الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البرلمان.. ومسرح العبث

البرلمان.. ومسرح العبث
البرلمان.. ومسرح العبث




د.حسام عطا يكتب:
كنت قد شاركت خلال الأيام الماضية بندوات المهرجان الختامى لنوادى المسرح الذى أقامته الإدارة العامة للمسرح، بمسرح السامر لشباب المسرحيين الهواة من كافة أنحاء مصر، الذين حضروا من القرى والمدن الصغيرة والكبيرة ليقدموا مجموعات عمل جماعية متناسقة بلا عائد مادي، ومعبرة عن قدرات على العمل الجماعى الاختيارى وعن مواهب متجددة لا تنفد. صورهم المسرحية الجيدة واختياراتهم للنصوص المسرحية هى تعبير عن أفكار ومشاعر لا تزال تتواصل عن الحرية والعدل الاجتماعي، هم خارج دائرة الضوء وخارج دائرة التواصل مع الجمهور العام وخارج دائرة اليأس النقدى الذى يستهدف إشعارنا أن الفن المصرى قد إنهار تماما، وأن الذوق العام قد إنحدر إلى هاوية اللاعودة، وهم علامة دالة بفنهم ووجهات نظرهم نحو إجابات عن السؤال المعلق، لماذا عزوف الشباب عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية الدائرة الآن؟
اختياراتهم المسرحية إجابة: ما بين حيوية المادية الجدلية عن علاقة حركة الجموع بالحكم فى دائرة الطباشير القوقازية لبريخت، مرورا بالرصد الشعرى لفكرة النظام التسلطى فى مسافر ليل لصلاح عبد الصبور ورصده لغياب العدل، حتى نصوصهم التى كتبوها كجماعات تدور فى هذا المعني، أما أبرز أعمال التمرد فهى قص أمنيات نجيب سرور لنادى مسرح قصر ثقافة الأنفوشي. الذى قدم قصيدة درامية طويلة له عبر اختيار أمنياته الحلوة لمصر مع التركيز على أحلام المثقف والفنان كأحلام تصطدم، جدير بالذكر أن مسرح العبث كان حاضرا بشكل واضح فى بعض العروض، وكان الحوار مع الشباب يتماس مع الواقع وكان السؤال عن عدم المشاركة بالانتخابات وكانت أبسط الإجابات: «إحنا مش فاهمين حاجة ومش عارفين حد». أما فى الإعلام فقد ارتفع التعبير المصطنع عنهم لحد انتظار حل البرلمان بعد ستين يوما من إنعاقده، نسى الجميع أن المد الثورى يختلف عن خبرة ممارسة العمل السياسي، وأن هذا هو الفراغ الحقيقى الغائب، وسده يحتاج لسنوات تراكم وتدريب، وأن الحياة الحزبية فى مصر تحتاج لجهد كبير، وأن المصريين فى حالة إجهاد سياسي، وأن مشاعر العبث التى ترددت كثيرا فى فن الشباب هى مشاعر معظم أهل مصر تجاه الدوائر المغلقة لإعادة إنتاج الماضى أو لتأكيد الفراغ السياسى أو لاستباق الأحداث نحو دعوات الحل وتعديل الدستور لتظل خارطة الطريق معلقة لا تكتمل ولنظل جميعنا ندور فى دوائر العبث السياسى القاسية المغلقة التى يرجع سببها لغياب القدرة على التواصل الجماعى نحو أهداف مشتركة قادمة.