الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» تسعين سنة

«روزاليوسف» تسعين سنة
«روزاليوسف» تسعين سنة




مديحة عزت تكتب:

إلى سيدة الصحافة أستاذة أساتذة الصحافة فاطمة اليوسف و«90» عامًا مجيداً وإلى المجلة «روزاليوسف» هذه الأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقى من وحى «روزاليوسف»
لكل زمان مضى آية
وآية هذا الزمان الصحف
لسان البلاد ونبض العباد
وكيف الحقوق وحرب الجنف
فيا فتية الصحف صبرا إذا
نبا الرزق فيها بكم واختلف
فإن السعادة غير الظهور
وغير الثراء وغير الترف
أما الدكتور سعيد عبده فكتب لها هذه الأبيات لعيد ميلاد «روزاليوسف» الأول
دنيا الصحافة ياروزا أنت باريزها
وأنت الصبية الحليوة من عواجيزها
غنى القلم يوم ميلادك والورق زغرد
يا مدرسة كلنا كنا تلاميذها
مجلة «روزاليوسف» تستقبل هذا الأسبوع عامها الـ«90» عامًا مجيدًا.. إلى سيدة الصحافة فاطمة اليوسف فى رحاب الله الدعاء بالرحمة والغفران بقدر عطائها للصحافة والفن.. هذه السيدة التى كانت أهم كلماتها وهى رغم قسوة المحن صبرا على الجهاد فى سبيل المبدأ.. ثم تقول إذا كنت ارتضيت لمجلتى خط المعارضة فإن من بواعث ارتياحى أن أجد تأييدًا عظيمًا من القراء.
ومن أقوالها «ما ضاع شعب حافظ أبناؤه على كرامتهم».. وكانت تحب الشاعر الهندى «تاجور» وتردد كلماته المأثورة «حضرت إليك أيتها الأرض كغريب.. وعشت فيك كضيف.. ورحلت عنك كصديق».
هذه هى سيدة الصحافة فاطمة اليوسف صاحبة الذكرى التى أحببتها قدر حبى لأمى ولو أننى عدت بالذاكرة إلى الماضى وحاولت أن أكتب عن الذين علمونى صغيرة وتأثرت بهم فى حياتى.
وفى بناء شخصيتى وكان لهم الفضل الكبير فيما وصلت إليه من العلم والمعرفة بشئون الحياة والناس والفن فلا جدال أن أولهم الأستاذة العظيمة فاطمة اليوسف هذه السيدة أم الصحافة رحمها الله وغفر لها ومن معها من الحبايب فى رحاب الله فى الجنة بإذن الله.. ومن الذكرى مع صاحبة الذكرى وعيد ميلادها كانت دائمًا توصينى ألا أنسى يوم ميلاد المجلة حتى بعد وفاتها وأذكره لتظل الذكرى.. وعلى رأى شاعر الشباب أحمد رامى.
يا صورة الغابر الدفين
أيقظت ما نام من شجونى
وجاء اليوم يذكرنى بيوم بدأت العمل فى «روزاليوسف» أنا وأحمد بهاء الدين وصلاح حافظ وتقرر أجرنا ربع جنيه للخبر.. ونصف جنيه عن المقال.. وجنيهًا واحدًا لأحمد بهاء الدين عن المقال السياسى.. وجنيها لجمال كامل عن لوحة الأسبوع وربع جنيه عن نكتة لجورج البهجورى.
ثم قررت السيدة فاطمة اليوسف أن يتم تعييننا أنا وأحمد بهاء الدين وصلاح حافظ بعشرة جنيهات شهريًا وظل هذا الراتب أكثر من خمس سنوات حتى يوم رحيل سيدة الصحافة فاطمة اليوسف وكان بهاء قد ترك «روزاليوسف» بعد أن كان رئيسًا لتحرير صباح الخير قبل رحيلها بعامين.
ومن الذكريات التى أثارت شجونى ذكرى يوم استعد أستاذنا إحسان لترك «روزاليوسف» بعد أن تم إبعاد أصحاب دور الصحف من المؤسسات وفصل إحسان عبدالقدوس وحل محله أحمد فؤاد وكان رئيسًا لبنك مصر هذه الذكرى أعادت يوم استعداد إحسان لترك «روزاليوسف» اجتمعنا أنا وجمال كامل وصلاح حافظ وفتحى غانم وصلاح عبدالصبور وكامل زهيرى وإبراهيم عزت وعبدالله إمام ودخلنا على إحسان نقول له: «إحنا حنمشى معاك» زعق فينا إحسان: «أنتم اتجننتم عايزين تقفلوا «روزاليوسف» أنتم اليوم حماة  مجلتكم من التدهور الصحفى أنتم صحفيون أنتم «روزاليوسف» و«روزاليوسف» منكم ولكم وأنا شاهد.. ومنتظر نجاحكم كأنى معكم».. هذا هو إحسان الحب والحرية.
ومن المفارقات المهمة فى حياة «روزاليوسف» أنها سقطت ماديًا تحت رئاسة أحمد فؤاد رئيس بنك مصر.. وسقطت صحفيًا زمن رئاسة أحمد بهاء الدين الكاتب والصحفى وأحد أبناء «روزاليوسف».
هذا قليل من الذكريات التى عايشتها وعشتها مع وفى «روزاليوسف» هذه السيدة التى كانت عبارة عن مجموعة من المتناقضات لا يمكن أن تجتمع فى شخص واحد.. فهى فى عملها عنيفة عاصفة.. ومع ذلك من يعرفها كما عرفتها يعرف أنها رقيقة حنونة عطوفة.. لقد رأيتها تبكى مرة عندما كنا أنا وهى نزور أستاذنا إحسان فى المعتقل وبعد الزيارة تركناه فى السجن وخرجنا وقالت لى كأنها تعتذر عن ضعفها أنا أم كأى أم خارج المجلة.
ولو عدنا بالذاكرة عن هذه العظيمة فاطمة اليوسف التى كانت تعتبر نفسها أمًا لكل من فى «روزاليوسف» أم كافحت وهى تعلم أولادها كيف يكافحون أم احتقرت الدنيا فى سبيل رأيها وهى تعلم أولادها كيف يحتقرون الدنيا.. أم عنيدة وهى تعلم أولادها العناد أم انتصرت..  وهى تعلم أولادها كيف ينتصرون.. هى فاطمة اليوسف أم إحسان عبدالقدوس وأمنا جميعًا فى «روزاليوسف» وأم كل من له رأى وله مبدأ.. وله فن.
وهذه مختارات من وصاياها لأستاذنا إحسان
خاف مادحك أكثر مما تخاف ناقدك.
حاسب ضميرك قبل أن تحاسب جيبك لعلك فهمت
كن قنوعًا ففى القناعة راحة من الحسد والغيرة وأخيرًا.. الذكريات الخاصة عن بر صاحبة الذكرى لأصدقائها وزملائها العاملين معها وما كنا أنا وسيدة الصحافة والفن نفعله كل أول شهر لتوزع شهريات تدفعها لهم وأهاليهم كل شهر.. لنا لقاء معهم بإذن الله.
وختام الختام من كل قلبى اتقدم إلى الزملاء والكتاب والمحررين والعمال والفنيين والإداريين وكل من يعمل فى «روزاليوسف» اليوم كل ميلاد «روزاليوسف» وأنتم بألف خير.. مع رباعية الشاعر «ناظم حكمت» التى كانت ترددها فاطمة اليوسف كل يوم.
إذا لم احترق أنا
وإذا لم تحترق أنت
وإذا نحن لم نحترق
فمن ذا الذى سيبدد الظلمات؟
وإليكم الحب كله
وتصبحون على حب