الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نصائح لـ«البنات» فى سنة «أولى» جامعة









بدأ الأمر «بزغرودة» مصرية طويلة تخترق جميع الحواجز، لنخبر الجيران بوصول الضيف الذى طال انتظاره فقد وصل «خطاب التنسيق» الذى سيؤهل طالبة الثانوية العامة ذات الـ19 ربيعًا للالتحاق بالجامعة.. خطاب اعتبرته الطالبات كلمة السر لعالم جديد أنهى أيام الدراسة على مقاعد المدرسة والدروس الخصوصية، بدأ الحلم يتحقق، دخلت الطالبات عالم أوسع وآفاق أكثر رحابة... حياة تتفتح تختلط فيها الآمال والرغبة فى النجاح.. الظهور.. التأقلم والاعتماد على النفس مع الخوف من الفشل.
 

 
اقتحمنا ذلك العالم البكر.. لنتعرف على فتيات «سنة أولى جامعة».
 
تغيرت حياتهن بعد أن وطأت أقدامهن حرم الجامعة، استعددن للجديد باندفاع الشباب، ولكن تأتى نصائح الوالدين لتحد من ذلك الاندفاع وترشدهن إلى الطريق الأفضل.
 
داخل جامعة عين شمس كانت «نورهان طلعت محمد» تخطو خطواتها الأولى بعد أن قدمت أوراق التحاقها بكلية الآداب وقالت «ودعت صحبة والدى إلى المدرسة والدروس الخصوصية حيث كانت مدرستى تبعد عن المنزل مسافة كبيرة ودائمًا ما كنت أستشعر الحرج حينما يرانى زملائى وزميلاتى بالمدرسة بصحبة والدى أو والدتى وكأننى طفلة صغيرة، أما الآن فأنا أشعر بأننى المسئولة الوحيدة عن سلامتى واحتياجاتى وتصرفاتى ولكن مع الكثير من النصائح والإرشادات والتوجيهات التى حلت محل والدى لتصبح رفيقتى إلى الجامعة».
 
تتابع «نورهان» حديثها من تلك النصائح: أنا أسعى للتعرف على فتيات يسبقوننى فى الدراسة حتى أستفيد من خبراتهن فيما يتعلق بالدراسة والتحصيل، ولتهدئة مخاوفى من ذلك العالم الجامعى المبهم الذى لم أفك طلاسمه بعد، وجاءت نصيحتهن بأن أتخير صديقة مشابهة لى تساعدنى فى استعادة توازنى مرة أخرى.
 
«كبرنا على ماما وبابا... ولكن لم نعف من طابور الصباح»، هكذا بدأت «آية محمد» - الفرقة الأولى بكلية الآداب - حديثها فوالديها منذ أن قدمت أوراقها للجامعة لا يكفان عن ترديد النصائح والتى انحصرت فى عدم الثقة فى الآخرين، ومن تلك الوصايا «ما تديش رقمك لكل من هب ودب» «ما تخديش حاجة من حد»، «ما تركبيش مع حد ما تعرفيهوش»، وفى نهاية اليوم الجامعى بعد عودتى للمنزل لابد من تقديم تقرير مفصل عما حدث معى طوال تلك الساعات التى قضيتها فى الخارج.
 
أما «هيفاء محسن» - أولى آثار - فتقول «اللى عايز يعمل حاجة هيعملها» حتى إن تلقينا مئات النصائح فلابد من الاقتناع بها قبل تنفيذها، فلم أعد أتحمل المزيد من التوجيهات التى اعتبر أنها ولدت مع انتهاء الدراسة فى المرحلة الثانوية، ولم يعد هناك رقيب على تصرفاتى سوى ضميرى فقط.
 
توافقها «ليلى حسين» - الفرقة الأولى بكلية التجارة - الرأى فوالدتها دائمًا ما توجه لها إرشادات سلوكية خاصة بالملابس والمكياج إلى جانب النصيحة الأزلية «ما ترفعيش صوتك فى الضحك أو الكلام» وهى أشياء تربينا عليها جميعًا وقد نخالفها فى بعض الأحيان أن يعلموا عن ذلك شيئًا.
 
فى الثانوية العامة لم يكن أحد يفكر فى شىء سوى المجموع الكبير، وكان اهتمام الطالبة بشكلها ومظهرها أمر مؤجل، ولكن فى الجامعة فالأمر مختلف تمامًا.
 
«نسرين توفيق» - الفرقة الأولى بكلية الآثار - تقول أخيرًا ودعت «شنطة المدرسة» التى كانت كالكابوس أينما ذهبت ترافقنى بما بداخلها من مذكرات الدروس الخصوصية والكتب المدرسية والخارجية، فقد ألقيت بها فى صندوق القمامة حتى لا تذكرنى بتلك الأيام الصعبة وجهزت نفسى بشكل مختلف للالتحاق بالجامعة، إذ قمت بشراء حقائب أكر نضجًا من تلك الحقائب الطفولية التى كنت أحملها، كما قصصت شعرى، وأصبح ترددى على الكوافير أمر طبيعى لا تضييع للوقت، كما كان فى السابق، أحببت الألوان الفاتحة فى الملابس وطلاء الأظافر واقتنيت الغريب منها حتى أصبح مميزة. وسأسعى للانضمام فى «شلة روشة» ومزيد من الجرأة.
 
كذلك كان حال «منة منصور» الفرقة الأولى بكلية الآداب - وتقول قمت بشراء ألوان جديدة لم يسبق أن جاءتنى الجرأة لارتدائها من قبل كالأحمر، البرتقالى الفاتح، الأصفر، الأخضر الفاتح ولم تقتصر تلك الألوان على الملابس فقط بل سايرت الموضة أكثر وانتقيت الأحذية بنفس تلك الألوان بعد أن كان لون حذائى الوحيد طوال سنوات دراستى السابقة هو الأسود تمردت عليه ولم يعد هناك أى مجال لارتداء ذلك اللون خاصة فى الأحذية، فقد كان عقاب من لا يرتديه فى السابق ينظف ملعب المدرسة حتى يقوم بتغييره.
 
أما «أمينة جمال» - أولى حقوق - فتقول بالرغم من أننى ارتدى الإسدال لكننى حاولت أن أكون متجددة فيما اشتريته استعدادًا للعام الجامعى الأول إذ حرصت على تغيير ألوان الحجاب وبعد أن كانت ألوانه منحصرة فى الأسود والأبيض والبنى تغيرت لتتحول إلى الأحمر والأخضر والأصفر وكذلك الحال مع «البادى هات» التى تظهر منها الأكمام عند ارتدائى للإسدال، ولديها ذات المشكلة التى تعانى منها «ياسمين» فى التعامل مع الآخر لأن الدروس الخصوصية التى كانت تحضرها لم يكن بها اختلاط.
 
وتقول «ياسمين حازم» - أخيرًا لبست «الكعب» العالى الذى ارتبط عند والدتى بدخولى الجامعة، فقد كانت ترافقنى أثناء شراء أى شىء وحينما اخبرتها برغبتى فى حذاء الكعب العالى رفضت وأخبرتنى أنها ستسمح لى بارتدائه فى حال وصولى الجامعة، وكأنها مكافأة أو تحفيز للحصول على مجموع يؤهلنى لارتدائه حتى الأحذية تتطلب المجموع، أما عن «دولاب ملابسى»، فتحول إلى ملابس «المهرج» ومقارنة بالألوان التى كنت ارتديها فى السابق، دراستى فى مدرسة للبنات فقط أصابتنى بنوع من الإحباط فى البداية نتيجة الاختلاط.
 
وترى «هاجر أحمد»- حاسبات ومعلومات- أن المجموع العالى تذكرة دخول لعالم الـ«Meke up»، هكذا افهمتها والدتها فقد كان لديها الفضول لتدخل ذلك العالم المحُرج عليها ملامسة محتوياته، بالرغم من أنها حاولت أن تدخله سرا بعيدا عن والدتها عن طريق زميلاتها بالمدرسة، وفى كل مرة تستخدم أدوات المكياج تشعر بخوف شديد من أن يتم اكتشاف أمرها، أما الآن فوالدتها هى التى قامت بشراء كل ما هو جديد فى عالم المكياج لتهديه لها ليصبح الأمر رسميا بعد طول انتظار.
 
تتابع «هاجر»: احسست أن عمل نيولوك أمر مرغوب فيه لتجديد الحياة وإضافة شكل أجمل لشخصيتي، وليس بالضرورة أن أساير الموضة فى الألوان خاصة إذا لم تكن تتماشى معى.
 
ما بين الخوف والحماس، الفرح والارهاق تنوعت مشاعر فتيات سنة أولى جامعة لمواجهة عالمهمن الجديد «منى فوزى» - الفرقة الأولى بكلية الحقوق- متحمسة كبرت على الملابس الجديدة ولكننى لم أكبر على تكوين صداقات جديدة هكذا بدأت الحديث وأردفت: «حينما دخلت إلى الجامعة للمرة الأولى أحسست بالخوف بعد أن أصبحت وحيدة بلا أصدقاء فقد فرقنا مكتب التنسيق والمجموع، ولكن سرعان ما تحمست للتعرف على أشخاص جدد، واعتبرتها مرحلة جديدة فى تكوين شخصيتى، شعرت بنضوج فى الحديث فالأجواء مختلفة عن السابق كثيرا حيث بها يتسع المجال للحديث والتنزه فى المدرسة وأثناء الدروس الخصوصية.. أجواء متفتحة أشعرتنى براحة نفسية كبيرة!
 
«أمينة فاروق» - الفرقة الأولى بكلية التجارة - تقول أشعر أننى تائهة، فقدت شخصيتى عالم كبير يختلف عن عالمى الصغير الذى كنت أعرفه، أجد صعوبة فى التأقلم مع الآخرين، ومع ابتعادى عن أصدقاء الطفولة لا أظن أننى سأجد من يعوضنى عنهم داخل الجامعة.
 
«شيرين عبدالفتاح» - أولى آداب عربي» - تقول مللت من حياة الالتزام بالمواعيد وأرهقتنى كثرة المذاكرة والدروس الخصوصية ومراجعات ما قبل الامتحان، الجامعة خلصتنى من كل ذلك إذ أننى المسئولة الوحيدة عن تصرفاتى بداخلها تحررت من كل شيء لذلك سأقوم بتأجيل المذاكرة إلى ما قبل الامتحانات وأعيش الحياة الجامعية بجميع تفاصيلها مع أصدقائى الجدد.
 
شعور بالفرحة العارمة غمرها حينما التحقتا بالجامعة التى يريدونها والكلية التى كانتا ترغبان فيها معا، «نهي» و«هبة» أصدقاء من الطفولة حصلتا على نفس المجموع والتحقا بكلية الآداب قسم الآثار بجامعة عين شمس فازدادت ثقتهن بأنفسهن وشعورهن بالأمان فى الجامعة، وأنعكس ذلك على أسرتيهما فقد اطمأنوا أن كل واحدة منهما تؤمن الأخرى.
 
وتقول «مى عمر» - أول اجتماع- إنه بخلاف التغيير الذى حدث فى مظهرها فإن زيادة المصروف اليومى أمر يجب ألا نتغافله فقد كان 5 جنيهات فقط باعتبار أن والدى يوفر كل ما احتاج إليه إلى جانب الـ5 جنيهات ولكننى الآن وباعتبارى المتولية أمر الميزانية وتحسبا لأى طارئ فقد ازداد مصروفى اليومى ليصل إلى 25 جنيها يوميا بخلاف مصروفات الجامعة والكتب الدراسية وذلك سيتيح لى فرصة التمرد على «الساندوتيشات المنزلية» التى تعدها والدتى والاتجاه للوجبات السريعة التى أعشقها.
 
على النقيض ترى «ماهى عبدالتواب» - الفرقة الأولى بكلية الحقوق- أن صداقة الطالب أفضل كثيرا من صداقتها لطالبة إذن كانت تدرس فى واحدة من مدارس اللغات وكان من الطبيعى أن تتعامل مع البنين كزملاء دراسة ووجدت أن معاملتهم أفضل كثيرا من معاملة البنات بعضهم لبعض وبالتالى فهى مستعدة تماما للتأقلم والتعايش مع كل من الطرفين فى مجتمع الجامعة.