الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: رجال الأعمال لا يعولون على مكاسب قنواتهم ووظيفتها الضغط على الحكومة لتحقيق مصالحهم

خبراء:  رجال الأعمال لا يعولون على مكاسب قنواتهم ووظيفتها الضغط على الحكومة لتحقيق مصالحهم
خبراء: رجال الأعمال لا يعولون على مكاسب قنواتهم ووظيفتها الضغط على الحكومة لتحقيق مصالحهم




تحقيق- محمـد خضيـر

مع تفاوت دور الاعلام وما يمر به من متغيرات وتطورات، ومع ما يوجه اليه من تفسيرات وأقاويل وآراء سواء بالايجاب أو بالسلب يظل الشكل العام للاعلام بوسائله المتعددة مسار جدل وانتقاد من البعض فى حالات كثيرة فى حالة تجاوزه للاعراف والتقاليد المهنية خرجت تصريحات المفكر الفرنسى ورئيس تحرير جريدة لوموند دبلوماتيك السابق آلان جريش بأن دور الاعلام أن ينتقد إلى أن يتم تصحيح المسار، وان الصحفى أو الاعلامى لا بد أن يتمتع بالاستقلالية بمعنى أن تتمتع الصحف باستقلالية كاملة، وكذلك الصحفيون يجب ألا يكونوا جزءًا من صراع أيديولوجى، وواجهت  تصريحاته بهجوم وانتقاد من البعض.
«صحيفة روز اليوسف» طرحت الموضوع على خبراء اعلام وناقشتهم حول ماهية انتقاد وسائل الاعلام إلى أن يتم تصحيح المسار فى ظل بروز موجة انتقاد زائدة وبشكل غير مقبول الآن من بعض الاعلاميين وهل يجب أن يكون الانتقاد على طول الخط؟ وما مدى الاستقلالية التى يجب أن تتوافر فى الصحفى أو الاعلامى؟
فى البداية تقول الدكتورة هويدا مصطفى رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام بجامعة القاهرة: أؤيد فكرة أن الإعلام يوجه نقدًا ولكنه نقد يسير فى اتجاه البناء لأن هذه هى وظيفة رئيسية لوسائل الاعلام مراقبة البيئة المحيطة وتعكس ما يدور فى الواقع والقاء الضوء على السلبيات باعتبارها اداة المجتمع ليعرف وتقدم له المعلومات كوسيلة ربط بين الجمهور وبين صانعى القرار، وبالتالى تكمن اهمية الاعلام فى أن ينتقد الممارسات السلبية ويوجه نحو المشكلات ويسلط الضوء على اداء الحكومة، وبالتالى يجب ألا تكون الانتقادات على طول الخط، وهذا للاسف ما يقع فيه بعض وسائل الاعلام خاصة الاعلام الخاص الذى يتخذ الشكل المعارض بشكل دائم ويلقى الضوء على الانتقادات بشكل مكثف، ولا يعطى لاى حلول تقدم أو ايجابيات لا يعطيها نفس الأهمية.
وطالبت هويدا بتطبيق الدور المتوازن لوسائل الاعلام وتكون اداة كاشفة وتوصل صوت الجماهير لصانع القرار والمسئولين بحيث تتم مواجهة المشكلات وتلقى الضوء على الايجابيات والسلبيات، وتحقيق وظيفة الاعلام المحايد الذى ينتقد بموضوعية إلى أن تتم الاستجابة والقى الضوء على الجوانب الايجابية وليس مطلوبًا فى الدور الاعلامى الانتقاد الدائم.
واشارت هويدا إلى أن الاصل فى الاعلام أن يكون مستقلًا ولكى يمارس هذا الدور أن يكون متوازناً بعيدا عن الايديولوجية الا لو كان اعلامًا حزبيًا ولكن الاعم والاغلب فى وسائل الاعلام الاستقلالية وهي شىء مهم لكى يمارس دوره بقدر من التوازن كى لا يحسب على طرف ولكن بشروط أن تكون هناك وسيلة تحمى الاعلامى وتكون لديه استقلالية لا يتبع رأس مال أو يعبر عنه ولا سلطة تنفيذية يعبر عنها على طول الخط وتكون له موارد ذاتية لكى يستطع أن يحقق هذه الاستقلالية، وهى مهمة لاداء الاعلامى أن يكون الاعلامى خاضعًا للسياسات التحريرية المتفق عليها والمعلنة فى إطار الحفاظ على المصلحة العامة للدولة.
وأكد الدكتور فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام  سابقا: ان الانتقاد والاستقالية هما جزء من علم الاعلام وأن تكون هناك حرية وديمقراطية وتعبر عن الآراء الصحيحة، وهذا ليس اختراعًا من رئيس تحرير لوموند دبلوماتيك الفرنسية.
واشار ابوزيد إلى أن الاعلام يجب أن يتمتع بالاستقلالية عن السلطة القائمة ولدينا صحافة وقنوات مستقلة، ولدينا صحف حكومية وصحف مستقلة وبعضها يؤيد الدولة حتى الصحف القومية تتمتع بدرجة من الاستقلال وتنتقد الحكومة فى اوقات كثيرة، وبالتالى الاستقلال هو أن تستقل ادارة المؤسسة الصحفية أو الاعلامية بأن تقول الرأى والرأى الاخر بعيدًا عن سيطرة الحكومة، وهذا موجود فى الصحافة وفى الاعلام المصرى.
وأكد الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أن الإعلام يمر الآن بمرحلة ضعف غير مسبوقة، نظرًا لغياب المنظومة التى تحكم أداءه، وبالتالى اى انتقادات للاداء الحكومى يجب ألا تكون على طول الخط، وان تكون وفق موضوعية وانتقاد بناء لصالح الدولة والمواطنين.
وأشار الشريف  إلى أن الإعلام الخاص فهو المنفرد بالساحة ويغدق عليه بعض رجال الأعمال بالأموال، وذلك لأن  هذه القنوات يملكها بعض من  رجال الأعمال لهم مشروعات استثمارية ومصالح مع الدولة، وهم لا يعولون كثيرًا على الكسب الذى تحققه هذه القنوات، لأن لها وظيفة أخرى، وهى الضغط على المسئول الحكومى، فى سبيل تحقيق مصالح أخرى، وبالتالى فالحكومة ترى أن انتقاد الوزراء يمثل تهديدًا للأمن، رغم أن هذا هو دور الإعلام، وللوزير حق الرد إذا كان النقد غير موضوعى، لكن فى حالة صمتهم الاعلام يتحدث، ويقول دعنا ننفذ ما نريد، وهذا خطر على الحكومة، ولا يعود بالنفع على المجتمع.