الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معهد المخطوطات العربية يبحث حقيقة مصحف برمنجهام

معهد المخطوطات العربية يبحث حقيقة مصحف برمنجهام
معهد المخطوطات العربية يبحث حقيقة مصحف برمنجهام




كتبت – ابتهال مخلوف
أثار الإعلان فى بريطانيا عن رقائق مصحف برمنجهام، الذى يعتقد أنه أقدم مخطوطة لمصحف على الإطلاق، عاصفة إعلامية امتدت سحبها من الغرب للعالم العربى، لتمطر أمام المؤرخين والباحثين العرب العديد من علامات الاستفهام عن مدى مصداقية دراسة الجامعة البريطانية وهل هو جزء من أقدم مصحف بالفعل؟، «معهد المخطوطات العربية» انبرى بعد هدوء العاصفة الإعلامية إلى تقديم رؤية علمية متزنة عن حقيقة مصحف برمنجهام ما بين العلم والإعلام فى ندوة أقامها مؤخرًا فى إطار المنتدى التراثى والتى أدارها د. فيصل الحفيان مدير المعهد ونسقها د. أحمد عبد الباسط الباحث فى المعهد، وشارك فيها كل من. شريف شاهين رئيس دار الكتب والوثائق القومية المصرية ود. جمعة عبد المقصود وكيل كلية الآثار للدراسات العليا بجامعة القاهرة، ود. حسن على عبيد أستاذ ترميم المخطوطات والوثائق ود.أيمن فؤاد السيد أستاذ التاريخ الإسلامى وأحد مستشارى معهد المخطوطات وكذلك د.علاء الدين بدوى الخضرى أستاذ الكتابات والنقوش الأثرية الإسلامية. وحضرها لفيف من الخبراء والباحثين والمهتمين بالتراث الإسلامى ومنهم نورى دومى السفير الألبانى بالقاهرة.
وفى بداية الندوة تناول الدكتور حسن عبيد مدرس ترميم المخطوطات بجامعة جنوب الوداى تاريخ  مخطوطة برمنجهام قائلًا أنه يرجع لعهد الخليفة عثمان بن عفان فى أواخر القرن السابع الميلادى وأوائل القرن الثامن للتشابه بينها وبين مخطوطة المصحف الأموى التى كانت فى دمشق بسوريا وكذلك تشابه مخطوطه أهناسيا المحفوظة بالمكتبة الوطنية الفرنسية .
ثم تحدث الدكتور جمعة عبد المقصود أستاذ الترميم ووكيل كلية الآثار بجامعة القاهرة لدراسة المخطوط من الناحية المادية - أى الرق الذى استخدم مادة للتدوين عليها منذ العصور الوسطى والحبر - موضحًا أن التوصل لنوع الحبر من خلال تحليل المخطوط بالأشعة فوق البنفسجية للتعرف على الفترة الزمنية للمخطوط.
وفند د.جمعة عبد المقصود إدعاء بعض الباحثين أن رق المخطوطة تم طمس حبره الأولى وكُتب بحبر أخر عليه، وخلص إلى أن التاريخ الذى أعلن أن مخطوطة برمنجهام ترجع إليه هو تاريخ سليم، لكن يطالب بإجراء اختبار بالأشعة فوق البنفسجية لدراسة الحبر المدونة بها.
وطالب د. فيصل الحفيان بضرورة عدم الاكتفاء فى دراسة المخطوطة بالجانب العلمى فقط من تحليل بالكربون المشع أو الأشعة فوق البنفسجية لأن منهج دراسة أى مخطوط لابد من اقتران الشق العلمى فيه بشق دراسة النص فى سياقه السياسى والاجتماعى والثقافى والتاريخى الذى كتب فيه.
واقترح أن يخصص العدد القادم من مجلة المعهد «المخطوطات المحكمة» لعرض أبحاث متعمقة عن مخطوطة برمنجهام.    
وتحدث الدكتور أيمن فؤاد السيد أستاذ التاريخ الإسلامى عن تدوين المصحف على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وشكل الخط حينذاك. وفى نهاية كلمته اعتبر أن شكل الخط فى رقائق برمنجهام أقرب شيئ لوثيقة أهناسيا التى ترجع للسنة 22 من القرن الأول الهجرى والتى هى قريبة لشكل الخط الحجازى. وذكر أنه كل يوم نكتشف مخطوطات مثل مخطوطات صنعاء التى تم اكتشافها فى سبعينيات القرن العشرين ومحفوظة فى المكتبة الوطنية بباريس.
وقام د. شريف شاهين رئيس دار الكتب والوثائق القومية بإلقاء كلمة حلمى النمنم وزير الثقافة والتى انتقد فيها الضجة الإعلامية التى رافقت الإعلان عن مخطوطة برمنجهام، وأشار إلى أن خزائن دار الكتب المصرية وغيرها من الهيئات والمتاحف فى عالمنا العربى تزخر بالكثير من المخطوطات الأقدم والأكثر أهمية والتى تنتظر تسليط الأضواء عليها ودراستها.
واستعرض الدكتور علاء الدين بدوى الخضرى مدرس الكتابات والنقوش الإسلامية بجامعة جنوب الوادى مراحل جمع القرآن وقارن بين خط مصحف برمنجهام والخط الحجازى ومراحل تطور الخط الحجازى وسماته قائلا : ان هناك مرحلتين لتطور الخط الحجازى المرحلة المبكرة والمرحلة المتأخرة، وتتميز المبكرة بكتابة بعض الحروف ذات ميل لليمين مثل الألف واللام.