقلالها لكن المساهمة فى المصاريف واجب على كل زوجة عاملة لأنها تأخذ جزءاً من وقت البيت لعملها.
الأستاذ سعيد عابد - رجل أعمال - يقول: مرتب زوجتى شىء خاص بها خاصة أنها تعمل مدرسة وأنا أرفض قيامها بإعطاء أى دروس خصوصية.. من هنا فإننى أعتبر عملها تسلية حتى لا تتضايق من انشغالى فى عملى طوال اليوم ولم أجبرها يوما على المساهمة فى أى شىء فى البيت، لكن هى بين الحين والآخر تشترى أحد الأجهزة الكهربائية التى تساعدها فى أداء الاعمال المنزلية.
محمد محسن - موظف - يرى أن أى رجل متزوج من امرأة عاملة يعتبر دخلها جزءاً من الدخل الإجمالى للبيت وهذا شىء طبيعى لأنها تقتطع جزءاً من وقتها الذى هو حق للبيت لتمارس هذا العمل .. ولكن مساهمتها يجب أن تكون بالتراضى وليس بالإجبار وأنا شخصيا إذا رفضت زوجتى التعاون معى لن أجبرها لكن لن أتركها تعمل والأفضل أن تبقى فى البيت وتعتنى بالأولاد طالما لا نستفيد من غيابها ماديًا.
دكتورة إنشاد عز الدين،  أستاذ علم الاجتماع، قالت : المرأة العاملة وصلت للعديد من المواقع القيادية لكنها لم تستطع فى معظم الأحوال التخلص من الضغوط التى تمارس عليها للاستمرار فى عملها ومنها أخذ المرتب وعدم إعطائها الفرصة للتصرف فيه بحرية، وللأسف هذه الظاهرة فى ازدياد مع ارتفاع سن زواج البنات حيث يشترط البعض الارتباط بفتاة عاملة على أساس الاستفادة مما ادخرته على مدى أعوام، وللأسف عادة ترضخ المرأة لمسألة أخذ مرتبها بالكامل على أساس أن هذا هو الوضع السائد أو على أساس ألا تهدم بيتها وهذا خطأ كبير.. ونحن هنا لا ندعوها لهدم بيتها ولكن ننصح كل فتاة مقبلة على الزواج أن تتحدث فى هذا الموضوع وأن تؤكد أهمية استقلالها المادى مع ضرورة قيامها بالتعاون المادى مع زوجها حتى تفى باحتياجات أسرتها..فالمساعدة المالية للزوج ضرورية لكن دون استبداد وقهر من جانب الزوج، فهى ليست خادمة لكن هى شريك فى هذا الكيان وعليها مسئولية تجاهه وطالما أنها تعمل فيجب أن تنعكس الفوائد المالية لعملها على بيتها وبالنسبة لمن يعانين الآن فعليهن البحث عن أسلوب يناسب شخصية الزوج بحيث تسيطر على مرتبها وأن تساهم بما تستطيع.