«ناسا» اختارته لإجراء مهمة على ارتفاع 100كم

حوار - محمد عثمان
«مصر ولادة» دائما ما نستمع إلى تلك المقولة لكن لا ندرك معناها، أكرم أمين عبداللطيف هذا الشاب المصرى الذى نشأ وترعرع فى «أرض الكنانة» عندما توفرت له السبل والإمكانيات استطاع أن يثبت لنفسه وللعالم أن المصرى يستطيع أن يبدع فى جميع المجالات حتى وإن كانت غير متوفرة فى بلده الأصل، فهو أول رائد فضاء مصرى مرشح من قبل وكالة «ناسا» الأمريكية لعلوم الفضاء.
■ فى البداية أود أن نعرف أين نشأت وتعلمت ومن هم أسرتك ؟
- أبلغ من العمر ٢٧ عاما، من مواليد القاهرة وأعيش بمنطقة السبع عمارات فى أرض الجولف بحى مصر الجديدة، ولدى أخ واحد يكبرنى بعامين، والدى كان لواء جيش فى سلاح الدفاع الجوى وتوفى وأنا أبلغ من العمر ١٤عاما، والدتى دكتورة جامعية فى جامعة حلوان كلية تربية موسيقية، ودرست واتخرجت فى مدرسة «عمر بن الخطاب التجريبية للغات» بنفس المنطقة التى أعيش بها، وأنهيت شهادة الثانوية العامة عام 2005 وكان ترتيبى السادس عشر على مستوى الجمهورية ، ثم التحقت بعدها بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة، ثم توجهت عام 2009 لمدينة شتوتجارت الألمانية لإكمال دراستى والحصول على شهادة الماجستير فى علوم وتكنولوجيا الفضاء المتعلقة بالكرة الأرضية.
■ ما دور والدك ووالدتك فى تشكيل شخصيتك؟
- تعلمت منهما أن الإنسان يجب أن يكون لديه هدف كبير فى حياته الشخصية والعملية، وأن يكون منتج أكثر ممن أن يكون مستهلكا، وأن يتمتع بالانضباط وتحمل الصعاب والمسئوليات.
■ ما دور والدتك بعد وفاة والدك..وهل كانت لديك هواية أو موهبة ساعدتك والدتك على تنميتها؟
- والدتى كانت تقوم بدور الأب والأم معا، وكان على أن أتحمل المسئولية وأجتهد حتى لا أجعل جهدها هباء وقررت أن أجتهد فى الدراسة، خاصًة فى المرحلة الثانوية، واستطعت أن أحتل المركز السادس عشر على مستوى الجمهورية فى نتيجة الثانوية العامة.
■ هل كانت الهندسة اختيارك الأول، أم كانت هناك اختيارات أخرى؟
- طوال عمرى بعشق الطيران والفضاء، و كان والدى رحمة الله عليه يجلب لى عندما كنت صغيرا أفلام الخيال العلمى خاصة شخصية رائد الفضاء والكتب التى لها علاقة بالطائرات والصواريخ إلى المنزل ومن هنا بدأ كل شىء، و لكن لأن هذا الطريق غير متاح فى مصر، ابتعدت عنه لأنه مع الضغط المجتمعى كان يجب أن أصبح إما دكتورا أومهندسا وحتى آخر لحظة كانت الفكرة غير حقيقية فى تفكيري، لكن والدى كان يرغب فى أن أصبح مهندسا لذلك قررت دراسة الهندسة.
■ ما سبب اتجاهك للدراسة والعمل فى مجال الفضاء رغم عدم توافره فى مصر؟
- لم أسلك هذا الطريق إلا عندما سافرت إلى ألمانيا ووجدت الفرصة للعمل فى المركز الألمانى للفضاء و مازلت أعمل به منذ خمس سنوات.
■ متى اتخذت قرار السفر وكيف حدث ذلك ولماذا؟
- فى مرحلة الدراسة الجامعية حصلت على فرصة عمل أبحاث فى ألمانيا لأننى كنت من أوائل الكلية، وكان الغرض الآخر اكتشاف بلاد جديدة.
■ هل واجهت صعوبات فى التعامل مع العقلية الأوروبية سواء فى العمل أو العلاقات الإنسانية؟
- لا، لأننى كنت مؤهلا من قبل الجامعة الألمانية بالقاهرة عبر حصولى على بعض الدورات الخاصة بهذا الأمر.
■ على أى أساس تم اختيارك ضمن فريق رواد الفضاء؟
- تم اختيارى عن طريق برنامج يدعى «بوسسم» تحت رعاية وكالة «ناسا» الأمريكية للفضاء، والذى قرر أن يختار أفرادا ليصبحوا رواد فضاء لإجراء مهمة على ارتفاع ١٠٠ كم تقريبا، وتقدمت بطلب وتم قبولى بسبب أنى كنت أتدرب على هذا البرنامج منذ ٤ أعوام على أمل أن تأتى هذه الفرصة والحمدلله حدثت بالفعل.
■ ما طبيعة الرحلة وأهدافها وخطواتها وتجهيزاتها وكم مدتها.. وما دورك بها...وكم عدد أفراد البعثة وجنسيتهم؟
- الرحلة ستضم فردين فى طائرة ذات محرك قوى وسنصعد إلى الارتفاع المطلوب، وسيقود الفرد الأول الطائرة والفرد الثانى سيجمع جزئيات من الغلاف الجوى لدراسته، وعدد المتدربين ١٢ أنا و٩ من أمريكا وواحد من كندا وواحد من نيوزيلندا.
■ ما أثر هذا الإنجاز على نفسك وأسرتك؟
■ على أسرتى بالطبع سعداء للغاية، أما عن نفسى فهو ضغط إيجابى للنجاح فى تلك المهمة.
- هل تلقيت أى رسالة تهنئة من أى جهة رسمية فى مصر بمناسبة هذا الإنجاز؟
- لا لم يحدث حتى الآن.