الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء يحذرون: الاستمرار بهذا الشكل «يهوى» بمصر.. والأخطاء مستمرة لغياب الوعى

خبراء  يحذرون: الاستمرار بهذا الشكل «يهوى» بمصر.. والأخطاء مستمرة لغياب الوعى
خبراء يحذرون: الاستمرار بهذا الشكل «يهوى» بمصر.. والأخطاء مستمرة لغياب الوعى




تحقيق –محمــد خضــير

 

بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته فى الندوة التثقيفية للشئون المعنوية للقوات المسلحة والتى انتقد فيها أداء الاعلام ،معربا عن غضبه الشديد من تناول عدد من وسائل الإعلام لأزمة غرق الإسكندرية الأخيرة، غاضبا من تصريحات احد الاعلاميين، والقول بأنه ترك الأزمة وجلس مع مسئولى شركة سيمينز الألمانية، قائلا: إن هذا الكلام لا يليق، ويعتبر عدم وعى بالأزمة ونشر جهل بين المواطنين، خاصة أن الأزمة لها أسباب تراكمية وتم العمل عليها ولم يهتم أحد بها وتفرغوا للهجوم فقط.
كما ناشد الرئيس السيسى الإعلام بالتعامل بوعى مع مجريات الأمور والتزام الموضوعية مطالبا جميع المصريين وجميع المؤسسات وأجهزة الإعلام، بألا يختلفوا وأن يتوحدوا ويصطفوا ليكونوا بجانب الدولة فى رحلة البناء والتقدم.
«روز اليوسف» تعرفت على رأى خبراء الاعلام وناقشتهم حول تحليل هذه التوجيهات التى شدد عليها رئيس الجمهورية، ومدى استجابة وسائل الاعلام لهذه التوجيهات، وهل من المفترض ان يعمل الاعلاميون على تهدئة الاداء الانفعالى وانتقاد الامور واعادة النظر فى الاداء الاعلامى ونقل الواقع كما هو، والعمل على الالتزام بالموضوعية والاصطفاف والتركيز على رفع الوعى لدى المواطنين.
فى البداية يرى الاعلامى حمدى الكنيسى نقيب الاعلاميين أن توجيهات رئيس الجمهورية تعبر عن مدى غضبه من أداء بعض وسائل الاعلام، وما يتناولونه من طرح للقضايا التى تمثل اعاقة البناء فى مصر، ولكن مع الاسف لم تحدث استجابة لهذه التوجيهات خاصة ان هناك عددًا من الاعلاميين انزلقوا نحو الاثارة والتهييج والبحث عن اى وسائل او سبل للانتشار الذى يرتبط ايضا بالاعلان وفوائده.
واوضح ان هذه ليست هى المرة الاولى التى يناشد فيها الرئيس الاعلاميون بالتوجيه نحو رسالتهم الحقيقية، وكثيرا ما يوجه هذا الخطاب، فأنا لا اتوقع ان تحدث فجأة استجابة شاملة وكاملة بهذا الشكل خاصة ان من بين الاعلاميين من يتصورون ان الاثارة واشعال الحرائق ومخاطبة الغرائز والسخرية هى وسائل الانتشار والشعبية كما يتصورون.
 واشار الكنيسى الى ان البلد فى احوج ما يكون الى ان يقوم الاعلام بمهمته الحقيقية فى مساندة ودعم الوطن الذى يواجه ابشع واخطر وابشع المؤامرات الداخلية والخارجية، فللأسف الشديد الاعلام حاليا بهذه الصورة ولا اتوقع الاستجابة التى ينتظرها الرئيس.
ويرى الكنيسى  إن الحل قد يكون فى يد الرئيس نفسه بان يصدر قانونًا لانشاء نقابة الاعلاميين خاصة ان اللجنة الوطنية للاعلام وضعت القوانين الخاصة بالمجلس الوطنى لتنظيم الاعلام المرئى والمسموع والهيئة الوطنية للصحافة وتم التوافق عليها، لانه هو الجهة الوحيدة التى تملك ان تصدر ميثاق الشرف الاعلامى هى نقابة الاعلاميين ،وهذا عرف سائد فى العالم كله وتملك ان تحاسب وتراجع، مطالبا بأن تكون هناك آلية لضبط الاداء وتحقيق ما يطلبه رئيس الجمهورية.
وقال الدكتور حسن عماد مكاوى رئيس لجنة متابعة ورصدالأداء الإعلامى للانتخابات البرلمانية: إن الحل لتفادى اى تجاوزات من وسائل الاعلام هو تفعيل القانون من خلال اقرار قانون الهيئات الاعلامية الذى تم التوافق عليه من خلال 60 خبيرًا من الاعلام والصحافة وتم تقديمه للحكومة ونحتاج الى تفعيله، او اصدار قانون بقرار من رئيس الجمهورية او يكون اول قانون يدرسه مجلس النواب الجديد، لان الاعلام اذا ظل بهذه الحالة فسوف يهوى بمصر بالكامل.
واشار  مكاوى الى ان الاخطاء الاعلامية سوف تستمر ما لم يتم وضع شىء رادع، ليس بالقوة وانما بالقانون لكى يمكن تنظيم منظومة الاعلام لمحاسبة من يخطئ او يتجاوز، لان بعض وسائل الاعلام الخاص به فوضوية وإثارة وانقسام وتجاوزات وخلافات عديدة، وهذا ليس وليد اليوم بل منذ ثورة 25 يناير والاعلام فى حالة انفلات كامل، لانه لا توجد تشريعات قانونية مفعلة ولم نقم نظامًا اعلاميًا جديدًا.
واوضح ان من يثير الفوضى الاعلامية واعتاد على الابتذال لن يرتدع بأى توجيهات ولم ينصلح الا بالقانون وتفعيله، خاصة ان رئيس الجهورية منذ توليه الرئاسة وهو يناشد وسائل الاعلام مرارا وتكرار ويؤكد ضرورة وحدة الاعلام واصطفافه نحو الصالح العام.
واكد الدكتور محمود علم الدين الوكيل السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة: ان تصريحات الرئيس تؤكد العديد من المعانى والتوجيهات نحو الممارسات التى يستوجب على وسائل الاعلام ان تتجنبها والممارسات التى يفترض عليها ان تحبذها وتؤكد عليها، خاصة ان رئيس الجمهورية استنكر تجاوزات الاداء الاعلامى من التجاوز فى الخطاب وعدم تزويد الجمهور بالمعلومات الكافية والشاملة التى تمكنه من تكوين فكر ووعى ومعرفة بالقضايا المثارة على الرأى العام، وتأكيده ان الاعلام يجب ان يضع الامور فى حجمها الحقيقى ولا يقوم بالتهويل منها ولا التهويل فيها خاصة عندما قال ان كل شىء يوصف بأنه كارثة مشيرا الى ان قطاع الاعلام به مشاكل وكوارث ولا يتحدث عنها قطاع الاعلام.
واشار علم الدين الى  ان وسائل الاعلام عليها ان تتوقف عن التركيز على الجوانب السلبية التى تصيب الناس باليأس ودعا الى تناول الموضوعات التى توحى بالأمل والتفاؤل بالمستقبل، وانها رؤية وملاحظات من المفترض ان الاعلاميين يسعوا الى ان يضبطوا اداءهم الاعلامى وعدم التجاوز فى الخطاب واحاطة الجمهور بأمور جيدة وعدم الاختلاف وهى مجموعة من القيم يجب ان تحكم الممارسات الاعلامية فى مصر من خلال دعوة بها قدر من الانزعاج والانتقاد حول بعض الممارسات الاعلامية التى نتمنى ان تصحح وتعمل على نشر الوعى الصحيح.